المطبخ العجمي

11 آب 2011

من إبداعات حلب النادرة تعكس عراقة المدينة القديمة

يعتبر المطبخ العجمي احدى ايقونات حلب النادرة التي تتجاور مع العديد من الاوابد الاثرية والسياحية الهامة لتعكس عراقة المدينة القديمة وتاريخها الموغل في القدم حيث أولته وزارة السياحة الاهمية اللازمة لاستثماره وترميمه وتأهيله وفق المعايير والمواصفات المعتمدة وجعله مقصدا للزوار القادمين من كافة أصقاع العالم.

ويتالف المطبخ من مدخل رئيسي عبارة عن ممر على شكل حرف /لــ/ بعرض 150 سم جدرانه مشغولة من الخشب العجمي على ارتفاع 200 سم وهو مجهز بركن استقبال ومشاجب وواجهات لعرض التحف الشرقية اضافة الى مدخل خلفي وصالة المطعم الرئيسي المجهزة والمزخرفة وفق الطراز الشرقي والعجمي مساحتها 190 مترا مربعا وتحتوي على ثلاث ايوانات مع ملحقاتها وغرف المحاسبة والادارة.

ويتضمن المطبخ أيضا صالة كافتيريا بمساحة 80 مترا مربعا وفسحة سماوية بمساحة 50 مترا تتوسطها بحرة ورواق إضافة إلى المطبخ وملحقاته بمساحة 100 مترمربع مجهز بكافة التجهيزات اللازمة والعديد من الغرف والمستودعات التي تضم الإدارة والخدمة وتجهيزات المنشاة.

وأوضح الدكتور محمود حريتاني أن تاريخ المطبخ العجمي يعود إلى الفترة الزنكية قبل الايوبية حيث كان قصرا لمجد الدين ابن الداية الأخ غير الشقيق لنور الدين الزنكي وحولت وظيفته بمناسبات مختلفة حيث استخدم ملحقا ومستودعا للمتحف الوطني ومشغلا مخصصا لصقل الأقمشة ومتحفا للتقاليد الشعبية لافتا إلى أن لاسم المطبخ العجمي صلة باسم اسرة بني عجم التي كانت تقطن المنطقة نفسها لاسيما وان الشارع الصغير الذي يوجد فيه حالياً مدخل المطبخ إلى الشرق من الباب الرئيسي يحمل اسم الأسرة نفسها.

وبين حريتاني أن المطبخ يتضمن دهليز طويل مقبّب ومتعرّج وهو عبارة عن قاعة كبيرة موجهة حسب محور شمالي- جنوبي تغطي حوالي 500 متر مربع ومشكّلة من فراغ مركزي مربع تقريباً أبعاده حوالي تسعة أمتار ونصف تعلوها قبة كبيرة في الجنوب إيوان ضخم وآخر في الشمال صغير وفي الشرق والغرب صالتان بقباب تنفتحان على الفناء المركزي ويدخل إلى الصالتين الجانبيتين عن طريق باب كبيرعلى جانبيه فتحتان صغيرتان تعلوهما طاقات أصغر وطاقات ذات أقواس.

ويمكن الدخول من الإيوان إلى غرفتين قبتين الأولى في الشرق وهي عبارة عن غرفة مستطيلة ذات دعامات على شكل إيوان قليلة العمق من جهاتها الثلاث والثانية في الغرب وهي حجرة مغطاة بقبة على شكل نصف دائرة لها رقبة ذات اثني عشر ضلعاً وفيها نوافذ مستطيلة صغيرة تحملها زوايا لها متدليات كروية مثلثة وهذه الحجرة متطاولة نحو الغرب عن طريق مخدع مغطى بقبة ذات قوس عقدي من الحجر النحيت.

وفي طرفي الإيوان الصغير الشمالي توجد الممرات ودهليز الدخول والاتصال مع الأفنية الأخرى بوضع كلاسيكي معروف والمعبر الشمالي- الشرقي يتلاقى حالياً مع ممر المدخل الرئيسي بينما المدخل الشمالي الغربي يتيح الدخول إلى باحة صغيرة مكشوفة حيث يوجد الدرج إلى السطح وقد تعرضت الغرفتان للهدم بشكل كامل عند فتح الشارع المجاور في العام 1950.

بدوره لفت الباحث عامر رشيد مبيض إلى أهمية المطبخ وموقعه التاريخي والسياحي الهام حيث هندسته الفريدة التي تشبه بابعادها وبنيانها قصر القلعة الملكي الأيوبي إلا أن تسمية المطبخ بالعجمي جاءت نتيجة تحويل قسم من دار العدل الذي كان عبارة عن قصر سكنه بالتوالي عدد من المماليك والولاة العثمانين إلى غرفة الطعام المعدة لكبار الزوار وفخامة قاعته المفروشة بكل ماهو مستورد من بلاد العجم .

وأوضح الباحث عبد الله حجار أن المطبخ العجمي يعتبر من أهم القصور التاريخية في حلب نظرا لمخططه الداخلي الفريد حيث أجريت العديد من التعديلات عليه وتم ترميمه حسب المراحل التاريخية التي مربها ويمتاز بواجهته الفخمة والملأى بالزخرفة وقد هدم جزء منها أثناء فتح شارع خان الوزير الممتد بين الجامع الأموي والقلعة وأعيدت إلى الخلف وتم تركيب باب حجري للواجهة يعود إلى القرن الثامن عشر وهو باب بيت يكن الحلبي التقليدي وفي فترة الثمانينيات من القرن الماضي تم ترميمه وأصبح متحفاً مؤقتا للتقاليد الشعبية .

وقالت المهندسة كندة شرابي رئيسة قسم الاستثمار السياحي وهيئة تنفيذ المشروعات السياحية في مديرية السياحة بحلب إن مبنى المطبخ العجمي يتبع لوزارة السياحة و يتم ترميمه وتاهيله وصيانته بكلفة 12 مليون ليرة سورية بموجب عقد اسثمار بطريقة الـ / بي او تي / لمدة 25 عاما تم توقيعه العام الماضي مع أحد المستثمرين حيث سيستثمر المطبخ كمطعم من المستوى الثالث 3 نجوم بداية العام القادم.

ولفتت شرابي إلى أن المطبخ يقع على مساحة 700 م2 ضمن المحيط السياحي لقلعة حلب على بعد 120 مترا منها ويشرف عليها مباشرة حيث يتميز بموقعه إذ يتموضع ضمن حرم المدينة القديمة وتحيط به العديد من الابنية الاثرية الهامة مثل مبنى السرايا والأسواق القديمة وحمام باب الاحمر إضافة إلى المحال التجارية والمقاهي السياحية والخانات القديمة ويمكن الوصول إليه بكافة وسائل المواصلات.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق