حول إحباط السلطات التركية لمحاولة تهريب 334 قطعة أثرية من سورية

07 شباط 2014

تناقلت بعض المواقع الإلكترونية خبراً مفادُه «أن السلطات التركية قد أَحبطت يوم الثلاثاء الفائت محاولة تهريب 334 قطعة أثرية من سورية إلى تركيا في ولاية ماردين الحدودية الواقعة جنوب شرقي تركيا، والقطع الأثرية المصادرة تعود إلى العهدين السومري والآشوري، وأغلبها من الحُلي».

والجدير ذكره في هذا السياق أنَّ المديرية العامة للآثار والمتاحف كانت قد طالبت في الاجتماع الذي عُقد في شباط 2013 في العاصمة الأردنية عمان، وفي الاجتماع الذي عُقد في مقر اليونسكو في باريس بحضور المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، بضرورة الضغط على السلطات التركية للوفاء بالتزاماتها الدولية حيَال التراث الأثري السوري، وبيَّنت أهمية اتخاذ السلطات التركية الإجراءات اللازمة التي تساهم بضبط الحدود، والتي تُعد البوابة الرئيسة لعبور عصابات تهريب الآثار، التي تنامى نشاطها بشكل كبير في غالبية المواقع الأثرية السورية الواقعة في شمالي وشرقي سورية «ماري، دورا أروبوس.. إلخ»، كما في باقي المحافظات، فضلاً عن النزيف الكبير الحاصل في المواقع الأثرية في النصف الجنوبي لمحافظة الحسكة «تل براك، عجاجة.. إلخ»، إضافة إلى المواقع الأثرية الواقعة في محافظة الرقة، وشرقي مدينة حلب، وبعض المواقع في محافظة إدلب «إيبلا، كفر عقاب، المدن المنسية.. إلخ».

وقد شهد عام 2013 استفحالاً كبيراً لعمليات التهريب وتدمير التراث الأثري السوري جراء الفلتان الأمني في بعض المواقع التي سيطرت عليها العصابات المسلحة، والعجز الدولي في إلزام السلطات التركية باتخاذِ إجراءاتٍ رادعة للمساعدة بضبط الحدود المشتركة، مما شكل فرصةً ذهبيةً استفادت منها عصابات التهريب والتخريب للآثار السورية، بمساعدة بعض المأجورين من سكان تلك المناطق، وبتواطؤ رسمي تركي ساهم بخلق البيئة الخصبة لنشاطات إجرامية واسعة، عملت على سرقة وتدمير تراث سورية الثقافي الذي يُشكل جزءاً هاماً من التراث الثقافي الإنساني، تشكل خسارته خسارة كبيرة للإنسانية جمعاء.

وبالعودة للخبر الصحفي الذي ورد ذكره أعلاه، فإننا نأمل أن تكون مصادرة السلطات التركية للقطع الأثرية السورية المهربة بادرة إيجابية تُمهِّد لوفاء السلطات التركية بواجبها تجاه التراث الأثري السوري، الأمر الذي سيساهم دون شك بالحد من عمليات نهب وتخريب الذاكرة الثقافية السورية. مع التنويه إلى أننا سنقوم بالاتصال بمنظمة اليونسكو لطلب المساعدة باستعادة القطع الأثرية التي صادرتها السلطات التركية.

اكتشف سورية

المديرية العامة للآثار والمتاحف