شاعر الزجل فؤاد حيدر: شعر الزجل يدخل إلى صميم الحياة اليومية

30 حزيران 2014

.

في البداية كانت الكلمة والكلمة مجموعة من الأحاسيس والمشاعر بهذا بدأ شاعر الزجل فؤاد حيدر رئيس جمعية الزجل في سورية حديثه مع سانا الثقافية واصفا هذا النوع من الشعر بأنه يعبر عن مناحي الحياة كافة حتى في أدقها.

وقال أنا من أبناء الريف السوري الذي منه نشأ شعر الزجل ليتخطى كونه فنا أو هواية إلى صميم الحياة اليومية متغلغلا في أدق التفاصيل لافتا إلى أن هذا النوع من الشعر كان منبته في منطقة القلمون ومن ثم انتشر بمنطقة وادي بردى وقرى جبل الشيخ المولعة بهذا الفن حيث يحظى شاعر الزجل لديهم بمكانة رفيعة.

وبين حيدر أن ظهور الزجل في الريف يعود إلى ارتباطه بالحياة الريفية ومعيشة الفلاحين اليومية حيث كانوا يغنون الأشعار لتخفيف عناء العمل في الحقول ولاستنهاض الهمم وليظهروا مقدرتهم في نظم الشعر أمام أبناء قريتهم لافتا إلى أن بدايته كانت منذ نعومة اظفاره عندما كان في العاشرة من عمره وألقى أولى أشعاره أمام شعراء قريته حينه في جبل الشيخ.

واستعرض حيدر ألوان الزجل التي تضم العتابا والميجانا وأبو الزلف والشروقي والروزانا والندب والمعنى مشيرا إلى أن أوزان هذه الألوان تختلف كليا عن أوزان الشعر الفصيح المقفى موضحا أن روح شعر الزجل ذات طابع اجتماعي وتركز على نقد ظواهر الحياة اليومية لأبناء الريف لكنه أكد أن الزجل ازدهر أكثر في لبنان وانتشر بشكل أوسع مما هو عليه في سورية بسبب الاهتمام المتزايد به كفن وتغلغله في أكثر من مجال بما فيه السياسي.

واعتبر حيدر أن إقبال الناس على شعر الزجل الى كون استيعاب اللهجة المحكية أسهل من القصيدة باللغة الفصحى التي تحتوي على كم كبير من الألفاظ والكلمات الصعبة داعيا إلى زيادة الاهتمام بالزجل كأحد مكونات التراث السوري الشعبي والذي يستمد وجوده من صلب الهوية السورية التاريخية التي كرسها الامتزاج بين عدة ثقافات على أرض سورية التي وصفها بقصيدة يا شام وهذه أبيات منها..

ياشام مهما الشعر فيك هام...وجن بسماك وجوك السامي
بيضل وصفك عالفكر أحلام...ويوم المنى تحقيق أحلامي
للشعر انت الفكر والالهام...وللحب قلب من الوفا دامي
وأي حكي بيرقى الك ما دام...من قاسيونك للسما قامي
ضلوا بمدحك يغلطوا أعوام...وجدي حكيها كتير قدامي
يقلي على خد الزمان الشام... شامي جميلة والحلا شامي
ويوم اللي فيي كبرت الأيام...وعشت بربوعك كل أيامي
طلع الحكي معكوس بالأرقام...طلعت الشام الكون عاحلو
وطلع الزمن عاخدها شام

وللشاعر حيدر ديوان في الشعر الزجلي بعنوان شموع وآخر بيادر الفكر معتبرا من خلاله كما بيادر القمح نتاج القوت اليومي وهذا الديوان قوت للروح والفكر.

وحيدر كتب في كل مناحي الحياة فقال بالغزل…
بتذكري أنت وأنا مابين...أرض وسما وأحلام وردية
كيف التقينا بعدها روحين...بنهدة وطن عشفاف غنية
غلط وسألتك حضرتك من وين...روحك بغصة ردت عليي
من بلاد حتى تخلص من الدين...كان الوفا دمعات عينيي
وفي التمسك بالأصالة والنظر إلى القادم بعيون التفاؤل رغم تتالي السنين على عمر الشاعر قال:

يابني كبار السن للشجرة جذور...وما بيقدر يعيش الشجر من دونها
وانتو الشباب غصونها بكل العصور...وشو قيمة الشجرة بدون غصونها.


كوثر دحدل

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق