آفاق استكشاف المدن القديمة للدكتور نائل حنون

31 07

حوالي 500 مدينة قديمة في سوريّة وحدها

ألقى الدكتور نائل حنون محاضرة بعنوان «استكشاف المدن القديمة في سوريّة والعراق بين البحث والتطبيق»، وذلك في المركز الثقافي العربي بـالمزة مساء يوم الاثنين 28 تموز 2008م.

وأكدّ في بداية محاضرته أن ما يُقدّمه في هذا المجال لا يتعدى كونه خططٌ، وأمنياتٌ، ومقترحاتٌ لمشاريع استكشاف المدن القديمة في سوريّة والعراق في ظل عدم توافر معلومات كافية لإعطاء صورةٍ شاملة لما يتم الحديث عنه. وقدّم تعريفه للمدن القديمة التي قامت في هذه المنطقة منذ فجر التاريخ، فهي المُدن التي تطوّرت عن القرى الأولى، وتعود إلى عصور الحضارة القديمة في الألف الثالث قبل الميلاد مع نشوء الكتابة
وقال الدكتور نائل حنون: «إن ما نعرفه عن هذه المُدن لا يتجاوز 10% أو أقل، ولكلٍ منها دورٌ وخصائص وقوم من الأسلاف عاشوا وأبدعوا فيها، و فرّق بينها وبين ما يصطلح على تسميته بالمدن الميّتة التي قامت على بقعةٍ محددة، فهي تمتد بين جبل سمعان الى جبل الزاوية في الناحية الشمالية الغربيّة من سورية، ويرجع تاريخها إلى الفترات المتأخرّة من العصر الروماني إلى العصر البيزنطي.

وعزى أهمّية البحث في المدن القديمة واستكشافها إلى كونها تشهد على حضارة أصيلة امتدّت لثلاثة آلاف عام، وأكد أنه تتوافر بين يدي الباحثين أسماء لـ3200 مدينة تنتشر بين سوريّة والعراق، 500 منها في سوريّة ومازال العديد منها قائماً إلى الآن، وتحتفظ بأسمائها القديمة كـدمشق، وحماة، وجبلة، وحارم، وهنا لا بدّ من وضع منهجٍ نظري قبل التنقيب يقود إلى تحديد مواقع المدن غير المكتشفة بدّقة، اعتماداً على قراءة النصوص المسماريّة التي ورد ذكرها فيها، وهذا يقود إلى الإجابة على أسئلةٍ بحثية في غاية الأهميّة مثل كيف نعثر على هذه المدن؟ كيف ندرسها؟ وهل بالإمكان إقامة مشاريع علمية لاستكشافها؟ وما الفائدة من هذه المشاريع؟.

وأضاف نائل حنون قائلاً: «إن تبني هذا المنهج البحثي يقودنا إلى التعمق في أسرار حضارة المشرق القديم، التي تُغطي تاريخياً ثلاثة آلاف سنةٍ، ونعرف الكثير عن دورها في العصور الكلاسيكية وحسب، وكأنه لا يوجد تاريخ أعمق»، وأكد على أهمية هذه المسألة «حتى لا يكون تاريخينا مبتوراً، ولكي تكون التجربة كاملةً، وبالتالي يمكن أن نقوم بمشاريع توازي المشاريع الأجنبية، بل هي أهمّ منها»، وختم بالقول:« يجب أن لا ننتظر من الغرب أن يقدّم لنا كل شيء، المدن القديمة كثيرةٌ ولدينا معلومات عن أسمائها وتواريخها، وعددها ليس أقل من 500 مدينةٍ في سوريّة والقليل منها فقط تمّ اكتشافه، وعلينا أن نبدأ باقتراح مشاريع حول كيفية العمل على استكشاف هذه المدن».

وأكّد الدكتور نائل حنون لموقع «اكتشف سوريّة» أنه بصدد طباعة كتابٍ يطرح منهجاً للتوصّل إلى اكتشاف المدن القديمة في سوريّة والعراق، بالإضافة إلى معجمٍ عربي-مسماري بنسخةٍ جديدةٍ ومنقحّة عن المعجم الذي تمّت طباعته في القرن الماضي ببغداد، بالإضافة إلى حوالي العشرين كتاباً في قراءة اللغات القديمة وأصول التنقيب ألآثاري.




الدكتور نائل حنون في سطور:
مواليد عام 1952 - العراق
حصل على شهادة بكالوريوس في الآثار القديمة من جامعة بغداد - كلية الآداب عام 1972م
ماجستير آداب الآثار القديمة - جامعة بغداد 1976م
ماجستير آداب في الكتابات المسمارية - جامعة تورنتو - كندا1982م
دكتوراه فلسلفة في اللغة الآكادية وآدابها - جامعة تورنتو - كندا 1986م
نال مرتبة الأستاذيّة عام 1997م
وشغل الوظائف التاليّة:
باحث علمي في المتحف الوطني العراقي 1978-1989م
مدرس في كلية التربية جامعة القادسية 1989-1991م
وكيل كلية التربية- جامعة القادسية 1991-1995م
عميد كلية الآداب- جامعة القادسية 1995-2001م
عميد كلية التربية – جامعة واسط 2001-2003م
أستاذ في جامعة الكوفة 2003م
أستاذ في قسم الآثار - كلية الآداب - جامعة دمشق منذ العام 2004
شارك في العديد من أعمال التنقيب الآثارية والمشاريع البحثية منها تلول السيب 1978م، وموقع مدينة بابل 1978-1979م، وتلول السيبب، وحداد، وتتردان 1979-1981م، وتل يمينة في حديثة 1982م
عمل كمساعد باحث في مشروع الكتابات الملكية لبلاد الرافدين في كندا 1985-1986م
والمشرف العلمي على المشاريع العلمية والآثارية في شمال العراق1988م
ورئيس هيئة التنقيبات والدراسات الآثارية في جامعة القادسيّة 1990-2001م
له 22 بحثاً منها بحث واحد مترجم، وأحد عشر مؤلفاً في ستة عشر كتاباً
أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه
عضو اتحاد الكّتاب العرب في سوريّة

محمد الأزن

اكتشف سورية

بقية الصور..