رؤية شباب سورية لمتطلبات الإصلاح

17 أيار 2011

توفير فرص العمل وتعزيز الحوار وتقبل الرأي الآخر تحت سقف الوطن

تنوعت آراء الشباب في مختلف المحافظات حول رؤيتهم لمتطلبات الإصلاح في سورية فمنهم من ركز على أهمية تعزيز الحوار الوطني وآخرون على توفير فرص العمل وتحسين الوضع المعيشي فيما رأى آخرون ضرورة تطوير منظومة التعليم وربطها بسوق العمل والتركيز على البعد الاجتماعي.

وأكد ماهر الأحمد من سكان مدينة درعا وهو شاب في العقد الثالث من العمر على تعزيز الحوار بين السلطة والشعب وتقبل الرأي الآخر طالما ينطوي تحت سقف الوطن.

من جهته بين المحامي سامر المنجد الذي تخرج حديثا في كلية الحقوق ويتدرب في احد مكاتب المحاماة بدرعا إن علي الجميع العودة إلى الحوار الوطني لايجاد حلول لكل المشاكل التي ظهرت في المرحلة الاخيرة مشيرا إلى أن اللجوء إلى الحوار يشكل الضامن الحقيقي للسعي بالاصلاحات الشاملة وصولا إلى الاهداف المنشودة وترجمتها على الارض قوانين واقعية ترقى إلى حالة الحوار وتعكس تطلعات كل أبناء سورية.

تطوير التعليم والاستفادة من التقنيات الحديثة

وأكدت الطالبة الجامعية سيرين العويد ان التعليم في سورية يحتاج إلى تطوير كبير بما ينسجم مع ما يشهده هذا القطاع في كل انحاء العالم وخاصة مع الكم الكبير من التقنيات الحديثة مشيرة إلى ضرورة استغلالها في التعلم عن بعد اضافة إلى تعديل الانظمة التعليمية في الجامعات السورية.

من جهتها لفتت جوسلين سمارة من كلية التربية في فرع جامعة درعا إلى موضوع تقبل النقد والنقد الذاتي عبر المؤسسات والقنوات المعروفة اضافة إلى اعطاء مزيد من الحريات للاعلام بحيث يتحرى الواقع والعمل على نقل الحقائق وتسليط الضوء على الأخطاء.

وقال الشاب أيمن عبد الله من سكان حي القصور في درعا إن متطلبات الشباب تتركز في معظمها حول ايجاد فرص للعمل بالنسبة للخريجين الجامعيين والمعاهد أما طلبة الثانويات فالمطالب تنصب في تجاه تخفيض معدلات القبول الجامعي والتي باتت تشكل هاجسا لجميع افراد العائلة اضافة لتوسيع الجامعات الحكومية وإحداث فروع لها في جميع المحافظات نظرا للثقة التي يحظى بها التعليم في الجامعات الحكومية.

تأمين الأندية والملاعب ومقاهي الأنترنت لملئ الفراغ عند الشباب

بينما اختلفت رؤية سهى قطيفان حيث قالت ان نسبة كبيرة من شباب اليوم تتطلع لمساحات من فضاءات الترفيه ذات الكلف المقبولة والمفيدة مجتمعيا داعية الجهات المعنية إلى تأمين مزيد من الملاعب والاندية الرياضية ومقاهي الانترنت خصوصا في القرى والمدن والتي يتجاوز عدد سكانها /10/ الاف نسمة مضيفة أن نسبة عالية من هؤلاء الشباب يعانون فراغا قاتلا في حياتهم اليومية.

وطالب بعض طلبة التعليم المهني في درعا بتوفير فرص العمل وحاضنة قروض تخصهم وتشجعهم على الاستفادة من علومهم في مجالات صناعية وتجارية وخدمية بدلا من البحث لسنوات عن فرصة عمل في المؤسسات الحكومية وقالت عبير العلي خريجة تربية نسوية انها منذ اكثر من عشر سنوات وهي تبحث عن فرصة عمل لم تجدها لدرجة انها نسيت ماتعلمته مضيفة أن التشريعات السورية تعتبر أن حق العمل مقدس فيما التطبيق لايعكس هذا الاهتمام أحيانا.

تطوير الإعلام وممارسة الحرية بموضوعية وضوابط اخلاقية

من جهتها طالبت لونا الاحمد من حمص بتنويع الافكار المطروحة للنقاش الحر بموضوعية ومراعاة تعدد الخلفيات الاجتماعية واحترام الرآي الآخر وتطوير الإعلام وممارسة الحرية بموضوعية وضوابط اخلاقية اضافة إلى تفعيل دور مجلس الشعب في مجال الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد ورفع الحد الأدنى لرواتب العاملين في القطاع الخاص.

من جانبها دعت ريم عرب الطالبة بكلية الهندسة المدنية في جامعة البعث إلى تأمين فرص العمل المناسبة لكل اختصاص وتحسين التعليم والاهتمام بالدروس التطبيقية خلال فترة الدراسة الجامعية من خلال تنفيذ ورشات العمل في الشركات العامة والخاصة ومكافحة الفساد وعدم استثناء احد من تطبيق القانون.

بدوره تمنى الطالب الجامعي أحمد محلا اختصاص هندسة معلوماتية من حمص ان يكون الاختصاص في الجامعة حسب رغبة الطالب وليس بناء على مجموع علاماته اضافة لافتتاح كليات فنية في مختلف الجامعات السورية حتى لا يضطر الطالب إلى السفر إلى دمشق ككليات الفنون الجميلة والمعهد العالي للمسرح والباليه وطالب بوجود جامعات تطبيقية ليكون الطالب ملما بكل المعلومات خلال دراسته النظرية في الجامعة وضرورة التنسيق بين الجامعة وقطاعات العمل حتى لا يضطر الطالب إلى دراسة أي اختصاص غير مطلوب في سوق العمل.

ودعت يارا محمد طالبة في الشهادة الثانوية من حمص إلى تخفيض معدل القبول في الجامعات حتى يتسنى لأكبر عدد منهم التسجيل في الجامعات ودراسة الاختصاص الذي يرغبونه.

الاهتمام بالجانب العملي في الجامعة وربط الجامعة بسوق العمل

أما محمود يوسف طالب سنة ثالثة تجارة واقتصاد بجامعة حلب فيرى ضرورة الاهتمام بالجانب العملي في الجامعة وربط الجامعة بسوق العمل لزيادة خبرات الطالب وكسر شعور الخوف ومنحه الثقة اضافة لايلاء اهمية اكبر للغة الانكليزية خلال فترة الدراسة الجامعية لان اتقانها يساعد في مرحلة ما بعد التخرج بالحصول على فرصة عمل وخاصة في القطاع الخاص الذي يجب ايضا تحسين ظروف العمل فيه وخاصة للخريج الجامعي من نواحي الراتب وعدد ساعات العمل والتسجيل في التامينات الاجتماعية.

وخارج نطاق العمل والدراسة الجامعية يطلب محمود العمل الجدي للتخلص من الروتين في المعاملات الرسمية توفيرا لوقت الموظف والمواطن في ان واحد.

من جهتها رولا محفوض مهندسة من حلب اكدت ضرورة تأهيل العاملين في الدولة من خلال دورات تدريب داخلية وخارجية لرفع سوية العمل ومواكبة التطور التكنولوجي والمعرفي.

أما في الشأن العام فقالت محفوض إنه بات من الضروري فتح قنوات شعبية ومباشرة مع المعنيين لتوضيح نقاط الخلل ونقل الصورة الواضحة للحاجات الفعلية التي يتطلبها نمو المجتمع بما يساعد على وضوح الحلول لافتة إلى انه من الضروري الاهتمام باعطاء المدن في سورية طابعا عمرانيا مميزا لها بالتوازي من النمط العصري الحديث مع الحفاظ على خصوصية مدننا واضفاء طابع عصري يضاهي التطور العمراني العالمي .

وتتساءل الشابة صبا يوسف من مدينة حلب متى سيتم النظر في أوضاع العمال الموسميين والبت في تثبيتهم في المؤسسات الحكومية التي يعملون بها مع الاخذ بعين الاعتبار العقود الموسمية التي تم ابرامها مع هؤلاء العمال في مختلف المؤسسات الحكومية خلال السنوات الماضية اضافة إلى النظر في اوضاع من يحملون شهادة الثانوية العامة وما دون وذلك من خلال تامين فرص عمل تناسب تحصيلهم الدراسي مع الالتفات إلى تخفيف الاعباء والرسوم المالية المرتبطة باصدار اي ورقة ثبوتية ضمن اي معاملة في المؤسسات المعنية.

أما الطالبة نور شاكر أدب فرنسي من حلب فرأت أن غياب فرص العمل للخريجين من كليات ومعاهد الجامعة له نتائج سلبية داعية إلى تحقيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع واعادة النظر بالمناهج الجامعية والاهتمام بالسكن الجامعي من خلال تحسين البنى الخدمية للمدينة الجامعية ومرافقها اضافة لتحسين الوضع المعيشي بشكل عام وتخفيف الروتين بالدوائر الحكومية.

أما بطرس ارسلان اوغلي خريج معهد هندسي من حلب فيرى ضرورة إفساح المجال أمام خريجي المعاهد المتوسطة الذين يتجاوز معدل نجاحهم ال 75بالمئة بمتابعة تحصيلهم العلمي العالي و الاسراع باصدار نتائج مفاضلات التعليم المفتوح كي يتمكن الطالب من متابعة دراسته وتحديد الفرع الذي يرغب بالتسجيل فيه.

وقال الطالب محمد بيان جيلو من المعهد الفندقي بحلب ان اهم شيء بالنسبة له هو تأمين فرص العمل والسكن الشبابي وصرف راتب إعانة للمحتاجين لتأمين احتياجاتهم الضرورية.

التخفيف من المركزية والقضاء على الروتين وتفعيل دور المواطن في اتخاذ القرار

وفي الحسكة فقد لفت ميفان سليمان طالب أدب عربي إلى ضرورة تفويض المديرين بالمزيد من الصلاحيات و التخفيف من المركزية والقضاء على الروتين والرشوة وتفعيل دور المواطن واعتماد الحوار قبل إصدار أي قرار يمس المواطنين بشكل مباشر .

أما طالب الحقوق أحمد محمد فيؤكد على ضرورة إعادة تأهيل الكوادر الإدارية في القطاع العام وتجاوز الروتين والبيروقراطية في المؤسسات الحكومية و خلق محفزات للعمل وتفعيل دور الرقابة لتمارس دورها في محاسبة المقصرين والفاسدين إضافة لوضع خطط حقيقية تحد من البطالة وتعمل على تأهيل خريجي الجامعة لدخولهم إلى سوق العمل.

وترى أماني العبيد طالبة أدب عربي أن الإصلاح يبدأ من النفس ومن ثم ينطلق للمجتمع مع التأكيد على إعطاء المنظمات والنقابات الدور الرقابي وتفعيل مفهوم المواطنة وتعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين والابتعاد عن التصريحات الإعلامية النظرية للوزراء وردفها بقرارات على أرض الواقع تنعكس إيجابا على حياة المواطنين المعيشية وتسهم بالارتقاء بالمجتمع ودفع مسيرة الإصلاح إلى الأمام.

وأشار رائد خير الله خريج معهد صناعي إلى أهمية العمل على تنفيذ المشاريع الاستثمارية في المحافظة للحد من البطالة ولاسيما أن المحافظة تنتج عددا كبيرا من المواد الأولية اللازمة للصناعة مبينا أهمية إعطاء الأولوية في التوظيف لأبناء المحافظة أثناء إقامة المسابقات الوظيفية فيها.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق