ندوة في اتحاد الكتاب عن سلطان باشا الأطرش والوحدة الوطنية

13 حزيران 2012

.

تضمنت الندوة الأدبية التي اقامتها جمعية البحوث والدراسات بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب بمشاركة الدكتورين خليل مقداد وجمال ابوجهجاه قراءة لأسباب الوحدة الوطنية في سورية منذ القدم ومحاولة الاستعمار لتشتيت هذه الوحدة وكيفية التصدي له وكان سلطان باشا الأطرش نموذجا لذلك.

وأشار الدكتور مقداد عضو اتحاد الكتاب العرب إلى الارهاصات المؤدية للوحدة واهمها موقع المنطقة الجغرافي الذي يمتلك في وديانه الابار والينابيع الى جانب امتداد المنطقة من حوض اليرموك إلى شمال الجزيرة العربية وتحيط بها المياه من أغلب الجوانب مشيرا إلى الهجرات التي تدفقت اليها منذ القدم مشكلة بيئة اجتماعية من اطياف مختلفة حكمت بالتصدي للطامعين منذ ان وجدت على هذه المنطقة بما تمتلك من خيرات وقيم عربية يستهدفها الاستعمار حتى يومنا هذا.

وأوضح مقداد ان سلطان باشا الاطرش تمكن من الحفاظ على هذه الوحدة الوطنية متصديا لكل التحديات عندما اراد الاستعمار الفرنسي ان يقسمها إلى شراذم ودويلات معتمدا في ذلك على التفاف أبناء المنطقة حول عروبتهم وغيرتهم على أراضيهم.

من جانبه أوضح الدكتور ابوجهجاه ان الوطن العربي في رؤية السلطان الاطرش مكان مقدس يجمع المواطنين على العروبة في الانتماء اليه والاقامة فيه والدفاع عنه والموت في سبيله لانه المكان الذي يحقق فيه الانسان ذاته وكرامته ويمارس حريته الدينية من خلال طقوسه الخاصة ويتحسس بمشاعره الاخلاقية ومعتقداته وبذلك يتحقق الاخاء الانساني والمعيشة الاقتصادية الموحدة.

واستشهد جهجاه بخطاب لسلطان باشا الأطرش الذي يرفض فيه الانقسامات الطائفية والمذهبية يقول يا بني.. لا تنافس في الاهواء ولا خصومات ولا احقاد طائفية بعد اليوم انما نحن أمة عربية سورية أمة مستضعفة لكنها قوية في الحق أمة عظيمة في التاريخ نبيلة المقاصد قد نهضت تريد الحياة والحياة حق طبيعي وشرعي لكل الأمم لقد قسمنا الاستعمار الأجنبي.. طائفيا ومذهبيا فتوحدنا بانسانيتنا بعروبتنا بحريتنا بتعاوننا وبتراثنا باخائنا وايماننا المطلق في ان الدين لله وحده والوطن لجميع أبنائه.

وبين الباحث كيفية تصدي الشعب السوري لمحاولة زرع التعصب الديني والطائفي والمذهبي من قبل الدولة العثمانية مشيرا إلى ان هذه الدولة تستخدم اليوم نفس الأسلوب في محاولة تشتيتنا والقضاء على عروبتنا والسيطرة على عقولنا متذرعين بحجج مختلفة بعيدة عن الواقع الاجتماعي والديني لافتاً إلى أنه علينا الاستفادة من تجربة سلطان باشا الاطرش في تحقيق اللحمة الوطنية التي تحمى الأرض والشعب وقال جهجاه.. لا يمكن حل قضيتنا على يد حكام الخليج ودول الغرب والصهاينة بل ان الوحدة الوطنية هي الخلاص الوحيد لازمتنا دون اللجوء إلى القتل والإرهاب الذي تعرضت له سورية في مراحل مختلفة من حياة شعوبها مبينا ان الايمان اقوى من أي سلاح في العالم وان كأس الحنظل بالعز أشهى من ماء الحياة بالذل مذكرا بضرورة العودة إلى قراءة تاريخنا الحافل بالبطولات والزاخر بالامجاد.

من جانبه قال الدكتور إبراهيم سعيد في مداخلته ان الوطن بحاجة لكل ابنائه في التصدي للهجمة الشرسة الهمجية والكونية التي تتعرض لها سورية من قبل الامبريالية والرجعية العربية والصهيونية العالمية ومن قبل دعاة الجهل والتخلف داخل الوطن العربي الذين لا يعرفون الى اين يسيرون مشيرا إلى ضرورة تجميع كل قدراتنا للقضاء على هذه الهجمة وحماية سورية من المخاطر الخارجية والنهوض بالوطن عن طريق تجميع قوى المقاومة والعروبة.

من جانبه قال الباحث عبد الله أبو راشد أمين سر جمعية الدراسات والبحوث في مداخلته ان الوحدة الوطنية هي أهم الأهداف التي نناضل من أجلها مشيرا إلى حاجتنا لنسيج متعدد الالوان والثقافات لتبقى سورية جميلة كما كانت عليه وعلينا ان ندرك ان هذا التعدد هو المستهدف مشيرا الى نضال أجدادنا من أجل الحفاظ على هذا التعدد من خلال التفافهم حول العروبة التي وجدت قبل الاسلام.

وختم زبير سلطان مقرر جمعية البحوث والدراسات بالقول ان سبب الهجمة الشرسة على سورية يعود لأسباب عديدة أهمها السيطرة على النفط وحماية الدولة الصهيونية وعدم قيام وحدة وطنية حيث تكشفت هذه الأمور بالرؤية التي افصح عنها كيسنجر في بداية الأزمة فعلينا ان ندرك كيفية التصدي لما هو محدق بنا من خطر وضرورة استدراك ما هو مرسوم الينا في الشهور القادمة مستفيدين من تجارب سلطان باشا الاطرش وغيره من المناضلين السوريين العرب الشرفاء.


الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق