إضاءة خفيفة وموسيقى من عالم آخر 31/تموز/2008
 ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الصيفي لآرت هاوس، أقيمت أمسية «وجه لوجه 2» مع الموهوبين كنان العظمة وعصام رافع بالتعاون مع توتال سورية. ترافقت هذه الأمسية مع لوحات الفنان التشكيلي سبهان آدم لمعرضه قيد التحضير والذي سيُفتتح للجمهور في 2 آب ويستمر حتى 15 منه.
اختار العازفان-المؤلفان، وكلاهما عضو مؤسس في فرقة «حوار» المميزة، أن تكون الأمسية بدون أضواء للصالة، باستثناء ضوئين خافتين وُضعا بينهما. حتى أن الإضاءة الأرضية المتجهة للسقف والتي عادة ما تزين باطن الأقواس كانت قد غُطيت بعناصر تزيينية لتخفيف الإضاءة كلياً. اعتقد بعض الحضور أن ذلك كان بسبب لوحات الفنان التشكيلي سبهان آدم القوية المحتوى والمعلّقة على جدران الصالة، كما علّق أحد السادة إلى جانبي بالانكليزية محدثاً صديقه: «لا تستطيع أن تُعجبَ بها كلياً، ولكنك بالتأكيد لا تستطيع تجاهلها أو نكران حضورها». إلاّ أن غالبية الجمهور استمتعت بهذا الجو المعتَّم لما كان للموسيقى المقدمة من تجدد وعمق عُرف به صاحبا الأمسية.
كلا العازفين -عصام على العود وكنان على الكلارينت- قدما اليوم ما لم نعهده منهما. فكنان ذو الخلفية المزدوجة في الموسيقى الكلاسيكية والجاز الشرقي، وعصام قائد الفرقة الوطنية للموسيقى العربية والمجدِّد الموسيقي، قدما في هذه الأمسية ما يمكن تسميته النيو إدج الشرقي (Oriental New Age)، في أربع معزوفات كانت الثلاثة الأولى منها بطيئة السرعة ومليئة بالإيحاء، أبدع العازفان فيها وأوصلانا حيث أرادا من المتعة والصفاء.
أما المعزوفة الثالثة فكانت إيقاعية وسريعة ورافقتها تقنيات كنان الإلكترونية والمتعددة الوسائط من كومبيوتره ومكتبته الموسيقية الغنية؛ في حين أدخل عصام عوده الكهربائي في المعزوفتين الأخيرتين ليثبت لنا أن هذه الآلة الوترية القديمة حديثة بقدر ما نستطيع نحن تطوير حضورها الموسيقي.
هل نجح كنان وعصام في هذه التجربة الجديدة؟ نعم، لقد نجحا في امتاعنا والسفر بنا إلى مكان مليء بالسكينة، وهذا ما عبر عنه التصفيق الطويل للجمهور في نهاية الأمسية.
من ناحية أخرى، لقد تعودنا من آرت هاوس أن يقدموا لنا تعريفاً بالعازفين وبرنامج الأمسية في أوراق، حيث تكون في ذلك فرصة للتعرّف بالتفصيل على عازفينا وملحنينا الموهوبين. في هذه المرة، لم يكن أيٌّ من ذلك لا قبل الأمسية ولا بعدها!!.
|