تصوير الأساطير الفينيقية في معرض التشكيلي كاسر أسعد باللاذقية

25 شباط 2014

.

تستضيف دار الثقافة في اللاذقية هذه الأيام معرض الفنان كاسر أسعد الذي يحمل عنوان «تجليات طائر الفينيق» حيث يضم أكثر من مئة لوحة تتنوع بين الواقعية والانطباعية والتعبيرية وتطال في مجموعها العديد من المواضيع والأساليب الفنية التي نفذت بتقنيات مختلفة تمثل جميعها استكمالا لمشروع فني سابق يعمل عليه الفنان منذ سنوات طويلة.

الفنان أسعد قال لسانا «إن مشروعي الحالي والمستقبلي كما يظهر في المعرض هو إستكمال الأساطير الفينيقية مثل "اقهت ابن دانيال" و"اسطورة كرد" و"الاشباح والاقانين" إلى جانب بعض اللوحات الحداثية التي اتبعت فيها عددا من الأساليب التجريبية على مستوى الخط و اللون».

وأضاف أن المعرض يحوي أعمالا واقعية وانطباعية تصور الساحل السوري من جبل الأقرع إلى جبلة على امتداد 90 كم إضافة إلى الجبال الساحلية المطلة على سهل الغاب قبل أن ينتقل إلى المناخ التعبيري حيث يصور عددا من الأساطير الفينيقية مثل اسطورة البعل رمز الخصب.

وحول تقنيات الألوان أشار إلى أنه اعتمد في أعماله على الرسم بالفرشاة بالدرجة الأولى ثم على سكين الرسم أما الألوان التي يستخدمها فأغلبها الألوان الزيتية التي يحب استخدامها كونها تساعده على تجسيد الفكرة بسهولة ويسر وتحقق مزجا جيدا فيما بينها.

وأضاف أنه رسم البحر في كل حالاته فتارة هو عاصف وهائج وتارة أخرى نراه هادئا ومشمسا بالإضافة إلى مشاهد الغروب في الصيف والخريف والربيع والشتاء وأيضا تصوير الضوء والطبيعة من خلال تسلسل الضوء المتغير ومنعكساته على الواقع الطبيعي وخاصة في الفترة الزمنية الممتدة من الساعة التاسعة صباحا وحتى 4 ظهرا.

وقال إن أهم الأفكار في اللوحات تتركز على أسطورة بعل رمز الخصب والتجدد إلى جانب تصوير جبل الأقرع لإنه كان معبدا للاله بعل عند السوريين ولأن سورية الطبيعية تمتد إلى اسطنبول لذلك ركزت على المفردات السورية لأننا نحن أعطينا الأبجدية الأولى لليونان ونحن صدرنا الأسطورة والحضارة إلى العوالم القديمة ونحن علمنا الأبجدية والحرف وأعطينا الشعوب الأخرى المد الحضاري فمن هذا الساحل نبعت الحضارة الإنسانية.

من ناحيته قال الدكتور عبد الحكيم الحسيني أستاذ في كلية الفنون الجميلة والهندسة المعمارية بجامعة تشرين «إن الفنان كاسر أسعد قدم في معرضه "تجليات طائر الفينيق" بانوراما تجربته الفنية منذ بداياته ليصل بها إلى موضوعات الأسطورة الفينيقية التي تعتبر منهلا خصبا للإبداع».

وأضاف إن الفنان كاسر متعدد الجوانب الإبداعية في الكتابة الشعرية والنثرية ثم في التشكيل واللون وهذه الأعمال اليوم هي تكثيف للمراحل المختلفة التي مر بها الفنان من الواقعية فالانطباعية ثم التعبيرية .

وأشار إلى أن المعرض يصور اللاذقية والساحل السوري حيث التقاء البحر بالجبل وحيث انطلق الإنسان المبدع الأول في أرض الأبجدية فأبجدية الفنان هي الإنسان والعمل والجهد البناء ليصنع الخلق والابتكار بحس مرهف يليق بالمكان وبروح الإنسان وخياله الحر الطليق كطائر الفينيق حيث السحر اللوني وتابع..«يخلط الفنان في أعماله بين روح الشاعر وبصر الفنان التشكيلي ومسيرته الثرة الغنية فقد كان الأزرق محطة سابقة له في مجموعة أعمال خلقت إلى جانب البحر وهنا في "تجليات طائر الفينيق" ينتشر الأحمر والأصفر ألوان الأرض والشمس ومن هنا يجب ألا ننظر إلى أعماله مجرد نظرة بصرية عابرة لأنها أعمال تقول أشياء خارج أسوار الواقعية والانطباعية والمباشرة».

كما قال: «وقفت طويلا أمام صورة البعل حيث هناك أمام بوابة أوغاريت ورموزها في لوحة مدهشة تنمو الإسقاطات التعبيرية في مجموعة الأعمال الفنية التي تربط بين عمق التاريخ والأمل والعمل الإنساني المعاصر فالتجربة التي يقودها كاسر أسعد تتميز بلغة الأديب وفرشاة الفنان ولذلك فهي ترفد الحركة الفنية السورية على نحو كبير».



بشرى سليمان

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

لقطات من معرض الفنان كاسر أسعد - «تجليات طائر الفينيق»

لقطات من معرض الفنان كاسر أسعد - «تجليات طائر الفينيق»

لقطات من معرض الفنان كاسر أسعد - «تجليات طائر الفينيق»

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق