المسرح القومي يفتتح موسم عروضه بـ «بيت الدمية» على مسرح القباني

11 كانون الأول 2011

بنسخة سورية جديدة

هل نسأل السؤال نفسه عشرات المرات لتكون الإجابة في كل مرة مختلفة يقول المخرج مانويل جيجي متابعاً في التقديم لمسرحيته الجديدة "بيت الدمية" على بروشور العرض.. "الإجابة اليوم يحددها الزمن الراهن في كل لحظة فنأمل أن نجيب على السؤال بشكل نهائي في يوم من الأيام وننتهي من قضية حرية المرأة أو حرية الرجل لنصل إلى نقطة التماهي بين ما هو جوهري وحقيقي دون كذب أو خداع أو مبررات أخرى".

ويهدي شيخ المخرجين المسرحيين في سورية عرضه الذي افتتحه أمس على مسرح القباني إلى كل امرأة تشبه شخصية نورا بطلة مسرحية النرويجي هنريك إبسن التي حققها نهاية القرن التاسع عشر عام 1978 فكانت وقتها بمثابة إعلان ثوري اجتماعي ثقافي اعتنقته نساء أوروبا للتحرر من الهيمنة الأبوية الذكورية بأخذ حقوق المرأة على محمل الجد داخل الأسرة الأوروبية في عصر وصف بعناوينه الحضارية الحداثية على صعيد التربية و إرساء حقوق لمجتمعات بأكملها.

ونزع المخرج مانويل جيجي في عرضه الجديد إلى تقديم نسخة كلاسيكية عن رائعة إبسن وفق أسلوبية تحاكي العصر الذي كتبت فيه رائعة المسرحي والشاعر النرويجي محققاً توازناً تقليدياً على مستوى الرؤيا الفنية التي لم تتخط حذافير النص الأصلي ودون العمل على فن الإنشاء الدرامي لتقريب النص الأجنبي من مزاج جمهور المسرح القومي بل بالتعويل على مطابقة في كل عناصر العرض مستندا على نهج المدرسة الواقعية في المسرح الغربي.

وحافظ المخرج في عرضه على مقاربة الزمن الأصلي للمسرحية من خلال تصميم أزياء الشخصيات وحشد أكبر عدد ممكن من قطع الديكور على الخشبة كخيار فني قلل من فرصة الاستفادة من الفضاء المتاح للعب الشخصيات وصراعها حيث تقوم نورا باستدانة مبلغ من البنك بعد عملية تزوير من أجل زوجها الذي تخفي عنه هذا الموضوع مسددةً أقساطه على دفعات من أجل مساعدته ليكتشف الزوج فيما بعد قصتها ويعاقبها بحرمانها من تربية أطفالها فيما يكون رد نورا حاسماً بترك منزل الزوجية المقدس صافقةً وراءها باب بيتها ولتعتبر بتصرفها هذا صاحبة موقف استثنائي على ظلم الرجل وغطرسته في أوروبا القرن التاسع عشر.

وعمل شيخ المخرجين السوريين على إدارة صراع نفسي معقد في بنيته بين شخصيات العرض غارفاً من معين الحبكات القوية لنص هنريك إبسن مستفيدا من طاقة الجمل القوية لعراب الواقعية في المسرح العالمي متكئاً على جهد كل من الفنانين الشباب "جابر جوخدار وفاتنة ليلى وهزار سليمان ومحمد ديبو" للخلاص إلى نسخة عربية استعارت سمات خطاب عصر بأكمله غامزةً لأهمية صيانة حقوق المرأة في المجتمعات العربية والوقوف على هواجسها الأمومية والأنثوية على حدٍ سواء.

وحاول العرض أن يقدم مواجهة درامية صرفة لعب فيها الممثلون على خفايا النفس البشرية وأزماتها الداخلية ولاسيما داخل المؤسسة الزوجية وما يكتنف هذه المؤسسة من صدامات وعواقب اجتماعية وعاطفية تضع الزوجين في كل مرة على تماس مباشر مع النفس وأمام مسؤوليات ورغبات ومواقف مصيرية تستدعي حواراً هادئاً يستطيع من خلاله كل من الزوج والزوجة أن يوفقا بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية دون أن يؤدي ذلك إلى خسارة أو ظلم أي منهما للآخر.

يذكر أن عرض بيت الدمية من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي.. مخرج مساعد غايانيه جيجي /مساعد مخرج محمد عبود /ديكور أسامة دويعر /موسيقا غزوان زركلي /إضاءة نصر الله سفر.. بسام حميدي /مكياج وملابس ستيلا خليل /فني ديكور محمد قزق .. ريم أحمد.


سامر إسماعيل

الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق