استثمار السطوع الشمسي في بادية دير الزور

26 حزيران 2011

مشروع استراتيجي يسهم في توليد الطاقة المتجددة

تتمتع محافظة دير الزور التي تشهد العديد من المشروعات الاستراتيجية والتنموية بالمناخ المتوسطي الصحراوي وبطول فترة السطوع الشمسي خلال اليوم الواحد الأمر الذي يجعل من الأهمية استغلال هذه الطاقة الشمسية كمصدر رافد للطاقة التقليدية عبر توطين تقانات الطاقات المتجددة ونشر استخدامها ولا سيما طاقة الشمس والرياح التي لا يتطلب استثمارها تقنيات معقدة وتمتاز بالمجانية والاستمرارية إلى جانب عدم انتاجها أي مخلفات ضارة بالبيئة.

ويوضح الدكتور حسن حاجي نائب عميد كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية في جامعة الفرات ان الدراسات والقياسات المختلفة الماخوذة في محافظة دير الزور تشير إلى أن المحافظة تتلقى اشعاعا شمسيا يقدر بنحو 4810 كيلو واط ساعي سنويا على المتر المربع الواحد وتتجاوز ايام السطوع الشمسي فيها 312 يوما في السنة مشيرا إلى ان السطوع الشمسي المثالي للاستثمار في الطاقة الشمسية يتراوح بين 4 الى 5 كيلو واط ساعي للمتر المربع الواحد وتدل القياسات المختلفة المأخوذة في المحافظة إلى تسجيل قراءات تجاوزت 7 كيلو واط ساعي للمتر المربع الواحد وبالتالي يمكن القول أن استخدام الطاقة الشمسية في المحافظة يمثل استثمارا ذا جدوى اقتصادية وبديلا واعدا عن الطاقة التقليدية.

ويلفت حاجي إلى أن الطريقة الثالثة هي استخدام المرايا الشمسية العاكسة التي تعمل على تجميع الطاقة الشمسية على خزان مياه ونقل البخار الناتج الى التوربينات المولدة للطاقة الكهربائية ويمكن توليد 50 ميغا واط من الطاقة الكهربائية من خلال منظومة طاقة شمسية موءلفة من مرايا عاكسة موزعة على مساحة كيلو متر مربع واحد مشيرا إلى ارتفاع تكاليف نفقات تأسيس مثل هذه المنظومة غير ان تكلفة انتاج الكهرباء تعتبر معدومة حيث أن مصدر انتاجها هو الشمس.

ويؤكد حاجي ان استخدام الطاقة الشمسية في البادية هو الخيار الأفضل والأنسب بسبب تفرق التجمعات السكانية مكانيا ووعورة الطرق المؤدية اليها وبعدها عن الشبكة الكهربائية بينما تختلف جدوى استخدامها في الريف او المدينة حسب نوع الاستخدام فهي ذات جدوى اقتصادية في الاستخدام المنزلي لتسخين المياه والتدفئة أو في تسخين احواض السباحة.

ويضيف حاجي أن العقبة الأساسية أمام استخدام الطاقات المتجددة هي نفقات التأسيس لمنظومات استخدامها غير أنها على المدى البعيد وقياسا لعمر محطة التوليد فان كلفة انتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية أقل منها بخمس مرات من كلفة انتاجها عن طريق الوقود الاحفوري كالنفط والغاز وذلك نتيجة التكاليف الباهظة التي يتم انفاقها ثمنا للوقود اضافة الى نفقات التشغيل والصيانة.

ويبين حاجي أن استثمار الطاقة الشمسية يتم بثلاث طرق الأولى بواسطة الخلايا الشمسية التي تقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مباشرة دون الحاجة إلى محطة تحويل غير ان هذه الخلايا غالية الثمن وكلفة انتاج الواط الساعي الواحد تبلغ نحو 500 ليرة ولكن يعول عليها مستقبلا مع زيادة الابحاث لانتاج خلايا رخيصة الثمن لتكون المصدر الاساسي لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية مبينا أن الطريقة الثانية هي استخدام اللواقط الشمسية وهي عبارة عن أنابيب زجاجية تمتص الطاقة الشمسية وتحولها الى طاقة حرارية وهذه هي الطريقة المثلى لتسخين المياه وتوفر 40 بالمئة من التكلفة مما لو تم تسخين المياه بالطاقة الكهربائية.

ويوضح حاجي أن استراتيجية كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة الفرات تتضمن احداث قسم الطاقات المتجددة بفرعيه الميكانيكي والكهربائي وسيتم الاعداد لتوفير التمويل اللازم والكوادر المؤهلة لذلك داعيا الى زيادة الاهتمام بمصادر الطاقات المتجددة في المحافظة من خلال نشر فكرة استخدام هذه التقانة لدى المواطنين بطرق اعلانية وتثقيفية فعالة وتوفير المؤسسات او الصناديق المالية الداعمة لهذا التوجه وادراج استخدام هذه الطاقات في خطط التنمية للمحافظة وخاصة في باديتها التي تشكل نحو 95 بالمئة من مساحتها.

بدوره يشير المهندس فيصل حنيدي مدير فرع الهيئة العامة لادارة وتنمية البادية في المحافظة إلى ان الهيئة تنبهت إلى موضوع استخدام الطاقة المتجددة في البادية والاستفادة من الطاقات المتوفرة فيها بشكل هائل من شمس ورياح في سبيل تقليل النفقات المصروفة على استخدام الطاقات التقليدية باستخدام الوقود الاحفوري لاستجرار المياه من الابار وتحليتها وعمليات الانارة لافتا الى ان الهيئة ستعمل على استثمار هذه الطاقات في بادية المحافظة على عدة محاور أساسية ووفق خطط سنوية مدروسة.

من جهتها بينت المهندسة فلك علوني رئيسة قسم الطاقة والصناعة في فرع الهيئة بالمحافظة ان الفرع يشرف على 41 بئرا في بادية المحافظة وسيتم خلال العام الجاري تركيب منظومات شمسية لتوليد الطاقة اللازمة لاستجرار المياه من بئري خضر الماء و جب كما تمت دراسة تركيب منظومات في العام القادم لتسع آبار أخرى مع تركيب محطات تعمل على الطاقة الشمسية على عدد من هذه الآبار لتحلية المياه اضافة الى انارة محميات الهريبشة والناظرة والثليثوات وشرق الخابور وجويف والتي تبلغ مساحتها الاجمالية نحو 100 ألف هكتار.

وتشير علوني إلى الفوائد الاقتصادية الكبيرة التي سيحققها التحول نحو الطاقات المتجددة في البادية من خلال التوفير في استخدام الوقود وخاصة في عمليات استجرار المياه من الآبار باستخدام الديزل حيث ان متوسط استهلاك البئر الواحد يبلغ 14 ألف ليتر ديزل سنويا مبينة ان نجاح هذه التجربة سيشكل انطلاقة نحو نشر استخدام الطاقات المتجددة بالبادية في مختلف المجالات المعيشية للتجمعات السكانية فيها الامر الذي سيسهم في الحد من اعتماد اهالي هذه التجمعات على الاحتطاب وبالتالي الحد من تدهور الغطاء النباتي في البادية اضافة الى تشجيع استخدامها في المشروعات الخدمية أو المنشات السياحية التي يمكن ان تقام في البادية بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في المحافظة.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق