كيف لي: عرض يطرح هواجس المرأة بالتحرر والانعتاق

10 أيار 2011

بدأت مساء أمس على مسرح القباني بدمشق عروض العمل الفني الراقص«كيف لي» إعداد درامي للقاص ابراهيم صموئيل رؤية وتصميم الفنانة راما الأحمر .

ويتناول العرض الذي امتد قرابة الأربعين دقيقة هواجس المرأة في التحرر والانعتاق من أجل كسر حاجز الخجل الأزلي واكتشاف الذات عبر رحلة طبيعية ولحظة تخبط بين الاستسلام لحالة الخجل أوالتخلص منها حيث استطاعت الراقصة راما الأحمر تقديم حلول إخراجية زاوجت فيها بين الضوء والجسد عبر لعبة مستمرة من الحركة على الخشبة.

واعتمدت الأحمر في صياغة تكوينات مشهدية عالية قاربت مفهوم المسرح الجسدي مقدمة جهدا استثنائيا كممثلة وراقصة في آن معا حيث لجأت إلى ردود أفعال حركية لامرأة مسجونة بين رغبتها في التحرر وبين عدم قدرتها على التعبير عن النفس التواقة إلى معانقة الحياة والعالم إذ وظفت مصممة العرض لغة جسدية من تجاذبات حركية متناغمة على الخشبة.

وسيطرت على العرض الذي أهدته مخرجته إلى روح الفنان السوري الراحل لاوند هاجو مناخات ضوئية موسيقية انسجمت مع حركة الجسد وتطلعاته الفنية في تقديم نماذج راقصة لممثلة وحيدة على المسرح عبر دمج متواصل بين إيقاع الحركة وطموحها للوصول إلى أعلى طاقات التعبير عن الذات الإنسانية حيث استفادت الفنانة راما الأحمر من لوحات الجمباز الأرضي في رسم توليفة غنية من السقطات والمراوحات الجسدية دامجة فيها بين الرقص التعبيري والحديث والمعاصر .

واستطاع العرض الخروج عن كليشيهات العروض الراقصة بإنتاج صيغة مونودراما راقصة لفتاة تصارع طلالها وأشباحها وصورها بالاعتماد على ما يشبه الإيقاع الداخلي المركب من خلال عراكها مع أزيائها وذكرياتها خالصة إلى توظيف ردود فعل متراكمة عكست حالات نفسية معقدة في شخصية المرأة وأحلامها الأنثوية بغية الحصول على استقرارها الوجداني مع محيطها الاجتماعي.

يذكر أن عرض كيف لي تأليف موسيقي: اثيل حمدان، إضاءة: نصر الله سفر، تصميم إضاءة: بسام حميدي، ديكور: مراد الرشيد، أزياء: رانيا الاحمر، مكياج: هناء برماوي، وهو من إنتاج وزارة الثقافة المسرح القومي بدمشق .

الوكالة السورية للأنباء سانا