الزجل نمط من الشعر يحمل ملامح بيئته

14 06

الإنسان والقيم الإنسانية أساسيات الزجل

تُعتبر محاضرة الجلسة الثالثة والستين بعد المئتين لنادي الاستماع الموسيقي، التي أقيمت في المركز الثقافي بأبورمانة في دمشق في 5 حزيران 2008، تُعتبر استكمالاً للحوار الذي بدأه الأستاذ ياسر المالح حول «الطقطوقة»، على أنه في هذه المحاضرة تناول وجدانيات الطقطوقة، ثم انصرف للحديث عن «شِعر الزجل» في الأغنية العربية، وعن جماليات الزجل اللبناني. ثم تحدث عن رائد التطعيم الموسيقي محمد عبد الوهاب، وغنائه للأمثال الشعبية مثال «ترعاني قراط أرعاك أثنين، وتشوفني بعين أشوفك بتنين». أما فيما يتعلق بالمعجم الموسيقي، فقد قدّم المالح مجموعة من الأغنيات العربية لرواد وكبار الفن العربي الكلاسيكي الأصيل، والتي يبدأ مطلعها بحرف «التاء».
وما يهمنا هنا هو جديدُه في هذه المحاضرة، ألا وهو حديثه عن الزجل. حيث يقول المالح: «الزجل نمط من الشعر، يحمل ملامح بيئته، ويُنظَّم بالطريقة السهلة الممتعة، وبمفردات اللهجة المحكية السائدة، فله وزن بالدرجة الأولى، يليها المضمون والصورة الشعرية. والزجل في سورية، ولبنان، والأردن، وفلسطين متقارب بشكل كبير وله المقاييس ذاتها». ويتابع المالح «نشأ الزجل وازدهر في بلاد الأندلس، التي أبدع شعراؤها إبداعاً رائعاً في الزجل، ثم انتقل إلى المشرق العربي. حيث يقول ابن خلدون: "نشأ الزجل على يد ابن قزمان الذي عاش في أواخر القرنين الخامس والسادس للهجرة"».
محاضرة الزجل ياسر المالح في نادي الاستماع الموسيقيويضيف المالح «لهذا الشعر أوزانه، التي تلتقي مع بعض أوزان الشعر الفصيح، فوَزن البسيط يُستخدم في الشروقي والموال، والوافر في القصيد والعتابا؛ ويُستخدم بحر الرجز للمعنى، ومن أنواعه المعنى، والموشح، والقرادي. وأما فيما يتعلق بمضامينه، فإضافة إلى الحب والعاطفة فهو يتناول الأحداث الوطنية والسياسية الجارية، وبالعموم يُعتبر الإنسان والقيم الإنسانية من أساسياته».
ويجد المالح أن الزجل قد تطور كثيراً في الآونة الأخيرة، في سورية ولبنان على حد سواء، قياساً بالزجل المصري، من حيث إمكانية التجويد الواسعة، وأساليب الصقل، وطرق الصياغة، وأيضاً من حيث الأدوات البلاغية، وتصويرها البياني الواقعي، والقدرة على التشخيص والتجسيد.
 
وفي ختام محاضرته، أكد المالح أنه لا يوجد شيء اسمه "لكل شعب موسيقاه"، فقد يكون لكل شعب خصوصيته في عزف الموسيقى، ولكن عن طريق التواصل والاحتكاك يتم انتقال الموسيقى بين الشعوب، بحيث تُفقَد هذه الخصوصية وتُفرغ من محتواها، وعليه فإن أي نتاج حضاري -مهما كان نوعه- هو مُلك للشعوب وللأجيال القادمة، لذلك فالموسيقى هي لغة العالم.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق