زكي الأرسوزي

31 أيار 2012

.

مقدمة


لا يختلف اثنان على دور زكي الأرسوزي في صياغة الفكر القومي العربي بأجلى أشكاله، فقد جاءت نشأة هذا المناضل والمفكر العروبي في مرحلة حاسمة من تاريخ الأمة العربية، كانت تتلمس فيها خصائصها القومية من جديد بعد أكثر من 500 سنة من الغياب. وقد لعب زكي الأرسوزي دوراً بارزاً في رسم الملامح الفكرية لاستعادة العقل والروح العربي، كي تنتقل الأمة العربية من الدور المرسوم لها كموضوع للنهب والاحتلال والاستعمار، إلى أمة مستقلة بمصيرها، متلمسة لملامح مستقبلها وفقاً لأهدافها ومراميها الخاصة، فهو يعتبر أب القومية العربية وفيلسوفها. كان من نتائج عمل الأرسوزي ورفقائه أن انتقال النخب العربية من مرحلة التفكير والتنظير إلى مرحلة العمل والبناء فأخذت الأحزاب القومية العربية تتشكل واحدة تلو الأخرى، إلى أن تبلورت في شكل أحزاب استملت السلطة في عدد من البلاد العربية كحزب البعث العربي الاشتراكي، آخذين العالم العربي إلى مستوى آخر من مستويات تحقق وجوده، بحثاً عن حريته واستقلاله ووحدته.


مولده وحياته


ولد زكي الأرسوزي في اللاذقية عام 1900 لأب محامٍ نشط في صفوف الحركة العربية هو نجيب بن إبراهيم، وقد نشط والده في النضال ضد الأتراك والفرنسيين. أما والدته فهي من قرية أرسوز الواقعة على خليج إسكندرون شمال غرب أنطاكية.

ويحكى أن الأرسوزي كان كثير المنامات، وكانت أمه تأخذ مناماته هذه على محمل الجد، وتدعو المشايخ إلى المنزل لتقصها عليهم، فيما كان الأرسوزي- ابن السبع سنوات- يدخل معهم في جدالات واسعة حول الغيبيات والله والقدر والأزل...الخ، وهو يروي ذلك بالكثير من الثقة ويقول: «كنت بينهم "كالديك المفلفل" الذي يدوّخ – بخفته وسرعته- خصومه»، ويدل ذلك حسب بعض الباحثين على ألمعية وذكاء فطري متفوق. كما كان طفلاً محباً للتجول في الأماكن الخالية، وغير محب للعب مع رفاقه، أي أنه كان انطوائياً، متأملاً، منهمكاً بعالمه الداخلي، وبمناماته العجيبة كما يرى بعضهم.

وقد انتقلت الأسرة من اللاذقية إِلى أنطاكية وأقامت فيها ردحاً من الزمن، حتى نفت السلطات العثمانية الأب وأفراد أسرته إِلى قونية (تركية) في سنة 1914، وهناك واصل زكي الأرسوزي الدراسة في مدرسة قونية وأتقن اللغة التركية. وفي سنة 1919 سافر إِلى بيروت، ودرس الفرنسية في معهد اللاييك، ثم عاد إِلى أنطاكية مدرساً للرياضيات في المدرسة الثانوية.

زكي الأرسوزي في شبابه

وفي سنة 1924 عُيّن مديراً لناحية أرسوز، وبعد نحو سنة نقل وعين أمين سر دائرة المعارف في أنطاكية، وفي سنة 1927 سافر إِلى فرنسا موفداً لدراسة الفلسفة في السوربون في باريس ونال إجازة الفلسفة عام 1930، وفي باريس انفتح ذهنه على عوالم جديدة من المعرفة التي اتسعت رحابها لتبلغ الآفاق، ويقال أن الأرسوزي تعرف على فلسفة برغسون – الفيلسوف الفرنسي المشهور – فأعجب بها أيما إعجاب، لدرجة أنه كان يحفظ مقاطع كاملة من فلسفته ويرددها كالشعر. عاد إلى أنطاكية سنة 1930 مدرساً للفلسفة والتاريخ في المدرسة الثانوية (التجهيز). حيث انتسب إلى عصبة العمل القومي وتزعم حركتها في اللواء، ثم نقل إِلى حلب عام 1933 بسبب من نشاطه القومي، ومنها إِلى دير الزور وسرّح من الوظيفة في سنة 1934.

ومع عودته إلى لواء إسكندرون عام 1934 تجاوز عصبة العمل القومي، فأنشأ جريدة العروبة وأسس حركة أطلق عليها اسم «البعث»، استمرت حتى العام 1938، وقد استطاع عبر تلك الحركة أن يجمع شمل اللوائيين خارج المذاهب والطوائف وترسيخ الشعور بعروبتهم أولاً، وهذا ما أثار إعجاب العرب والأجانب، فتم ذكر ذلك في الإعلام العربي والأجنبي. وقد انخرط الأرسوزي في المعركة التي احتدمت للمحافظة على عروبة «لواء إسكندرونة» سنة 1936 فأسهم في قيادة المظاهرات والكشف عن جريمة سلخ اللواء عن وطنه الأم من خلال جريدة العروبة ما أدى إلى سجنه. وفي عام 1937 أنشأ «نادي العروبة» وأسس مكتبة أطلق عليها اسم «البعث العربي». وعندما استلب الأتراك اللواء في سنة 1938 بناء على الاتفاق غير الشرعي بينهم وبين فرنسا، الدولة المنتدبة على سورية آنئذ، غادر الأرسوزي اللواء إِلى دمشق عام 1939 مع من غادره من سكانه العرب وفيهم الكثير من أصدقائه وتلاميذه. وفي سنة 1940 انتقل للعمل مدرساً في بغداد ولكنه سرعان ما سُرِّح من الوظيفة لانتقاده المتكرر للحكم هناك وموقف نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي من قضية اللواء السليب، فعاد إِلى دمشق.

أمضى زكي الأرسوزي في دمشق خمس سنوات ما بين عامي 1941 و1945، كانت سنوات صعبة عانى فيها شظف العيش وقسوته، ولكن هذه السنوات وفرت له فرصة التفرغ لدراسة اللغة العربية، وكانت هذه الدراسة منطلقاً في تفكيره الفلسفي والقومي، واهتمامه باللغة العربية وعبقريتها.

وابتداء من سنة 1946 عين زكي الأرسوزي مدرساً للفلسفة والتاريخ في ثانويات حماة ثم حلب ثم في دار المعلمين بدمشق، واستمر في هذا العمل الأخير حتى إِحالته على المعاش سنة 1959؛ وقد منحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في الجمهورية العربية السورية جائزته التقديرية سنة 1967، أي قبل سنة من وفاته.


زكي الأرسوزي وتأسيس حزب البعث العربي



زكي الأرسوزي

نذر زكي الأرسوزي حياته لقضية العروبة والدفاع عنها، وكان المعيار الذي يعتمده في الحكم على سلوك كل إِنسان عربي درجة الأمانة للعروبة، وكان في ذلك صريحاً ونقاداً، و حريصاً باستمرار على أن تتحقق العدالة وأن يلغى التمييز بين الناس من أي نوع كان، أما تدريسه فكان يتمحور حول حق العربي في الحرية والاستقلال والثقافة والتعليم.

وقد اتجه تفكير الأرسوزي منذ سنة 1940 إِلى تأليف حزب عربي قومي شعاره بعث الأمة العربية ورسالتها إِلى العالم وأسماه «حزب البعث»، وقد انضم إِليه عدد كبير من الطلاب الذين آمنوا بما كان يؤمن به. وفي سنة 1947 عقد المؤتمر التأسيسي الأول لحزب البعث، ولكن زكي الأرسوزي كان بعيداً عن المؤتمر، وآثر الانصراف إِلى التفكير الفلسفي القومي العربي الذي هو في القاعدة من بناء البعث، وكان كتابه الأول «العبقرية العربية في لسانها» المعبّر عن المنطلق الذي أخذ به، قبل أن يتوفى عام 1968.


صفاته الشخصية


كان الأرسوزي محباً للناس، وقد عرف عنه جلوسه طويلاً في مقهى مفضل لديه (واحد في حلب وآخر في دمشق) يحدث الأصدقاء والتلاميذ حديثاً يتصف بعذوبته وجاذبيته، أما الموضوعات المفضّلة لديه فكانت موضوعات اللغة العربية والقومية العربية والوحدة العربية والنظر النقدي إِلى الواقع العربي والنضال العربي. وقد لقبه أهالي اللواء بـ «الأستاذ» تقديراً وتكريماً له، وسار لقبه معه أينما حل، وكان يكفي أن تقول الأستاذ فذلك كان يعني زكي الأرسوزي.


مؤلفات الأرسوزي


قامت وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية بنشر آثار الأرسوزي في ستة مجلدات ما بين عامي 1972- 1976، وفي مقدمة هذه المؤلفات :«العبقرية العربية في لسانها»، «رسالة الفلسفة والأخلاق»، «في فقه اللغة»، «اللسان العربي»، «رسالة الفن»، «رسائل المدنية والثقافة»، «الأمة العربية: ماهيتها - رسالتها- مشاكلها»، «صوت العروبة في لواء الاسكندرونة»، «متى يكون الحكم ديمقراطياً»، «الجمهورية المثلى»، و«التربية السياسية المثلى». وفي استطاعة المدقق في مؤلفات الأرسوزي ورسائله وأحاديثه المعروفة في المناسبات القومية أن ينتهي إِلى أن للأرسوزي منحاه الخاص في رؤيته الفلسفية للكون والمعرفة والمجتمع والأخلاق والفن واللغة.


فلسفة الأرسوزي



جانب من حديقة زكي الأرسوزي بدمشق

تأثر زكي الأرسوزي بعدد من المفكرين الفرنسيين والألمان أمثال برغسون، ونيتشه، وديكارت، وكانط، وبشكل خاص بفكر فيخته الذي شدد على أهمية اللغة في الوحدة القومية. كما درس – من ناحية أخرى - الشعر الجاهلي وتاريخ الشعوب السامية القديمة، وقد قامت فكرته الأساسية حول المفهوم القومي ومقومات الوحدة القومية للعرب، والتي قدمها في كتابه «العبقرية العربية في لسانها». وقد تميز الأرسوزي بثقافته الواسعة ومزاجه النقدي وفرديته وألمعيته، الأمر الذي جذب إليه العديد من الشباب العربي السوري الذين انضموا إلى الرعيل التأسيسي في حزب البعث فيما بعد.

كان زكي الأرسوزي يؤمن أن اللغة هي سر عبقرية الأمة، لذلك اعتبر أن اللغة العربية مفتاح حل مشاكل الأمة العربية وهي القادرة على بعثها من جديد فكتب ثلاثة كتب في اللغة العربية هي: «العبقرية العربية في لسانها» (1943)، «رسالة اللغة» (1952)، «اللسان العربي» (1963). ويرى بعض النقاد والمفكرين أن الكتاب الأول هو الأساس في كل ما كتبه، ليس عن اللغة فحسب، بل عن القومية والفن والأخلاق والسياسة أيضاً.

يذكر الأرسوزي في الحديث عن فلسفته العربية: أن مدخلها رحماني، وأن نهجها فني، وأن غايتها الذات، وأنها مستوحاة من الحياة. إِنها فلسفة عربية لأن أصولها قائمة في اللسان العربي، وجلّ عمل الأرسوزي كشف مكنونات هذا اللسان. وهي رحمانية المدخل لأنها قائمة على التجربة الإِنسانية التي تبدأ لدى الإِنسان مع الرحم، وموقع الإِنسان من الوجود هو موقع الجنين من رحم أمه حين يصير «المعنى صورة» وتحقق الحياة ذاتها بإِبداع العالم الطبيعي. وهو يرى أن هذه الفلسفة ليست قولاً نظرياً مجرداً، بل هي إِضافة إِلى ذلك، وقبل ذلك، عملٌ أي إِنها إِسهام الإِنسان في فعل إِنشاء الكون. ثم إِن منهج الفلسفة العربية فني: ذلك أن الفن تجربة رحمانية تقع أصولها في الحياة، وغرضها تأليف صورة شعرية قابلة للنمو، وفيها يُمثّل المستقبل بأسطورة، وتتفاوت دقة هذه الصورة ومداها بتفاوت مواهب الفنانين. وشأن الفن في ذلك شأن الفلسفة والأخلاق والحب، وشأن الفنان شأن البطل وشأن من يتخطى حدود الواقع وحوادثه ليصل إِلى الأعلى. وفي هذه الفلسفة، في رأيه، تكون الذات أعلى مراتب الوجود الإِنساني، وتتحقق عندما يحوّل الإِنسان الحقيقة الكامنة أو المضمرة فيه إِلى واقع: أي «عندما تتجسد الحقيقة في البطل ويصير ذاتاً». وهو يرى أن في الحياة اتجاهين: السطح والعمق. يبدو السطح في الكائنات الحية المنتشرة في الزمان والمكان، أما العمق فيتصل بالمعنى الذي هو مصدر كل حياة وكل فعل.

ويقول الأرسوزي إِن للسان العربي فرادته من حيث ما هو وما يعبر عنه. إِنه بدائي بمعنى أنه ليس مشتقاً من شيء آخر سوى الطبيعة. ثم إِنه بدئي لأن الابتداء يكون بإِطلاق المعنى، ذلك أنه اشتقاقي البنيان، وترجع كلماته أصلاً إِلى صور صوتية ومرئية مقتبسة مباشرة من الطبيعة تقليداً لاحتوائها ومن الطبيعة الإِنسانية بياناً لمشاعرها.

والأمم، كما يراها الأرسوزي، تتفاوت بتفاوت تكوينها. ولكل أمة من مستوى معين رسالة تفصح عن حقيقتها وتمكنها من أن تشترك مع بقية الأمم في إِيجاد عالم إِنساني يتقدم باستمرار على طريق تحقيق إِنسانية الإِنسان، وتتجلى هذه الإِنسانية، أكثر ما تتجلى، في الحرية والمساواة والمعرفة.

زكي الأرسوزي في شيخوخته

والإِصلاح الاجتماعي هو القمة في العمل الاجتماعي السياسي، ويجب أن يكون كل شعب سيد مصيره، والديمقراطية هي من مكونات الطبع الإِنساني، وممارستها حق لكل إِنسان وواجب عليه، ولا يمكن أن تتحقق الديمقراطية إِلا في مجتمع يحترم الرأي الآخر، ويفترض ذلك دستورية الحريات العامة ووضع المواطن في ظروف تمكنه من ممارسة حرية كاملة.

إِن الدولة هي شخصية المجتمع الواعية وهي نزعة الحق إِلى إِحقاق ذاته عند الناس، وأولى مهماتها حماية حقيقة الأمة، وأولى مهمات الدولة العربية المحافظة على اللغة العربية التي تتجلى فيها عبقرية الأمة، ومن مهماتها كذلك تنظيم الثروة العامة. ومع تطور الحياة غدا إِشراك جميع الناس في الحكم وتحديد المصير العام ضرورة ملحة. وإِذا كانت الحرية هي أُمنية الحياة، وكانت الوحدة العربية المثل الأعلى الذي تصبو إِليه نفوس العرب قاطبة، فإِن الاشتراكية هي الطريق الأمثل لإِعداد المواطن العربي لهذا المصير ولأن يكون من بناة الدولة وواضعي قوانينها.

لقد كان الأرسوزي صاحب نظرية تضاهي النظريات الكبرى في التاريخ، ولقد أثر على مجرى الأحداث في سورية كما في العالم العربي وامتدت نظريته لتسود العالم العربي سيادة كاملة منذ نشوئها ولغاية مطلع القرن الواحد والعشرين.


زكي الأرسوزي والتعصب الطائفي


كان من المنطقي أن يضع الأرسوزي – وهو المفكر القومي الساعي إلى وحدة العرب وصهر مكوناتهم المختلفة في بوتقة واحدة لتأسيس الدولة العربية القائمة على فكرة الأمة العربية – التعصب الطائفي كواحد من مخلفات الحقبات الاستعمارية البائدة على رأس العقبات التي يجب تجاوزها لبلوغ هذا الهدف الكبير. وقد نشر الأرسوزي في هذا السياق مقالتين أولاهما بعنوان «السبيل إلى تحرير المجتمع من التعصب الطائفي» (المنشورة في مجلة الجندي عام 1966)، والثانية بعنوان «الطوائف مخلفات عهد بائد» (المنشورة في مجلة جيش الشعب عام 1968).

في المقالة الأولى يشير زكي الأرسوزي إلى ما يعتقد أنه الطريقة الصحيحة للخلاص من التعصب الطائفي في المجتمع من خلال التأكيد على سيطرة الدولة على منشآت التعليم ومؤسساته، بحيث تكون هي المصدر السليم للمعرفة العلمية والمجتمعية، وبناء المفاهيم الاجتماعية الجديدة الصالحة للانطلاق نحو الدولة العربية العتيدة، خاتماً مقالته بعبارة جوهرية: «مجمل القول، يترتب على الدولة أن تتخذ هذا الشعار: مدرسة واحدة جميع المواطنين، والمدرسة الواحدة كفيلة بأن تخلق عقلية متجانسة موحدة».

أما في المقالة الثانية فيتناول الأرسوزي الطائفية ضمن مقاربة تاريخية فلسفية، يبحث فيها في جذورها القديمة الاجتماعية والنفسية والثقافية، ويدرس أشكال ظهورها وتطورها ومسببات تكونها الاقتصادية والإنسانية والدينية، وكيف أن الانتماء الديني والمذهبي تجاوز حدوده الروحية، ليصبح نوعاً من التكلس الذهني والنفسي المعيق لتطور المجتمع وتقدمه، كما يقدم الأرسوزي في نهاية مقالته ما يمكن اعتباره خطة لاستئصال جذور الطائفية على النحو التالي: «وأما أمر استئصال جذور الطائفية فيتم على الوجه الآتي: أولاً يعرض للأسباب المكونة تاريخية للمذهب أو الطريقة ومتى تم الفهم سقط حجاب الحشمة. يجب الإقدام على عرض الأسباب والظروف التاريخية بكل جرأة وصراحة، فقد يصبح محلّ السخرية ما كان يحمل هالةً من القدسية. وعندئذ يقتدي الأحفاد بما كان محل تبجيل الأجداد. وثانياً إزالة الوحشة الحاصلة من العزلة، فالأحياء القديمة وقرانا تحمل طابع تاريخنا المذهبي. وتزول أسباب الوحشة بالاختلاط والعشرة. ومن حسن الحظ أن يقوم التاريخ بهذه المهمة، وكل ما يترتب على الطليعة الواعية الإسراع في تحقيق هذه المهمة، وذلك يتم بصورة خاصة بتوحيد التعليم وبتركيز البرنامج [التربوي] على الناحية العلمية فيه. وبمقدار ما يتم التعاون بين المواطنين والدولة تتحقق مهمة التاريخ في خلق مجتمعنا خلقاً حديثاً».


وفاته وتخليد ذكره



تمثال الأرسوزي في حديقة
زكي الأرسوزي بدمشق

توفي الأرسوزي عام 1968 وقد شهد هزيمة العرب الكبرى في عام 1967، لكن اسمه انضاف إلى الأسماء الكبيرة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر. وكانت الحكومة السورية بعد ثورة آذار 1963 قد أولته اهتمامها (وهو الأب الروحي لحزب البعث العربي الاشتراكي) وخصصت له معاشاً تقاعدياً، كما ظل الأرسوزي موضع عناية بالغة من أصدقائه وتلاميذه في السنوات الأخيرة من حياته. وقد تألفت في دمشق بعد وفاته لجنة لتخليد ذكراه أقامت حفلاً تأبينياً، وعملت من أجل إِقامة تمثال له تم نصبه فيما بعد في حديقة في حي المزرعة في دمشق خلف المصرف المركزي السوري سميت باسمه، كما عملت من أجل جمع آثاره ونشرها. وقبل سنة من وفاته، أي سنة 1967، منحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في الجمهورية العربية السورية جائزته التقديرية، تكريماً له على مجمل إنجازاته وتاريخه الفكري الكبير.


المراجع


1. المقدسي، أنطون، زكي الأرسوزي، الموسوعة العربية، الحضارة العربية، المجلد الأول، ص891.
2. صالح، نبيل، فكر قومي عربي... زكي الأرسوزي، موقع eSyria الإلكتروني، 2008.
3. زكي الأرسوزي 1900/1968، أعلام سوريون، الثورة أونلاين، 14 شباط 2012.
4. أضواء على التعصب، مجموعة من المؤلفين، دار أمواج، الطبعة الأولى، بيروت، 1993.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    jaffar zeidan:

    lnkon a7fad al2rsozi o nmshi 3la khotah l2nho alsbil al2w7d lna o li 2mtina. o lkm jzil alshkr 3la hazhi alnf7a aljmila o alra23a 3n haza al2staz al3rbi alkbir

    Germany