صالة كارما للفنون في حلب تستضيف معرضاً فنياً دنماركياً

22 تشرين الأول 2011

استضافت صالة كارما للفنون بحلب معرضاً للفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست وذلك بحضور الفنانة نفسها مساء يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر تشرين الأول 2011، وقد تضمن المعرض ثلاثة عشرة لوحة قدمتها الفنانة احتوت على مواضيع متنوعة.

لدى النظر إلى لوحات الفنانة الدانماركية كريستنسن- إرنست بشكل عام، سنجد أنها تتضمن تركيز الفنانة على عنصر واحد فقط ضمن لوحاتها مع تغييب أي عنصر آخر فيها حيث تقول أكثر عن هذا الأمر: «ضمن لوحاتي رسالة واحدة وعنصر واحد أحاول التركيز عليه دون تقديم أي تشويش من أي عنصر آخر، وبالتالي لا أرسم طاولة أو خلفية أو أي عنصر آخر، إنما فقط العنصر ذاته. ركزت في لوحاتي في هذا المعرض على النباتات والفواكه فقط؛ وقد اخترت هذين المجالين تحديدا لكونني أرسم ما أحب أن أرسمه فقط وما يسحرني ويدفعني إلى رسمه. على سبيل المثال، قام أصدقائي مرة بتقديم وردة لي لكي أرسمها فلم أتمكن من ذلك لا لشيء إنما فقط لأنها لم تسحرني أو تؤثر في. كذلك الأمر بالنسبة للوجوه التي قدمتها اليوم في المعرض. وهنا أود أن أسرد قصة حدثت معي أثناء رسم أحد وجوه معرضي (اللوحة الخاصة بالشاب) وهي أنني كنت جالسة في إحدى المطاعم الحلبية ولمحت هذا الشاب فلحقت به طالبةً منه أن يسمح لي برسمه. وقمت بهذا العمل لنجد اللوحة الموجودة هنا اليوم».


من أعمال الفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست في صالة كارما بحلب

تركيزها على العنصر لوحده لا يجعلها تغفل تقديم بعض الخفايا في لوحاتها حيث تقول بأنها عندما رسمت التفاحة على سبيل المثال، قامت بوضع شكل لأنثى داخل اللوحة، وبالتالي عملت على دمج موضوع مع موضوع آخر في ذات اللوحة.

أما عن موضوعات لوحاتها، فتقول بأنها مستقاة من واقع منطقة الشرق الأوسط تحديداً، ومن تجاربها التي عاصرتها في تلك المنطقة حيث تضيف: «كل الموضوعات الموجودة هنا مستمدة من منطقة الشرق الأوسط والتي تميزها عن باقي مناطق العالم. على سبيل المثال، فإن «الفلفل الأحمر الطازج» - والذي مثلته إحدى لوحاتي – يتواجد هنا بأحجام أكبر مما قد نجدها في الدنمارك، ونراها مزروعة على الشرفات كما نرى سيارات كبيرة تحمل هذا الفلفل للسوق بكميات كبيرة. وهذا الموضوع لا نراه في دول أوروبا. ذات الأمر نراه بالنسبة لعدد كبير من الخضروات والفواكه التي نرى أمثلة عنها في لوحاتي اليوم».

من أعمال الفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست في صالة كارما بحلب

والفنانة كريستنسن -إيرنست تعيش حالياً في تركيا وتحديداً في مدينة انطاكية وذلك بعد فترة تنقل بين تركيا والدنمارك على مدار سنوات طويلة وتضيف: «زيارتي الأولى إلى الشرق الأوسط كانت في العام 1967 وتحديدا في تركيا حيث درست فيها الفن وحضرت عدة معارض فيها. بعدها عدت إلى الدنمارك حيث تواجدتُ في واحدة من أهم صالاتها الفنية والتي قامت بالترويج لي ولفني على نحو كبير ضمن الدنمارك. وعندما اشتهرت في الدانمارك، عدت إلى إسطنبول مع زوجي حيث قدمت العديد من المعارض هناك. ومن ثم تابعت تنقلي بين الدنمارك وتركيا مع زيارة عدة دول شروق أوسطية في تلك الفترة».

وتضيف بأنها مقيمة منذ ست سنين في تركيا في منطقة الأناضول حيث يعود سبب إقامتها إلى عمل زوجها - الدارس للغة العربية والثقافة الشرق أوسطية- في تأليف كتابة عن حضارة أنطاكية القديمة حيث تضيف: «كل لوحات هذا المعرض رسمتها في تركيا، إنما سبق لي وأن زرت سورية حيث قدمت لوحاتي في إحدى صالات العاصمة دمشق قبل فترة، ويمثل هذا المعرض الثاني لي في سورية والأول لي في مدينة حلب. ما أعجبني في منطقة الشرق الأوسط هو طريقة معيشة الناس والتآلف فيما بينهم. وما لفت نظري في زيارتي لسورية ومدينة حلب تحديدا هو معالم هذه المدينة وقلعتها وأسواقها إضافة إلى المزيج الإسلامي المسيحي فيها وأحياءها القديمة وغيرها الكثير».

من أعمال الفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست في صالة كارما بحلب

وتضيف بأنها استخدمت الألوان الزيتية في لوحاتها مع تحضير المعرض منذ أكثر من عام. أما عن النظرة تجاه فنها في الدانمارك فتقول بأن النقاد هناك يدعونها بالمستشرقة الجديدة حيث تضيف: «يختلف الفن في الدانمارك بشكل كامل عن ذاك الموجود في سورية حيث يرسمون هناك بطريقة مختلفة وبمدارس مختلفة عن هنا. أما في منطقة الشرق الأوسط فهم يرسمون بجدية أكثر وبرومانسية أكبر إضافة إلى استيحاء لوحاتهم من طبيعة المنطقة. عندما أعرض لوحاتي هذه الفي الدنمارك، يقول النقاد لي بأنها تعود إلى المدرسة "الواقعية الفائقة" أو "الواقعية الجديدة"، كما أنهم ينظرون إلي في الوقت نفسه على أنني أصبحت "شرق أوسطية" و"مستشرقة جديدة" على اعتبار أنني عشت لفترة طويلة في الشرق الأوسط. وأنا سعيدة لتواجدي في هذه المنطقة من العالم».

وتختم بالقول بأنها تعرفت خلال فترة تواجدها في سورية على العديد من الأعمال الفنية والفنانين السوريين المعروفين حيث أُعجبت بالعديد من أعمال الفنانين الذين لا تذكر منهم حالياً إلا الفنان سبهان آدم والذي مثل برأيها نمطا فينا جديدا مختلف عما اعتادت أن تراه، مع تمنيها بأن تزور سورية لمرات أكثر وفترات أطول في المستقبل القريب.


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست في صالة كارما بحلب

من أعمال الفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست في صالة كارما بحلب

من أعمال الفنانة الدانماركية بنته كريستنسن - إيرنست في صالة كارما بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق