أمسية موسيقى الحجرة لصلحي الوادي في آرت هاوس

إرثه سيظل جزءاً بهياً من التراث الموسيقي السوري

لحظة دخولنا من الباب وجدنا طاولة خشبية وعليها الإصدار الأخير لمؤلفات الموسيقار العظيم موسيقي:صلحي الوادي، في قرصين مدمجين بعنوان «موسيقى الحجرة 1 و2». روعة آرت هاوس رافقتنا ونحن ننزل الدرج إلى صالة العرض حيث فُرشت الكراسي حول البيانو، وعليها الكتيبات الخاصة بالتعريف بمجموعة أمسيات موسيقى الحجرة لصلحي الوادي الذي يعتبر واحداً من الأسماء المؤثرة في المشهد الموسيقي السوري. نظمت هذه الأمسياتِ الأمانةُ العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 بالتعاون مع المفوضية الأوروبية ومنظمة أيكوم (ECUME) للتبادلات الثقافية في البحر الأبيض المتوسط، ومعاً أصدرا القرصين المدمجين.



ويأتي تكريم هذا الموسيقار الكبير في إطار الحوار الثقافي بين سورية وأوروبا، ويتمثل من خلال تنظيم جولة موسيقية مؤلفة من عدة حفلات يعزف فيها عدد من الموسيقيين السوريين والأجانب، ويقدمون خلالها عدداً من أعمال الموسيقار الراحل صلحي الوادي. ستقدم هـذہ الأمسيات في كل من دار الأوبرا بـخريطة:دمشق، وكنيسة الأربعين شهيد بـخريطة:حمص، والمتحف الوطني بـخريطة:طرطوس، والمسرح الأرمني بـخريطة:حلب، وأخيراً هذه الأمسية.



ذُكر في الصفحة الأولى لكتيب الألبوم الموسيقي بخط الدكتورة نجاح العطار -وزيرة الثقافة سابقاً-: «لقد رفدتَ نهر الإبداع العظيم، عبر مسيرة طويلة، وظللتَ كنزاً فنياً رائعاً ينهل منه الأبناء الذين أعطيتهم بسخاء، وتركتَ لهم، وللوطن من بعدك، ما سيظل جزءاً بهياً من تراثنا الحضاري الموسيقي».



احتوت الأمسية قسمين، وقد تمّ تقديم عملين في كل منهما، بمشاركة موسيقي:ماريا أرناؤوط وغلوريا ميراني على الكمان، وموسيقي:همسة الوادي جوريس على البيانو، وموسيقي:رشا رزق غناءً، وفرانسوا بادويل على التشيلّو (الكمان الجهير).



وجواباً على سؤالنا عن رأيه بالأمسية، أجابنا المؤلف الموسيقي ضيف:نوري اسكندر: «مع أن الاستماع لمرة واحدة لا يمكِّنني من تكوين فكرة عميقة وواضحة، إلاّ أنني استمتعتُ بالحفل جداً، واستماعي لمجموعات من البيانو وثلاثي الوتري أعطاني إحساساً مدهشاً لجماليتها»، ثم تابع «أفضل أن يُعاد الحفل أمام طلاب المعهد العالي للموسيقى وخريجيه الجدد لتتم مناقشته مع أساتذتهم كنموذج ممتاز في موسيقى صلحي الوادي، فهي تمثله خير تمثيل وتغطي سنوات عديدة من مؤلفاته الموسيقية الجديرة بالوقوف عليها وتستحق الجدل والنقاش، لأن في بعضها ألحاناً محلية مكتوبة بصيغة عالمية وبتوزيعات مختلفة، مما يدل على رؤية واضحة وسعة أفق لدى المؤلف».



برنامج أمسية آرت هاوس

Program of the concert in Art House in English

سوناتا للكمان والبيانو رقم 2 مقام لا مينور

ماريا أرناؤوط على الكمان، وهمسة الوادي جوريس على البيانو

1. بطيئة، سريعة، بطيئة، سريعة، بطيئة

2. متناهية البطئ

3. سريعة باعتدال



أعمال للبيانو

همسة الوادي جوريس على البيانو

1. مقطوعة مقام فا ماجور - معتدلة السرعة (1958)

2. مقطوعة مقام ره مينور - معتدلة البطئ (1958)

3. فوغ مقام مي مينور - سريع جداً، أسرع قليلاً، متناهية السرعة

4. رقصة مقام دو مينور - متوسطة السرعة

5. مقدمة مقام سي بيمول مينور - سريعة

6. قطعة ليلية مقام دو مينور - متوسطة السرعة

7. مقدمة مقام دو ماجور - سريعة بتثاقل، أسرع قليلاً، متناهية السرعة



أغنية المومياء (2000)

رشا رزق غناء سوبرانو، وهمسة الوادي جوريس على البيانو



ثلاثي للبيانو (1975)

غلوريا ميراني على الكمان، وفرانسوا بادويل على التشيلّو، وهمسة الوادي جوريس على البيانو

1. بطيئة، سريعة، بطيئة

2. مزحة: سريعة

3. رومانس: بطيئة

4. بطيئة، معتدلة السرعة، بطيئة



صلحي الوادي في سطور

وُلد صلحي الوادي في بغداد عام 1934، من أب عراقي وأم أردنية

انتقلت عائلته في مرحلة لاحقة للإقامة في دمشق

وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة الداخلية بالإسكندرية، وهناك تعرف على الموسيقى الغربية الجادة

كانت خطوته التالية هي تعلم العزف على آلة موسيقية، فالتحق بكونسرفتوار الإسكندرية لدراسة الكمان والتأليف الموسيقي

منذ عام 1947، أصبحت الموسيقى تشكل شغله الشاغل

في عام 1953، سافر إلى لندن لدراسة الهندسة الزراعية، التي هجرها لاحقاً بعد أن سجل في الأكاديمية الملكية للموسيقى أيضاً

في عام 1960، عاد صلحي الوادي مع زوجته البريطانية وعائلته الصغيرة إلى دمشق وبدأ العمل على جعل الموسيقى الجادة جزءاً من المشهد الفني في سورية

في عام 1962، عين عميداً للمعهد العالي للموسيقى بدمشق الذي كان قد تأسس حديثاً

في عام 1990، استطاع بعد افتتاح المعهد الجديد أن يؤهل طاقماً من العازفين من الطلاب ليحقق معهم حلم حياته ألا وهو تأسيس أوركسترا

في عام 1992، تحقق هذا الحلم حينما قدمت الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية أولى حفلاتها بقيادة صلحي الوادي

في عام 1995، قاد صلحي الوادي أول حفل موسيقى أوبرالية في سورية هي «ديدو وإينياس» التي تمّ تقديمها في مدرج بصرى، وحضرها 15 ألف مشاهد

بعد هذا العرض، كرّمه الرئيس الراحل حافظ الأسد بوسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، وهو أعلى وسام يُمنح في سورية

في عام 2000، حاز على دكتوراە فخرية من كونسرفتوار كوميداس بأرمينيا، والأكاديمية الروسية للفنون والعلوم

في عام 2001، كرّمه البابا يوحنا بولص الثاني بميدالية القديس بطرس وبولص، وذلك خلال زيارته لسورية كجزء من زيارته الألفية

طوني جرّوج
ت: عبدالله رضا

اكتشف سورية

بقية الصور..