حلب تختتم النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية

30 آذار 2011

فعاليات ونشاطات متنوعة على مدار 11 يوماً

على مدار أحد عشر يوماً، وبالتحديد خلال الفترة من السابع عشر من آذار حتى السابع والعشرين 2011، شهدت حلب النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية والتي تضمنت عدداً من الفعاليات المتنوعة من محاضرات إلى حفلات إلى معارض إلى أمسيات موسيقية إلى أنشطة ثقافية ورياضية بعدد قارب الخمسة وعشرين احتفالية متنوعة.

وتقول السيدة ميريام أنطاكي القنصل الفخري الإيطالي في سورية ورئيسة اللجنة المنظمة للأيام الفرنكوفونية في حلب بأن أسبوع الفرنكوفونية يمثل واحداً من النشاطات المميزة ذات المستوى الراقي التي يجري في المدينة وتضيف: «يقام في كل عام أسبوع الفرنكوفونية والذي يجري خلال الأسبوع الثالث من شهر آذار في كل دول العالم تقريباً، ولكل دولة - وحتى المدن داخلها - الحرية في الترتيب والإبداع وانتقاء النشاطات.


من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

بالنسبة لنا في اللجنة الفرنكوفونية المنظمة لهذا الأيام في مدينة حلب، فقد أردنا القيام بفعاليات في كل المجالات واستقدام فنانين ومحاضرين ذوي قيمة علمية وفنية كبيرة مثل استقدام محاضرين من الأكاديمية الفرنسية وغيرها من المحافل الأدبية المرموقة في أوروبا. أما على صعيد الموسيقى فلقد اعتدنا في كل عام استقدام مغني سوبرانو، وتقديم حفلة على آلة البيانو إضافة إلى أمسيتين موسيقيتين. كما وجدنا خلال السنوات الماضية إقبالاً كبيراً على المسرحيات الغنائية ما دفعنا لتقديم عرضين خلال هذه الأيام، كما أننا دائما وفي كل عام نفكر بتقديم نشاط للأولاد حيث قدما هذا العام عدداً من النشاطات المميزة لهم، وأخيراً كان لابد من تقديم ما يدل على تراثنا وثقافتنا العربية وبالتالي قدمنا أمسية موسيقى عربية ضمن هذه الأيام. ومن الأمور الجديدة هذه السنة قيامنا بمسابقات شعرية وإملائية ورياضية- ثقافية الأمر الذي جعل رئيس التحالف الفرنكفوني العالمي متواجداً في سورية لتقديم الجوائز الخاصة بهذه المناسبة».

وتتابع بأن التحضير لهذه الاحتفالات يبدأ بالعادة مع بداية شهر تشرين الثاني حيث يتضمن الموضوع تنسيق المسارح وحجوزات الفنادق واختيار الفرق الأجنبية المشاركة والتنسيق معها للقدوم فتقول: «لأجل إطلاق حدث بمثل هذه الضخامة لا بد من التنسيق المسبق وخصيصاً مع الفرق الأجنبية القادمة لكي تنسق بدورها مواعيدها، كما هناك عمليات الحصول على الموافقات والتنسيق الإعلامي الإعلاني وغيرها من النشاطات التي يجب العمل عليها قبل فترة زمنية كافية».


من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

الاحتفال هذا العام كان بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاق الأيام الفرنكوفونية في حلب -علماً بأنها في دمشق تجري للمرة الثالثة هذا العام- هذا الأمر تقول عنه السيدة أنطاكي: «بمناسبة الذكرى العاشرة، قمنا بتنظيم حفل ضمن فندق الشيراتون بالاشتراك مع أكاديمية ذواقي الطعام التي استقدمت طباخاً من فرنسا. خلال السنوات العشر تطورنا بشكل كبير جداً وخصوصاً في مجال المحاضرات الثقافية حيث نحن حالياً نستقدم أسماء كبيرة في فرنسا والعالم مثل بطرس بطرس غالي وفاليري جيسكان ودومنيكين ميرتان وزير ثقافة فرنسا السابق وغيرهم الأمر الذي أعطى تجاوب كبير من قبل سكان المدينة».

وتضيف بأن عدد الحضور في كل عام يتزايد ما يعكس ازدياد شعبية هذه الأيام بين الناس مضيفة بأن للأيام الفرنكوفونية معنى عميق للغاية تقول عنه: «أريد القول بأن الفرنكوفونية ليست مخصصة للسوريين متحدثي الفرنسية، بل هي تقديم ثقافتنا للزوار الأجانب الذين يزورون سورية لتقديم عروضهم. ما نقوم به يشابه ما يقوم الكتاب العرب الذين يكتبون باللغة الفرنسية والذين ينقلون صورة حضارية عن العرب بأقلامهم. نحن نرغب أن يتعرف هؤلاء الزوار على سورية وأطيافها وحضارتها وآثارها وينقلوا رأيهم هذا - الصادق نظرا لأسمائهم الكبيرة في فرنسا والعالم - إلى باقي الناس».


من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

كما كان هذا العام «عام الشباب» كما قررت المنظمة الفرنكوفونية العالمية تسميته. عَنَى ما سبق، تقديم العديد من النشاطات الثقافية والفنية الخاصة بالشباب حيث يقول لنا الدكتور هيثم إبراهيم رئيس الحرم الرقمي الفرنكفوني أحد الجهات المنظمة لهذه الأيام: «هناك الكثير من النشاطات التي راعينا فيها موضوع مشاركة الشباب أو توجيهها للشباب خصوصاً وأننا كنا نرى مشاركة ضعيفة للشباب في نشاطاتنا خلال السنوات السابقة. لدينا كان هذا العام - كما الأعوام الماضية - مسابقة «قافلة العشر كلمات» والتي هي عبارة عن عشر كلمات عشوائية نطلب من الشباب المشاركين وضعها في سياق منطقي وفريد. هذا العام طلبنا منهم تخيل أنفسهم أنهم صحفيين، ومن ثم كتابة هذه الكلمات ضمن مقالة تطرح أفكاراً تنفع هذه البلاد وتطورها. كما كان لدينا هذا العام مسابقة الشعر التي دخلت حديثا للأيام الفرنكوفونية حيث كان هناك ثلاثة فئات هي الأطفال، اليافعين الشباب تحت سن الخامسة والعشرين وكانت الجائزة رحلة لغوية إلى فرنسا».

من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

لم تقتصر النشاطات الشبابية على كل من «قافلة العشر كلمات» و«المسابقة الشعرية»، بل كان هناك أيضا كل من «المسابقة الإملائية» و«الماراثون الثقافي» الذي ضم أكثر من /10/مشاركاً أعمارهم من 7 إلى77 عاماً وجرى ضمن مناطق مختلفة داخل منطقة «حلب القديمة» حيث يقول الدكتور هيثم عن الماراثون: «كان لدينا 26 فريق كل فريق مؤلف من أربع أشخاص انطلقوا صباح السبت من أمام باب قنسرين في حلب القديمة، وكان معهم أسئلة ثقافية، تاريخية، علمية، رياضية، وحسابية كلها باللغة الفرنسية إضافة إلى لغز يقودهم حله إلى مكان آخر ضمن المدينة القديمة ذاتها بحيث يتنقل المشاركون عبر ست محطات منها قلعة حلب، مدرسة الشيباني، دار حماض، وحمام يلبغا الناصري وغيرها».

ويتابع بأن الجانب الثقافي للسباق يغلب على الجانب الرياضي حيث للأسئلة المقدمة لهم علامات أعلى من التوقيت الذي يملك درجة ثانوية حيث يختم بالقول: «الهدف تعريف كل من سكان مدينة حلب والمشاركين الأجانب على المدينة القديمة وما تحويه من معالم أثرية مميزة».

ومن المشاركين كانت الشابة نور كسبار التي تقول بأنها أحبت فكرته الرياضية- الثقافية وتضيف: «كانت الأسئلة باللغة الفرنسية وذات مستوى ثقافي مرتفع حيث أشعرني هذا الأمر بالرغبة في تنمية معلوماتي الثقافية أكثر، وتقوية لغتي الفرنسية بشكل إضافي. أما العامل الإضافي الإيجابي الآخر فكان تعرفي على أماكن مميزة في مدينة حلب لم أكن أدري بها رغم أنني من سكان هذه المدينة».

وقد جرى توزيع جائز المشاركة ضمن فندق الميراج بحضور السفير الفرنسي في سورية السيد «إريك شوفالييه» وعدد من الشخصيات الاجتماعية المرموقة.


من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

معارض متنوعة جرت خلال الأيام الفرنكوفونية منها معرض «رسوم الفن التاسع بالتعاون مع السفارة البلجيكية» و معرض «سورية.. دعوة للسفر» للتشكيلي «فيرنتيه فرينتي» ومعرض لوحاتللتشكيلية منى إخلاصي التي تقول لنا عن تواجدها ومشاركتها: «تقوم فكرة معرضي على الرؤية التجريدية للطبيعة من خلال اعتمادي طريقة التقريب والتبعيدZooming، بهذه الطريقة تمكنت من تحويل الشيء الواقعي إلى شيء تجريدي. كما أن لوحاتي تحمل في كل منها اسم وحكاية خاصة بها دون الأخرى حيث لم أفصح عن أسماء اللوحات وتركتها مبهمة لكي أجعل خيال المشاهد هو من يطرح الأسماء والتفسيرات من ثنايا عقله دون أي مؤثر خارجي».

والتشكيلية منى خريجة كلية الفنون الجميلة في دمشق شاركت في عدد من المعارض الجماعية حيث يمثل هذا المعرض التجربة الفنية التشكيلية الفردية الأولى.

والأيام الفرنكوفونية شهدت عدداً من المحاضرات المهمة التي قدمت أغلبها بالغة الفرنسية حيث شهدت محاضرات لكل من السادة الدكتور «نزارعقيل» الذي قدم محاضرة عن «الصحة والبيئة» واستضافة الأستاذ «ميشيل ديون» من الأكاديمية الفرنسية في لقاء معه، إضافة إلى محاضرة عن «السينما الفرنسية» التي قدمها الباحث «جان بول دوران» والذي قال لنا:
«قدمت في محاضرتي لمحة عن السينما الفرنسية منذ تأسيسها وحتى زمننا هذا حيث تطرقت إلى عدد من الجوانب التي تميز السينما الفرنسية عن باقي السينما الأوروبية إضافة إلى أبرز الأعمال السينمائية المنتجة فيها، كما تطرقت إلى التيارات والاتجاهات السينمائية التي صبغت طابع السينما الفرنسية خلال السنين الماضية».

كما شهدت الأيام عدداً من النشاطات المتنوعة التي قدمها طلاب المدارس الفرنسية في سورية وأبناء الجالية الفرنسية الموجودة حيث أقيمت «حفلة أغان» نظمها المكتب الثقافي الفرنسي لطلبة المدارس، إضافة إلى حفل استعراضي فيه أغان ورقصات ومسرح قدمه أبناء الجالية الفرنسية المقيمة في سورية، كما قدم عدد من الطلبة الجامعيين «لقطات مسرحية ساخرة» وذلك ضمن مدرج الهندسة المعمارية في جامعة حلب.

للأطفال أيضاً عدد من النشاطات المتنوعة حيث تم تقديم مسرحية خاصة بهم بعنوان «حلقة الحيوانات» من إعداد «ف. كرييف» والتي مثلت واحدة من النشاطات المميزة التي قدمت في تلك الأيام.


من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

كما كان في كل يوم هناك في المساء أمسية إما موسيقية أو مسرحية أو راقصة وذلك على مدار الأيام الأحد عشر للتظاهرة المميزة هذه، حيث تم تقديم عدد من المسرحيات الموسيقية هي مسرحية «ملهاة المفارقة» المقتبسة عن «دوني ديدرو»، ومسرحية «الرسائل الفارسية» «لمونتسكيو» والمسرحية الغنائية «غيتري – كوكتو» للمغني «جيرار شامبر» وفرقته، والمسرحية الاستعراضية «ليالي بغداد» التي جرى تقديمها بالاشتراك مع السفارة والقنصلية السويسريتين في سورية.

أما عن الحفلات فقد جرى تقديم أمسية أوبرالية للفنانة «يانا بوكوف» مغنية السوبرانو بمرافقة العازف «دافيد بيسموت» على البيانو، وأمسية موسيقية لموسيقى الجاز التي قدمتها الفنانة «سيلين بوناسينا» و«كيفن ريفيران»، إضافة إلى أمسية موسيقية ثانية لموسيقى الجاز قدمها «ثلاثي لاتيرا»، وموسيقى شرقية قدمتها فرقة «نوا». كما شهدت الأيام الفرنكوفونية أمسية رقص حديث قدمتها فرقة «بيروت للرقص» Beirut Dance Company بإدارة السيدة «ندى كنعو» والتي قالت لنا: «قدمنا ضمن عرض اليوم لوحتين راقصتين، الأولى من تصميمي وتدعى encounter وتتحدث عن ثنائي مؤلف من شاب وفتاة تصور اللوحة تفاصيل حياتهما وذلك حتى يلتقيان في مكان واحد ويصلون إلى مرحلة الاندماج ضمن المساحة الصغيرة المتواجدين فيها. أما العرض الثاني فيحمل عنوان Beirut oh Beirut! ويستمر لمدة 45 دقيقة وهو من تصميم مصمم رقصات فرنسي حيث قدم للمرة الأولى في عام 2001 ويتحدث عن الحياة الاجتماعية لبيروت. وقد قمت باختياره لأنه يتضمن عدداً من مقاطع الحوار التي تجري باللغة الفرنسية وحيث العمل ينتمى إلى تيار رقص جديد موجود في أوروبا هو Dance Theatre يقوم على تقديم بعض الكلام والحوارات النصية فيما بين الرقصات».

والسيدة «ندى كنعو» هي من مواليد بيروت درست الرقص في باريس، ومن ثم عادت إلى لبنان لتؤسس مدرسة Espace Danse للرقص التي تحولت إلى «ستوديو بيروت للرقص» Beirut Dance Studio. كما أسست فرقة بيروت للرقص Beirut Dance Company عام 2003 والتي قدمت عددا من العروض داخل لبنان وخارجه تتوجت بمشاركة الفرقة في أيلول 2009 باسم لبنان في مسابقة رقص دولية حيث احتلت أحد المراكز الخمسة الأولى في إطار الألعاب الفرنكوفونية المقيمة في بيروت.


من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

الأيام الفرنكوفونية هي أيام تحدث في كل دول العالم تقريباً، وتشرف عليها «المنظمة العالمية للفرانكفونية» التي تتألف من عضوية عدد من الدول منها ما يتكلم الفرنسية على مستوى لغة أولى أو ثانية، ومنها ما ليس كذلك مثل مصر مثلاً. تهدف المنظمة إلى إقامة مجتمع متعدد الثقافات دون إزاحة لغة أخرى لصالح اللغة الفرنسية. ولا تعتبر سورية عضوا في المنظمة إنما تتم هذه الأيام عن طريق «الوكالة الجامعية للفرانكفونية» الموجودة في سورية والتي هي إحدى فروع المنظمة الفرنكوفونية الأم والتي تقدم عدداً من الخدمات في مجال التعليم الجامعي والبحث العملي، يمثل هذه الوكالة في حلب «الحرم الجامعي الرقمي الفرانكفوني» الموجود ضمن رحاب جامعة حلب.

ووفقاً لمنظمي هذه الأيام فإن هدف إقامة الأيام الفرنكوفونية هي ربط متحدثي اللغة الفرنسية في أي دولة مع عادات وأنماط التفكير الفرنسية، وتعلمهم لمعلومات تقيدهم في حال سفرهم إلى وفرنسا، إضافة إلى لقائهم مفكرين وأدباء فرنسيين. أما بالنسبة للأنشطة التي تقام في كل مدينة فتكون مقترحة من الجمعيات والهيئات ضمن المدينة ذاتها حيث ترسل إلى المنظمة ليتم دراستها واختيار الأنسب منها، وتهدف هذه الأيام في النهاية إلى إغناء الثقافة البشرية عن طريق الاحتكاك المتبادل بين ثقافات الدول المنظمة لتلك الأيام وبين الثقافة الفرنسية بما يغني الثقافة والحضارة البشرية بشكل عام.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

من فعاليات النسخة العاشرة من الأيام الفرنكوفونية بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق