إطلاق مشروع توثيق الأضرار التي لحقت بالآثارفي ندوة واقع الآثار السورية

10 شباط 2015

.

شكلت ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة التي أقيمت اليوم في القاعة الشامية بالمتحف الوطني في دمشق فرصة لإطلاق مشروع توثيق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية وفق خارطة تفاعلية ستنشر على موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف لتكون شاهدا موثقا بالصور والأرقام والدلائل للانتهاكات التي لحقت بالتراث الأثري السوري خلال سنوات الأزمة.

وقال وزير الثقافة عصام خليل في كلمة له خلال افتتاح الندوة إن تراثنا السوري الإنساني لم يكن مجرد ظاهرة فنية أو تعبيرا عن أنماط حياة مجتمعية سادت في مراحل مختلفة لكنه تحول بفعل أسبقيته وأولويته إلى وثيقة تاريخية تقدم إجابات حاسمة تثبت عروبة المنطقة وتهدم المشروع الصهيوني من أساسه.


ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة

وبين أن هذه الأسباب جعلت من الآثار السورية هدفا للإرهابيين الذين يعملون على تخريبها وسرقتها في سياق العدوان الكوني على سورية من أجل إعادة تركيب المنطقة بما يفضي إلى استقرار المخطط الصهيونى نهائيا وفق منظومة سياسية عنصرية تحول الدين إلى قومية وتستدعي الغرائز الطائفية لتفكيك وحدة المجتمع العربي وانهاكه بحروب عبثية.

ونوه خليل بصمود الشعب السوري الذي أجهض هذه المؤامرة العدوانية وكسر أمواج الإرهاب العاتية بوعيه ووحدته الوطنية وبالتفافه حول جيشه العربي المقدس حارس التاريخ وفادي التراب الطاهر معتبرا أن السوريين أنقذوا مستقبل الحياة عندما أنقذوا تراثهم من النهب والعبث والتخريب وخاصة مع جهود العاملين في مديرية الآثار والمتاحف الذين كانوا عاملا حيويا في حماية آثارنا وتاريخنا.


وزير الثقافة عصام خليل

ودعا خليل إلى بذل المزيد من الجهد فى مشروعنا الوطني لإعادة ترميم ما تضرر من آثارنا لتعود كما كانت قبل العدوان شاهدا على حقائق التاريخ وهوية الجغرافيا وعظمة السوريين.

وتوجه خليل باسم عائلة وزارة الثقافة بالشكر لكل السوريين الذين حموا آثار بلادهم وكانوا بحسهم الوطني العالي على مستوى المسؤولية في صون هذه الأمانة وفى منع الإرهابيين من تدميرها وكانت جهودهم النبيلة خير مساعد للعاملين فى المديرية العامة للآثار والمتاحف لحماية التراث السوري على امتداد الوطن مؤكدا أن الوزارة ستكون بكل إمكاناتها رافدا للجهود المبذولة في هذه المهمة الوطنية النبيلة.

أما الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف فقال إن أهمية الندوة تكمن في أنها عقدت بهدف تقديم خلاصة عما جرى في سورية من حيث حصر الأضرار بالمواقع الأثرية السورية وأنواع الأضرار التي لحقت جراء الاشتباكات والسرقة وتدمير الآثار لأسباب أيديولوجية.


الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف

وبين أنه أعلن عبر هذه الندوة الانتهاء من توثيق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية وفق خارطة تفاعلية ستطلق على موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال هذا الأسبوع.

ولفت إلى أن الندوة شكلت فرصة لإعطاء خلاصة عن الإجراءات التي اتخذت من قبل مديرية الآثار والمتاحف خلال الفترة الماضية من ناحية إخفاء القطع الأثرية وترحيلها وتحصين المباني في المحافظات والتواصل مع المجتمع المحلى وإطلاق حملة وطنية بعنوان «سورية بلدي» لتوعية المجتمع السوري كشريك ومالك حقيقي للتراث الثقافي وأداء دوره في وجه المجرمين وعصابات الآثار التي عاثت فسادا في سورية.

وأوضح أن الندوة تشكل مناسبة لإطلاق جميع الأعمال التوثيقية من مخططات فضلا عن توثيق مئات الآلاف من القطع الأثرية وإنجازها وعرضها في الندوة حتى يكون هناك وعب من الأطراف الشريكة في المجتمع الدولي لأهميتها.


ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة

وعرض عبد الكريم ما قام به الموظفون في المديرية في ظل الأزمة مشيرا إلى بقاء أكثر من 2500 عامل على رأس عمله في مختلف المحافظات حتى في المناطق غير الآمنة حيث ظلوا على تواصل مع المديرية العامة.

وركز على أهمية التعاون الدولي مع المؤسسات والأفراد والمنظمات والمؤسسات الثقافية وعلى رأسها اليونيسكو للتعاون وإقامة نشاطات ثقافية حتى تكون الأمور واضحة لمعرفة الواقع والمتوقع من المستقبل.

وفي عرض شامل للواقع التراثي الأثري السوري لفت عبد الكريم إلى أن سورية تعد من «الدول العظمى» في قضية الغنى بالتراث الثقافي قياسا إلى عدد المواقع واللقى الموجودة في متاحفنا ونوعية مواقعنا الأثرية التي تجاوز عددها 10 آلاف موقع وخصوصا في حلب ودمشق.


ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة

كما عرض الدكتور أحمد ديب مدير شؤون المتاحف واقع المتاحف في سورية والإجراءات التي قامت بها المديرية من أجل حماية متاحفها معتمدة في ذلك على شركاء محليين هم المجتمع المحلي ووزارتا السياحة والأوقاف وجامعة دمشق وشركاء دوليون متمثلون بالمنظمات الدولية المعنية.

وأشار إلى اتخاذ إجراءات حماية مثل اغلاق بعض المتاحف بشكل كامل ووضع القطع الاثرية في أماكن آمنة وتشديد أجهزة المراقبة والإنذار في المتاحف إضافة إلى إطلاق حملة لتوعية المجتمع المحلي بالتعاون مع وسائل الإعلام والمراكز الثقافية وتفعيل العمل على الأرشفة والحفظ والتوثيق.

وفي محاضرته بين المهندس عبد السلام الميداني أهمية إنشاء أنظمة قواعد للبيانات الموجودة بمديرية الآثار والمتاحف «نظام التوثيق المتحفي» حيث يوجد في سورية أول قاعدة بيانات تضم المباني والمواقع المسجلة عبر مديرية الآثار ودوائر الآثار في المحافظات بهدف توثيق التراث وحصر الأضرار في كل محافظة لأهمية ذلك علميا وتقنيا ما يساعد أصحاب القرار في معرفة ما يجري للمواقع وللمتاحف في سورية وإتاحة ذلك للمهتمين على موقع المديرية.


ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة

كما قدم الباحث أحمد فرزت طرقجي محاضرة عن أعمال مديرية التنقيب وسياساتها خلال الأزمة بينما تحدث محمد نظير عوض عن الأضرار التي طالت المواقع الأثرية المسجلة وغير المسجلة بينما عرض أيمن سليمان للحماية القانونية للممتلكات الثقافية السورية.

وتحدثت لينا قطيفان عن تعرض التراث الثقافي لأضرار جسيمة نتيجة التدمير والتخريب الذي طاله بسبب ممارسات التنظيمات الإرهابية في مختلف المواقع الأثرية المتوزعة ضمن المحافظات السورية والتي «طالت أكثر من 600 موقع ومبنى أثري».

وبينت قطيفان أن المواقع الأثرية السورية المسجلة لدى منظمة اليونيسكو كمواقع أثرية عالمية إضافة إلى المواقع المسجلة على اللائحة التمهيدية «تعرضت جميعها للتخريب بنسب متفاوتة».


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة

ندوة واقع الآثار السورية خلال الأزمة

الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق