المايسترو عدنان فتح الله: الموسيقيون السوريون لهم سمعة عالمية ممتازة

15 كانون الثاني 2014

.

أحب الموسيقا في سن الطفولة المبكرة ومن ثم تعلمها و اليوم هو يعلمها ويسعى دائماً إلى كشف خفاياها وذلك من خلال تطويره لتقنيته في العزف وأسلوبه في كتابة القطع الموسيقية مع سعيه الدائم إلى إيصالها لكل الناس لكي يشاركوه هذه المتعة الجميلة.

المايسترو عدنان فتح الله الذي عين مؤخرا قائدا للفرقة الوطنية للموسيقا العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقا قال في حديث خاص لسانا: «إن الموسيقا بالنسبة لي هي كياني ووجودي وعملي وهي الملاذ الذي ألجأ إليه دائماً للتعبير عما يدور في داخلي سواء كان بالعزف على آلة العود أو بكتابتي لعمل موسيقي جديد أو حتى في تحضيري لبرنامج الأوركسترا التي أقودها».

وأوضح عازف العود المميز أن آلته التي اختارها واختارته هي التي جعلت الموسيقا بالنسبة له العشق الذي يعيشه كما صارت رفيقاً لدربه والمتحدث الأصدق لما يجول في داخله عندما يعجز الكلام.

وأكد أن الحظ ليس له مكان في حياته العملية فهو يؤمن بأن لكل مجتهد نصيبا وهذا كان شعاره منذ بداية طريقه في احتراف الموسيقا والعمل في مجالاتها معتبرا أن الصدق والشعور بالمسؤولية تجاه الجمهور وتقديم الأفضل إلى جانب التواضع والأخذ بآراء جميع الناس عما يقدمه سواء من قبل الموسيقيين أو المستمعين هو سر النجاح له ولكل موسيقي يسعى للتطور والتميز في هذا المجال الابداعي.

وأضاف فتح الله أن الموسيقا كانت ملازمة لكل الحضارات التي مرت على بلدنا مما جعل للموسيقا شأناً كبيراً عند كل السوريين فمنهم من مارسها ويمارسها ومنهم من يتذوقها لذلك نرى أن إقبال الناس على الموسيقا يشكل حالة جميلة وتفاعلية.

وأكد أستاذ آلة العود في المعهد العالي للموسيقا أن نشر الموسيقا في المجتمع يتطلب تأمين معاهد متخصصة في كل محافظات ومدن سورية وهذا ما سعت إليه وزارة الثقافة عند تأسيس مديرية المعاهد الموسيقية العربية التي تضم 15 معهداً موسيقياً في كل المحافظات وهو عمل مهم لزيادة نشر تعليم الموسيقا ولكن الأهم هو التعريف عنها كحالة تربوية وثقافية وإبداعية وليست فقط وسيلة للتسلية والترفيه.

وأشار مؤسس فرقة سوزدلر الموسيقية إلى أن المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي كمعاهد رسمية هما أفضل أكاديميتين لتعليم الموسيقا في الشرق الأوسط موضحاً أن الدليل على تميز التعليم فيهما يظهر من خلال ما يتحلى به الموسيقي السوري من سمعة ممتازة في الأوساط الموسيقية العربية والدولية.

ولفت فتح الله إلى أن المعاهد الخاصة على كثرتها لا تفي بالغرض وذلك بسبب عدم وجود آلية لقبول الطلاب وعدم وجود منهجية في التعليم حيث يقتصر هدفها على الربح المادي فقط.

وقال المؤلف الموسيقي إن وزارة الثقافة في الفترة الأخيرة قامت بجهد جبار للحفاظ على سير الحركة الثقافية في بلدنا في جميع المجالات الثقافية ومن ضمنها الموسيقا رغم الأزمة التي نعيشها مبيناً أن جميع العاملين والمعنيين في مجال الموسيقا يتحتم عليهم العمل لتطويرها والرفع من سويتها وهذا يتطلب تسهيل إقامة المشاريع الموسيقية والمساعدة على انتشارها بشكل أوسع مع تبني كل التجارب التي تقدم الموسيقا كعلم أو كحالة إبداعية.

وأكد أن لدينا في سورية الكثير من المؤلفين الموسيقيين الشباب مثل كمال سكيكير، صالح كاتبة، محمد عثمان وغيرهم مبيناً أن أكثر ما يحتاجه هؤلاء المؤلفون الموسيقيون الشباب هو أن ترى أعمالهم الضوء من خلال تنفيذها على المسارح أولاً ومن ثم الدعم المادي لتسجيلها وطرحها لتكون في متناول الناس.

وعما تحتاجه الفرق الموسيقية السورية من دعم حكومي قال المايسترو فتح الله.. إن الدعم المادي لهذه الفرق يأتي بالمقام الأول إلى جانب أهمية تنظيم الحفلات لها بشكل دوري في جميع المحافظات والسعي دائماً لتطوير أدائها من خلال إقامة ورشات عمل مع موسيقيين محليين من ذوي الخبرة والموهبة إلى جانب استقدام خبرات عالمية لإعطاء هذه الفرق الخبرة في مجال الإدارة والعمل الموسيقي وأيضاً طرح البومات لها بشكل شبه دوري.

وأكد فتح الله أنه يسعى من خلال عمله المتنوع في الموسيقا إلى إيجاد هوية للموسيقا السورية وذلك من خلال طرح تجارب لموسيقيين شباب في التأليف الموسيقي الشرقي الاوركسترالي سواء في أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي أو مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية وذلك لإغناء المكتبة الموسيقية بمؤلفات سورية تكون مرجعاً لكل الأجيال الموسيقية القادمة.

وأشار إلى أنه يسعى لتقديم كل ما لديه لطلابه سواء كانوا في معهد صلحي الوادي أو في المعهد العالي أو الجامعات الخاصة مبيناً أنه يفضل التعامل مع الأطفال أكثر لانهم هم المستقبل وذلك انطلاقاً من قناعته بضرورة مساهمته بتنشئة جيل موسيقي مميز قادر في المستقبل على تطوير الموسيقا السورية ومتابعة الطريق الذي بدأه جيله والموسيقيون من قبله.

وقال فتح الله إن الفن بجميع مجالاته يجب أن يكون نابعاً من الواقع وملتصقاً به مما يعطيه دوراً كبيراً في إيصال الرسالة السامية التي وجد من أجلها مضيفاً إن الموسيقا تنشر السلام الداخلي عند الإنسان وترتقي بروحه إلى أسمى معاني الصدق والحب وهذا ما نحن بأمس الحاجة إليه هذه الأيام.

وأوضح صوليست العود في الفرقة السيمفونية الوطنية أن لكل اختصاص من الاختصاصات التي يعمل فيها في حقل الموسيقا ما يميزه لديه ولكل مجال مكان في قلبه مبيناً أنه يتمنى أن يصل لمرحلة الاتقان فيها جميعاً وبنفس السوية وتبقى صفة الموسيقي هي الأحب عنده.

وعدنان فتح الله من مواليد عام 1983 درس آلة العود في معهد صلحي الوادي وحصل على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا وهو مدرس لآلة العود في معهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا وقائد فرقتي الموسيقا العربية في كل من المعهدين ومؤسس لفرقتي سوزدلر وفرقة بروكار وعازف في فرقة أبو خليل القباني وغيرها كما له مشاركات مع عدة أوركسترات عالمية كصوليست آلة العود كان آخرها مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان في 20-11-2013 على مسرح الأوبرا بدمشق حيث عزفت الفرقة مقطوعة من تأليفه.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق