الرئيس الأسد يلتقي وفداً من مثقفي وأدباء مدينة حلب
25 كانون الثاني 2011
من أجل خلق بيئة ثقافية وفكرية تكون أساساً للنهوض بالمجتمع والارتقاء به
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد بعد ظهر يوم الاثنين 24 كانون الثاني 2011 عدداً من مثقفي ومفكري والباحثين وأكاديميي مدينة حلب. ودار الحديث خلال اللقاء عن دور المثقفين والمفكرين في بناء المجتمع وتوعيته ومواجهة تحديات العصر في عملية التطوير الثقافي والعلمي وخلق بيئة ثقافية وفكرية تكون أساساً للنهوض بالمجتمع والارتقاء به.
كما تناول اللقاء دور النشاطات الثقافية التي يقوم بها المفكرون في نشر المفاهيم السليمة تجاه قضايانا الأساسية وإغنائها وسبل تعزيز العلم والتعليم باعتبارهما أساس تقدم الشعوب وتطورها وتنمية المجتمعات ومؤسساتها.
كما دار حوار حول سير الحركة الثقافية في حلب، ومواقع القصور، وما تحقق من إنجازات، وسبل دفع هذه الحركة بما يتناسب مع القيمة التاريخية والثقافية على مستوى الوطن.
وتناول الحديث سبل تعزيز التواصل بين المفكرين ومختلف شرائح المجتمع إضافة إلى قضايا محلية تهم المواطنين.
وقد استمع السيد الرئيس إلى وفد المثقفين والأدباء الذين تحدثوا، كل في مجاله، عن المشكلات الثقافية التي تعاني منها مدينة حلب، وخاصة ما يخص المسرح والدراما والأدب، والنوادي والمؤسسات الثقافية، إذ تضمن اللقاء رصداً للحركة الثقافية فيها واستشرافاً للكيفية التي يمكن من خلالها الارتقاء إلى مستوى المدينة الحضاري والتاريخي؛ لأن الثقافة ضرورة فكرية لتواصل حلب مسيرتها الحضارية.
هذا وقد ضم وفد المثقفين والمفكرين السادة: محمد كامل قطان -مدير المركز الثقافي العربي السوري في مدريد-، الدكتور صخر علبي -باحث ومهندس-، الدكتور زهير أمير براق -كاتب درامي-، الروائي محمد أبو معتوق، الدكتور حسن عبد المحسن -رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب-، العلامة محمود فاخوري، الدكتور أحمد زياد محبك، المهندس علي كيالي، الكاتب مأمون الجابري، والروائي نهاد سيريس.
وحول هذا اللقاء وما دار من حديث يخص الواقع الثقافي في مدينة حلب ومشكلاته وما يعاني منه، وحول انطباعات المثقفين والأدباء الذين حضروا اللقاء، كان لـ «اكتشف سورية» هذه اللقاءات:
وفي حديث مع السيد محمد كامل قطان، -مدير المركز الثقافي العربي السوري في مدريد- قال: «لقد تمحور اللقاء مع سيادته حول قضايا الثقافة ككل وجرى التركيز على ضرورة مساهمة الجميع في تعزيز ثقافة المشاركة، وأن الوطن كالجسد الواحد كل متكامل يتشارك الجميع فيه ويساهمون في تطويره لتحقيق قيم ثقافية وفكرية بعيداً عن المصالح الضيقة أو الشخصية، كما تم الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بإشراك الأحياء الشعبية في البنية الثقافية لحلب وذلك عبر تفعيل دور المراكز الثقافية فيها وفي الريف لجعل المواطن فاعلاً في عملية التنمية التي تشهدها سورية. ولقد لمسنا اهتماماً كبيراً من سيادته الذي يولي جانب العلم والمعرفة اهتماماً خاصاً».
الدكتور محمد حسن عبد المحسن، -رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب- قال: «كان اللقاء مع السيد الرئيس غنياً ومعمقاً وتناول مجمل جوانب المشهد الثقافي في مدينة حلب، والسبل الفاعلة لإغناء هذا المشهد كتفعيل دور المنشآت الثقافية وزيادة عددها وتكامل أدوار القطاعين العام والخاص في تنشيط المشهد الثقافي، والاستفادة من خبرات المثقفين والمفكرين والباحثين في ذلك وبخاصة ممن يمتلكون خبرات واسعة ضمن هذا الإطار، كما جرى التطرق إلى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة التي يمتلك الكثير من أفرادها إمكانات جيدة وهذا يعزز من شعار دمجهم في المجتمع وإيجاد منابر ثقافية لهم».
أما الدكتور أحمد زياد محبك فقد قال: «اللقاء مع السيد الرئيس كان فرصة للأدباء والمثقفين في حلب لعرض واقع الثقافة وتحدياتها، وجرى التطرق إلى كيفية تفعيل دور المثقف في نهضة المجتمع وقد اقترحنا خلال اللقاء جملة من الرؤى حول هذا الموضوع وكلها تصب في جانب تحريك الفعاليات الثقافية، وتعزيز دور المثقف في الحياة العامة، وتوفير بيئة ودعم مناسبين لانطلاقة ثقافية واعدة. لقد أحسسنا خلال اللقاء بحفاوة الاستقبال والاهتمام الكبير من السيد الرئيس بما يطرحه الزملاء المثقفون والأدباء من أفكار تسهم في تنشيط الثقافة في حلب».
وقال الروائي محمد أبو معتوق: «الحوار مع السيد الرئيس حول الشأن الثقافي في حلب كان له دلالات مهمة وفي مقدمتها اهتمام سيادته بالعلم والثقافة نظراً للدور الذي يؤديهما في الحفاظ على تراث الأمة وتاريخها، ومن هنا جاء الاهتمام باللغة العربية كحاضن رئيس وأساسي للموروث الثقافي والتاريخي لأمتنا العربية، وكان اللقاء مثمراً ولمسنا إرادة عالية من سيادته لتحقيق نقلة نوعية ثقافية في مدينة حلب، كما جرى الحديث عن ضرورة استثمار المسارح الموجودة ودعم الفرق المسرحية وتشجيع المواطنين على العلم والتعلم والمطالعة عبر متابعة الأنشطة الثقافية في حلب، كما جرى التركيز على ضرورة الاهتمام بالإعلام المحلي على اعتبار أن حلب تملك إرثاً تاريخياً وثقافياً وإعلامياً كبيراً. لقد كان المشهد الثقافي بتحدياته وآماله حاضراً بقوة خلال اللقاء»
العلامة محمود فاخوري قال: «لقد تم عرض قضايا عديدة تخص الأدب والثقافة والمسرح والفنون بمجملها في مدينة حلب، وكان سيادة الرئيس بشار الأسد متجاوباً مع كل ما عرض من أمور اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية وأدبية. وكان ملحاً على ضرورة التقيد بالقوانين وعدم الخروج عليها، وفيما عدا ذلك فأمره سهل، وكان يصغي بانتباه ويسجل كل ما يقال.
لقد كان صدره منفتحاً لكل ما عرض من قضايا مرحباً بكل الاقتراحات واعداً بتنفيذها، بالإضافة إلى ما يتحلى به من تواضع جم، وحكمة عالية، وحنكة وبراعة في الحديث، ومتابعة التفاصيل بدقة واهتمام، وهذا يدخل السرور إلى النفس ويجعل الإنسان مرتاحاً لهذا الموقف النبيل وهذا الاهتمام النادر».
الروائي نهاد سيريس قال: «لقد استقبل السيد الرئيس عشرة من الكتاب والمثقفين من الشرائح الثقافية والأدبية والفكرية، وكان يستمع بانتباه شديد، وتبين أن هناك ما يشغل باله عن هذه المدينة المعروفة صناعياً وتجارياً ولكن ما يشغل باله أكثر هو الواقع الثقافي فيها، فلم يكن هناك توصيف للواقع الثقافي وحسب وإنما قد سأل سيادته عن الكثير من الحلول والتفاصيل الدقيقة، فكان مستمعاً بشكل جيد، إذ لم يجتمع بالكتّاب والمثقفين من أجل إعطائهم توجيهاته وإنما للاستماع إليهم لأنهم على احتكاك مباشر بالواقع الثقافي.
وتناول الحديث مع سيادته بعض المشكلات في الواقع الثقافي في مدينة حلب وقد أراد السيد الرئيس حلها عبر الاستماع إلى المثقفين من أجل إيجاد الحلول الصحيحة لها. فاستمع إلى وجهات نظر متعددة تدور حول جميع المشكلات الثقافية التي تواجهها المدينة ومنها المسرح، والإعلام، والدراما، وقد وضعه المثقفون في الواقع الذي يتعرض له المثقفون من هجرتهم من هذه المدينة، وهذا ما أدى إلى ركود العمل الثقافي في المدينة، وتطرق الحديث إلى بناء مؤسسات إعلامية وثقافية تدعم المثقفين وتتيح لهم حراكاً ثقافياً مهماً.
وقد بشّرنا السيد الرئيس بأنه يجري الآن تصميم المجمّع الثقافي في حلب، الذي ستكون مديرية الثقافة جزءاً منه، وأنه سيكون هناك دار أوبرا في حلب أكثر اتساعاً من دار الأوبرا الموجودة في دمشق، إذ ستتسع هذه الدار لألف وخمسمئة شخص.
والشيء الجدير بالاحترام والتقدير أن سيادة الرئيس اهتم اهتماماً كبيراً بواقع الثقافة في المدينة، فالتقى بأصحاب الشأن وتركهم ليتحدثوا ويطرحوا القضايا العالقة والشائكة في حلب، فلم يوجّه وإنما استمع بكل اهتمام وسأل عن التفاصيل وكتب ملاحظاته، ووعد بالاتصال مباشرة بالمعنيين بكل الشؤون الثقافية والفنية التي طرحت.
أنا مسرور جداً بهذا اللقاء مع سيادة الرئيس، وأقدّر هذه البادرة تقديراً كبيراً. وأعتقد أن هذا اللقاء كان مفيداً جداً لأبناء المدينة ومثقفيها وأدبائها».
الدكتور زهير أمير براق قال: «لقد طُرِحَت مواضيع تخص الواقع الثقافي في حلب، وقد اهتم بها السيد الرئيس اهتماماً بالغاً وسجل ملاحظاته عنها لمعالجتها، مثل مشاكل مسرح نقابة الفنانين، وتخصيص نسبة من الإنتاج التلفزيوني لمدينة حلب، وإيجاد فرص عمل للفنانين في حلب كيلا يهاجروا من المدينة إلى دمشق، وضرورة دعم مجلس مدينة حلب للنشاطات الثقافية، وتخفيض تكلفة الإعلانات للنوادي الثقافية.. وقد لمسنا تجاوباً طيباً ومشكوراً من سيادته، حيث سجل هذه الملاحظات ووعد بمعالجتها بأسرع وقت ممكن، وهذا ما أثلج صدور الجميع لاهتمام السيد الرئيس بكل ما يخدم الحركة الثقافية والنشاط الثقافي في مدينة حلب».
المهندس علي منصور كيالي قال: «لقد امتد اللقاء إلى أكثر من ساعتين استمع خلالها السيد الرئيس إلى كل الأدباء والمفكرين الذين عرضوا تصوراتهم ورؤاهم عن الواقع الثقافي في حلب، وكان مما أكد عليه سيادته هو مفهوم الثقافة الواسع الذي يجب أن يشمل ليس فقط الجانب المعرفي والعلمي بل العادات والممارسات التي تنم عن هذه الثقافة، والهدف من هذا التعريف هو الوصول إلى ثقافة وعادات مجتمعية سليمة، وأن يتم إشراك الجميع في صنع هذه المعرفة.
لقد كان لقاء السيد الرئيس مثمراً ورائعاً حيث كانت جميع الاقتراحات موضع تقدير واهتمام ومتابعة من سيادته».
بيانكا ماضيّة – حلب
اكتشف سورية