أبواب مدينة دمشق

كانت الأبواب في العهد الروماني بسيطة ذات فتحة واحدة عدا باب الجابية والباب الشرقي، حيث كان لكل منهما واجهة عريضة، ذات فتحات ثلاث، أكبرها الفتحة الوسطى، وكان الشارع المستقيم بين هذين البابين. وكان هناك سوق صغيرة (باشورة) أمام هذه الفتحات، وجسر فوق الخندق. وفي عهد نور الدين زُوّدت المداخل بأبواب مزدوجة داخلي وخارجي متوازيين وغير متقابلين. مثل باب الفرج أي المناخلية الذي بناه نور الدين، وجدد المماليك الباب الخارجي. ثم صار لكل حي باب يغلق أثناء الحصار والاضطرابات. وكان هناك باب صغير يُفتح في وسط الباب الكبير يُطلق عليه اسم «الخوخة» مثل باب زقاق البرغل العثماني قرب باب الجابية.

كانت الأزقة مرصوفة بالأحجار ومزودة بالأرصفة، وكان لها أوقاف لإصلاحها. وكلما توغل الحي في العمق تلوّى وتفرعت عنه أزقة صغيرة لها أبواب خاصة تُؤدي إلى عشرات البيوت.


كان عدد الأبواب الرومانية سبعة ثم أضيف لها بابان فأصبحت تسعة. الرومانية هي: باب الفراديس، باب الجينق، باب كيسان، الباب الصغير، باب الجابية، باب توما، باب شرقي. والإسلامية هي: باب السلامة، باب الفرج، أما باب النصر فهو سلجوقي لا أثر له الآن.

باب الفراديس:
هو أحد الأبواب السبعة الرومانية ويقع في شمال دمشق. بناه الرومان على أنقاض باب يوناني، وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. يتألف من بابين، داخلي وخارجي. يمتد بينهما سوق العمارة حالياً. ويُطلق على الباب اسم «باب العمارة». نُسب هذا الباب إلى كوكب عطارد وهو رسول الآلهة عند اليونان واسمه لديهم هرمس (Hermes). وهو أيضاً إله الفطنة والحيلة والفصاحة واللصوصية والموازين والمقاييس وأحرف الهجاء واختراع الأدوات الموسيقية ويقابله لدى الرومان الإله ميركوري (Mercury).

وسُمي أيضاً باب الفراديس قبل الإسلام نسبة إلى محلة الفراديس التي كانت قبالته. وكانت هذه المنطقة مليئة بالقصور والحدائق والبساتين. احترقت وتهدمت أثناء فتنة القرامطة والفاطميين عام 363هـ. في الحصار العربي الإسلامي لدمشق عام 14هـ كان على الباب إما عمرو بن العاص أو شرحبيل بن حسنة. وحينما حاصر العباسيون دمشق عام 132هـ نزل عليه كل من: عبد الصمد بن علي ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد. في العهد الأيوبي (639هـ/1241م) جُدد الباب أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب. وليس الملك الصالح إسماعيل كما تذكر اللوحة التي إلى جانبه. ارتفاع الباب 431سم وعرضه 350سم. ولا يزال مصفحاً بالحديد حتى الآن.

باب الجينق:
كان واحداً من الأبواب السبعة الرومانية، ولا يوجد له أثر حالياً. وكان كسابقيه آرامياً ثم يونانياً ثم رومانياً.

وكان موجوداً أيام البيزنطيين. وسُمي باب الميلاد تيمناً بميلاد المسيح. نُسب هذا الباب إلى القمر وتمثله ربة القمر سيلين (Selene) يقابلها عند الرومان ربة القمر لونا (Luna). وكان القمر يعبد عند العرب وله أسماء عديدة: منها سن وسين وشين وسوين. وعند العرب الآراميين كان اسمه شهر أو سهر. وعند التدمريين كان اسمه عجلبول.

جاء ذكره عام 684هـ حينما عدّد ابن شداد أبواب دمشق فذكره ضمنها والجينق تسمية لم يُعرف معناها. مقابل الباب حالياً توجد منطقة الفرايين بين باب توما وباب السلام. وكان فيها كنيسة جُعلت مسجداً، والآن هي بيوت مسكونة.

باب كيسان:
هو واحد من الأبواب السبعة الرومانية. أُقيم في موضع باب يوناني كان قد بُني فوق أنقاض باب آرامي. نُسب هذا الباب إلى كوكب زحل. وهو إله الزمن والزراعة، عند اليونانيين واسمه كرونوس (Kronos) يقابله ساترن (Saturn) لدى الرومان. وكان على الباب رسم زحل. وسُمي الباب نسبة إلى كيسان عبد معاوية بن أبي سفيان. أو إلى كيسان عبد بشر بن عبادة بن حسّان بن جبّار بن قرط الكلبي. وكلا النسبتين ضعيفتان إذ ما معنى أن يُسمى باب رئيسي باسم عبد. ربما حُرّفت كلمة كيسان من الاسم السرياني «قيصون» وتعني أقصى، نهائي أي الحد الأقصى للمدينة أو الباب المتطرف، بعد استبدال القاف بالكاف، والصاد بالسين.

نزل على هذا الباب يزيد بن أبي سفيان عام 14هـ عند حصار دمشق إضافة إلى نزوله على الباب الصغير. كما نزل عليه بسّام بن إبراهيم العبّاسي.

سدّ السلطان نور الدين زنكي هذا الباب في القرن السادس الهجري. وفتح باب الفرج بدلاً عنه. وأعاد فتحه الأمير سيف الدين منكلي بُغا الشمسي نائب السلطنة في العهد المملوكي (675هـ). وجدّد مسجداً كان في داخله واسمه مسجد الشاذوري وبنى عنده فوق الخندق جسراً. وصار اسمه الباب القبلي. ثم جدد الباب عام 1925م وأدخلت عليه تعديلات.

في عهد الانتداب عام 1939م وبإشراف المهندس الفرنسي دولوري. أُقيم عند مدخله كنيسة القديس بولس الرسول تخليداً لذكرى هربه من فوق السور في ذلك المكان. وكان الباب يُعرف باسم باب بولس منذ القرن الرابع الميلادي.

الباب الصغير:
هو واحد من أبواب دمشق الرومانية السبعة. يقع في جنوب مدينة دمشق. شُيّد على أنقاض باب يوناني، وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. نسبه اليونانيون إلى كوكب المشتري ورمزه كبير الآلهة زفس أو زيوس (Zeus)، وهو إله السماء والأمطار والرياح والصاعقة، ومقره جبل كاسيوس (الأقرع). ويعادل الإله بعل العربي والإله جوبيتر (Jupiter) الروماني. والذي عُرف باسم جوبيتر الدمشقي وعند الحثيين كان الإله تيشوب.

أطلق العرب عليه اسم الباب الصغير لأنه أصغر الأبواب. وهو بالسريانية «زكورتا» أي صغير. وعُرف بالعهد العثماني باسم باب الحديد لأنه كان مدعماً بصفائح حديدية. وأُطلق عليه أيضاً اسم باب الجابية الصغير وباب الشاغور. يُقال بأن يزيد بن أبي سفيان دخل منه قسراً حينما فتح المسلمون مدينة دمشق. ولكن لا تأييد لهذا القول.

جُدّد هذا الباب في العهد الأيوبي. وفوق الباب من داخل السور كتابتان: الأولى تذكر الملك المعظم عيسى الأيوبي وتؤرخ عام 623هـ. والثانية نص تشريعي يتعلق بالرسوم الضريبية على المسافرين من التجار إلى العراق وعلى القادمين منه، أيام الدولة الأتابكية النورية. وتذكر اسم نور الدين زنكي وعام 551هـ. لم تذكر المراجع تجديد الباب في عهد نور الدين ولكن تشير إلى أنه أقام باشورة ومسجداً ومنارة. والمسجد يعرف الآن بمسجد الباشورة.

في عام 803هـ وصل التتار بقيادة تيمورلنك إلى دمشق فهرب المماليك وتركوها وسكانها لمصيرهم. فأغلق السكان الأبواب وتهيؤوا للحرب، وقتلوا من التتار عدداً لا بأس به. وبالحيلة والغدر أرسل تيمورلنك رجلين ليتفاوضا بالصلح. فطلب السكان الأمان ووعدهم تيمورلنك خيراً على أن يقدموا له «الطُقُوز» عربون وفاء ومحبة. والطقوز كلمة تعني تسعة والمقصود بها المأكل، المشرب، الملبس، الجواري، العبيد، الدواب وما إلى ذلك. وهي عادة درج عليها تيمورلنك عند تفاوضه على السلام. وكان تيمورلنك مقيماً في القصر الأبلق الذي كان في موضع التكية السليمانية حالياً. تفاوتت الآراء وتجادل القوم وذهب بعضهم إلى تيمورلنك فأعطاهم وظائفهم وفرمان قُرئ على الناس في الجامع الأموي. وطلب منهم مبلغ عشرة ملايين دينار ثم ألزمهم بزيادته وإعطائه أسلحة ودواباً وخيلاً، إضافة إلى أموال المماليك التي أخفوها قبل تركهم المدينة. وألزم بعض الناس برسم خرائط للمدينة وحاراتها. وقسّمها بين أمرائه، ثم نزلوا إلى المدينة عبر الباب الصغير، وبدأ البلاء الأعظم إذ سلبوا ونهبوا وسبوا وقتلوا ودمّروا وحرقوا ما طالته أيديهم لمدة تسعة عشر يوماً.

ثم رحل تيمورلنك وجنده بعد ثمانين يوماً، آخذاً معه أمهر الصناع والحرفيين ورجال العلم والفكر إلى عاصمته سمرقند في أوزبكستان حالياً. وأصبحت دمشق خاوية من الناس والمال والموارد، عدا بضعة آلاف من الأطفال دون الخامسة لا معين ولا معيل لهم.

في العهد المملوكي (903هـ) جُدّد باب الباشورة خارج الباب الصغير، وارتفاعه 373سم وعرضه 250سم وقربه بقايا السور القديم. وخلال العهد العثماني جرت عنده صراعات بين طوائف الجيش العثماني المتحاربة.

الباب الشرقي:
هو واحد من الأبواب السبعة الرومانية، والباقي منها بحالته الأصلية تقريباً. ومثل غيره أُقيم على أنقاض باب يوناني وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. ويُنسب هذا الباب إلى كوكب الشمس والإله الإغريقي هيليوس (Helios) وهو إله الشمس، وعند الرومان سول (Sol). بُني في عهد الإمبراطور الروماني سبتيموس سيفيروس (Septemus Severus) ثم ابنه كاراكلا (Caracalla) في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي.

للباب فتحات ثلاث أوسطها أوسعها وأعلاها. تتناسب مع تقسيمات الطريق المستقيم. سُدّت الفتحتان الوسطى والجنوبية في العصر الإسلامي من أجل التحصين والحماية. في العصور الوسطى سُدّت فتحتان لتسهيل الدفاع، وبقيت فتحة واحدة فيه. لا يُعرف تماماً ارتفاع المداخل لأن مستوى المدينة ارتفع مع الزمن. ويقدر ارتفاع المدخل الصغير الشمالي بـ 317سم وعرضه 288سم.

على هذا الباب نزل خالد بن الوليد حرباً عام 14هـ بعد حصار لمدة أربعة أشهر. وكان جيشه يقيم في فسحة سماوية مقابل مسجد الشيخ رسلان وقد أُقيم فيها مسجد خالد ويُعتبر أول ما أنشئ في دمشق من جوامع. وهناك روايات عدة عن كيفية دخول خالد بن الوليد إلى دمشق ولا يوجد ما يؤيد أية واحدة. ولكن خالد دخل دمشق دون أن يخرّب الباب. وبقي سليماً في عهد الأمويين.

ولكن في عام 132هـ نزل عليه القائد العباسي عبد العزيز بن علي، حيث فتك بالناس وخرّب السور، وقضى على الأمويين عام 749م. ومن هذا الباب دخل السلطان نور الدين زنكي عام (559هـ/1163م) وهزم السلاجقة. وقصة دخوله كانت أن السلاجقة وضعوا بضعة منهم في أحد الأبراج للدفاع. وتركوا السور دون حراسة، وكانت عليه امرأة رمت لجنود نور الدين حبلاً فصعدوا عليه واحداً بعد آخر وفتحوا الباب. وقد رحّب السكان بقدوم نور الدين لسمعته الجيدة.

رمّم نور الدين الأسوار والأبواب وجعلها منيعة وخاصة أن الصليبيين كانوا يهددون دمشق. ودعّم الباب الشرقي عام 559هـ، ورفع فوقه مئذنة مربعة، وبنى جامعاً صغيراً وراءه، وأقام سويقة (باشورة) أمامه، تهدّمت في أواخر القرن التاسع عشر أو بدايات العشرين.

داخل الباب الشرقي الصغير توجد كتابة مشوهة تؤرخ عام 559هـ وتذكر اسم الباني (نور الدين زنكي). وفي العهد الأيوبي أُخذت حجارة القنطرة الرومانية لتبلط بها أرضية الجامع الأموي. وفي العهد المملوكي، رُمم الباب ودُعّم، وجرت عليه معارك عنيفة بين المماليك أنفسهم.

باب الجابية:
هو الباب الغربي لسور دمشق. وهو من الأبواب السبعة الأصلية الرومانية. ومثل باب توما شُيّد على أنقاض باب روماني وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. ينسب الباب إلى كوكب المريخ وهو إله الحرب آريس عند اليونان. وعند الرومان مارس (Mars). سُمي باب الجابية نسبة إلى قرية الجابية القريبة من دمشق، وعلى مسافة تتجاوز مئة كيلو متر. وقيل أن اسمه اشتق من اللغة السريانية الشرقية أو اللغة العربية. أو تحوير لاسم جوبيتر كبير الآلهة. وهناك تداول خاطئ عن وجود ولية صالحة تدعى ستي جابية قربه، ولا يؤيد هذا القول أي مصدر أو مرجع.

كان للباب في العهد الروماني واجهة كبيرة وثلاثة مداخل. أوسطها أوسعها وأعلاها. ثم سُدّ المدخل الأوسط والشمالي وبقي الجنوبي. على هذا الباب نزل أبو عبيدة بن الجراح في 14هـ. وتصالح الروم مع العرب شرط الأمان وسلامة الناس والأملاك والكنائس.

ودخل أبو عبيدة دمشق صلحاً من الغرب بينما دخل خالد بن الوليد بنفس الوقت من الشرق ولكن حرباً وقتالاً. والتقى الاثنان في المقسلاط في منتصف الشارع المستقيم، قرب سوق الصوف حالياً. أو ربما كان قرب مئذنة الشحم بعد البزورية في الشارع المستقيم أو ربما قرب كنيسة المقسلاط قرب درب الريحان أو عند كنيسة مريم. واتفقا على أن دمشق فُتحت من الشرق حرباً ومن الغرب صلحاً. وأثناء هذا الحصار تُوفي الخليفة أبو بكر وتولى عمر بن الخطاب. الذي كتب إلى أبي عبيدة يعزيه بوفاة أبي بكر ويستنيبه على من بالشام. على أن يستشير خالد في الحرب. ولكن أبو عبيدة لم يُظهر الكتاب حتى انتهى الحصار خوفاً على خالد من الإحباط.

في العهد الأتابكي أُعيد بناء هذا الباب أيام نور الدين زنكي. وأُنشئت باشورة قربه، لها باب بجانب باب جامع السنانية وعلى الباب كتابة تذكر نور الدين وعام 567هـ.

وفي العهد الأيوبي جُدّد الباب، ونُقش عليه تاريخ ذلك واسم مجدده الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل وحكمه كان بين 516هـ-624هـ/1218م-1227م. وفي العهد المملوكي 687هـ جدّده الشيخ ناصر الدين بن عبد الرحمن المقدسي وأصلح الجسر الذي تحته. وفي أواخر 699هـ وخلال حصار التتار وعلى رأسهم قائدهم غازان، هرب المساجين من حبس قرب باب الجابية فكسروا باب السجن ثم حطّموا أقفال باب الجابية وهربوا خارج دمشق.

حضر السلطان برقوق المخلوع ليدخل دمشق خلسة عام 792هـ، وعبر برجاً قرب الباب اعتقد أنه خرب ولكنه وجده سليماً. وكان نائب الشام جزدمر قد أمر ببنائه على ضوء الشموع في ليلة واحدة ليمنعه من دخوله. وتَقاتل الطرفان قتالاً مريراً عنده.

باب توما:
هو أحد أبواب دمشق الرومانية، ويُعتقد أنه شُيّد على أنقاض باب يوناني، وهو بدوره أُنشئ على أنقاض باب آرامي. بعد احتلال اليونانيين لدمشق بنوا هذا الباب، وسمّوه بباب كوكب الزهرة، وتمثله إلهة الحب والجمال والجنس أفروديت (Aphrodite) ومعنى اسمها «الوردة الفرحة». والرومان سموه باسم الربة فينوس (Venus) المرادفة لديهم لأفروديت. وحينما حكم البيزنطيون، وكانت المسيحية قد أُدخلت إلى المنطقة على يد الإمبراطور قسطنطين الأول في القرن الرابع الميلادي، أطلقوا على الأبواب أسماء القديسين. وهكذا صار اسم الباب باب توما نسبة إلى القديس توما أحد تلامذة السيد المسيح. وفي أيام الإمبراطور البيزنطي هرقل كان اسم زوج ابنته توما وكان والياً وبطريركاً لدمشق فأمر بتقوية وترميم باب توما فنُسب إليه الباب خطأ. وكانت مهرجانات عيد القديس توما تُقام عنده.

نزل عليه عمرو بن العاص عند الفتح العربي (14هـ/634م). وقيل بل شرحبيل بن حسنة. وفي العهد الأموي شُيّد عبد الله بن درّاج كاتب معاوية برجاً، عُرف باسم برج الدراجية، زالت آثاره، وأثناء الحصار العباسي نزل على هذا الباب حميد بن قحطبة.

رمّمه نور الدين زنكي، وأقام عنده مسجداً، ورفع فوق الباب مئذنة، كما فعل مع بقية أبواب المدينة. وحينما نُظمت المنطقة في بدايات الاحتلال الفرنسي، أزيل المسجد والمئذنة حسب ما ارتأى المهندس الفرنسي إيكوشار.

في العهد الأيوبي، أعاد الملك الناصر داوود بن الملك المعظم عيسى بناءه، ونقش على عتبته من الداخل نصاً يؤرخ ذلك. في العهد المملوكي أمر نائب الشام تنكز بإصلاح الباب. فجُدّدت حجارته، ورُفع مدخله، ونُقش على عتبته من الخارج ما يؤرخ ذلك. ارتفاع الباب الحالي 438سم وعرضه 322سم وسماكته 7م. قاعدته من الأحجار الرومانية الضخمة. كان أمامه جسر روماني فوق النهر، ولكنه أزيل فيما بعد.

باب السلامة:
ويعرف أيضاً باسم باب السلام. وهو باب إسلامي من العهد الأتابكي. بناه السلطان نورالدين زنكي خلال حكمه (549-569م). وسمي باب السلامة لأن الخطر منه ضعيف بسبب النهر والمزارع. وهناك تضارب في المعلومات حول هذا الباب.

فوق الباب عتبة طويلة هي بالأصل عامود روماني كُتب عليه اسم الملك الأيوبي الملك الصالح أيوب الذي جدّده عام 641هـ. وعلى عضادة الباب الشمالية، التي يجري النهر من تحتها مرسوم مملوكي طُمست كتابته، وذهبت أكثر حروفه، وله قوس عربية مدببة، وقامت مديرية الآثار بترميمه في الأربعينات.

باب الفرج:
إسلامي، يقع في شمال دمشق. غرب باب الفراديس. بناه نور الدين زنكي خلال سنوات حكمه (549-569م). أي من العهد الأتابكي وسُمي باب الفرج تفاؤلاً بالفرج بعد فتحه. باب الفرج حالياً مزدوج، الداخلي محاذي للسور، عضادته اليسرى عليها نقش يؤرخ رمضان 639هـ حينما جدّده الملك الأيوبي الملك الصالح أيوب. ارتفاع الباب 381سم وعرضه 305سم. قامت مديرية الآثار بترميمه. والخارجي ملاصق لنهر بردى. أُعيد بناؤه في القرن الخامس عشر، في العهد المملوكي. وهو ضخم ومستطيل، فوقه عتبة وكتابة مطموسة. أمام الباب عضادتان يعلوهما قوس، سقطت من مكانها. وعلى كل من العضادتين يوجد رنك مملوكي نُقشت فيه زهرة الزنبق، وكانت شعار نور الدين. جدّد سيف الدين أبي بكر بن أيوب باب الفرج عام 606هـ.

عُرف باب الفرج في العهد العثماني باسم باب البوابجية لوجود سوقين لصنع البوابيج هناك. وحالياً يدعى باب المناخلية لوقوعه في سوق المناخلية.

أمام الباب الخارجي كان هناك جسر باب الفرج على نهر بردى، بُني أيام المماليك عام 736هـ. وإلى جانب الباب الخارجي، يوجد مسجد باب الفرج. وكان فوق مدخله مرسوم سلطاني.

بين الباب الخارجي والداخلي توجد طاحونة باب الفرج. وجداراها الشمالي والغربي من جسم السور نفسه، وفيها مرامي للسهام.

باب النصر:
إسلامي، لا وجود له اليوم. كان موقعه قرب مدخل سوق الحميدية غرب سوق الأروام الحالي الكائن في الحريقة ويعتقد أنه بُني في العهد السلجوقي أواخر القرن الخامس الهجري. كان يوجد قربه خمسة أنهار. وكان اسمه باب الجنان لأنه يُطل على بساتين وحقول ومروج. منها حكر السمان ووادي البنفسج والمرج الأخضر والشرفان والشقراء والبهنسية والنيربين والخلخال والمنيبع والجبهة والربوة وغير ذلك.

كان في فترة ما مسدوداً ثم فُتح. ربما سُدّ أيام نور الدين زنكي، أثناء الحروب الصليبية، وأُعيد فتحه في العهد الأيوبي. أو في العهد المملوكي، أُطلق على الباب اسم (باب السعادة نسبة إلى دار الحكم القريبة منه. وفي العهد العثماني تحول اسمه إلى باب السرايا لأنه قرب سرايا الحكم، في مكان القصر العدلي حالياً. وفي عام 1863م، أزاله والي الشام العثماني محمد رشدي باشا لتوسيع مدخل سوق الحميدية، أيام السلطان عبد الحميد الثاني.

مواضيع ذات صلة: