ارتجالية أوهايو ووقع الخطى من نصوص بيكيت في دار الأسد

20 شباط 2012

-

بدأ عروض مسرحية «دراماتورجيا بيكيت» أمس الأحد 19 شباط 2012 في قاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون، وهي عبارة عن نصين، الأول تحت عنوان: «ارتجالية أهايو» اقتباس وإخراج الكاتب وائل قدور، سينوغرافيا زكريا الطيان وتمثيل محمد زرزور ومحمد ديبو.

أما النص الثاني جاء تحت اسم: «وقع الخطى» اقتباس وإخراج الكاتب مضر الحجي، سينوغرافيا وسام درويش وتمثيل فاتنة ليلى ورنا كرم، والعرض إجمالاً من نصوص القصيرة للكاتب المسرحي العبثي صموئيل بيكيت.

يقول وائل قدور صاحب ارتجالية أهايو عن نصه: «يعيش المستمع وحيداً بغرفة صغيرة في جزيرة، كان قد انتقل إليها علّه يخفف شيئاً من عذابات الفقد الذي تعرض له بعد موت من كان قد تقاسم معه حياته الماضية، (المستمع) عجوز يقضي أوقاته في التأمل واستحضار الماضي ومحاولة التصالح معه، يزرع أرض الجزيرة كل يوم مرتدياً في كل المواسم معطفه الأسود الطويل الذي يحيل إلى فترة ناصعة من بداية شابه، تنتابه نوبات الهلع التي كانت قد فارقته منذ مدة طويلة، فلا يتمكن من النوم ليلاً ويبقى مرتجفاً حتى طلوع الفجر».

ويتابع حديثه قائلاً: «في إحدى الليالي يستحضر المستمع طيفاً من داخله يتشابهان في الشكل قد الإمكان، يقرأ الطيف من مجلد قديم حكاية حزينة تختصر ذاكرة المستمع وماضيه».

ويردف قدور قائلاً: «تفعل الحكاية فعلها المهدئ في نفس المستمع فيغدو قادراً على احتمال الليل الطويل، إنها حكاية ما قبل النوم كما يوصفها بكيت نفسه، يتكرر فعل القص وصولاً إلى اللحظة الراهنة (ليلة العرض) حيث تروى الحكاية المحزنة للمرة الأخيرة، ويقومان المستمع والطيف سوية بتشارك صياغة النهاية».


من أجواء العرض في دار الأسد

وينهي حديثه قائلاً: «ارتجالية أهايو، مسرحية قصيرة عن رجل يعيش الوحدة الخالصة، نراه كيف يجاهد في دقائقه العشر الأخيرة قبل أن ينزل إلى هاوية اللاوعي، هاوية لا يمكن للضوء أن يصلها ولا للصوت».

ودوره يقول مضر الحجي عن نصه «وقع الخطى»: «تعيش كل من (ميي) وأمها في عزلة شديدة، تشكل فيها كل واحدة منهن العالم بالنسبة للأخرى، (ميي) تعتني بأمها المسنة والتي يبدو أنها بلغت أرذل العمر، ويغدو فعل العناية الذي تقوم به (ميي) الشكل الوحيد للتواصل بين الأم وابنتها، في حياة شديدة القتامة محكومة بالخوف والانكفاء على الذات».

ويقول أيضاً: «الحياة ذاتها التي عاشتها الأم في الماضي وأورثتها لأبنتها فحولتها إلى كائن عالق في الزمان والمكان يشعر بالحاجة الدائمة لأدلة تثبت أنه حي وليس شبح، فتارة نجدها تجتر أفعالها ذاتها، وتارة تطلب تطلب أن تسمع وقع خطاها (فالحركة وحدها لا تكفي)».

وينهي الحجي حكايته قائلاً: «في (وقع الخطى) تتداخل الأصوات والحكايات وتتشابك فيما بينها، ليكون هذا التشابك رسالة النص، فحكاية (ميي) هي حكاية أمها وربما حكاية جدتها وابنتها، في عالم محاصر بالكبت والقيود، عالم لا حقيقة فيه سوى الألم والانتظار».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق