التشكيلي شاهين عبد الله يعرض في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق

16 كانون الأول 2010

تهيمن شخوص الفنان شاهين عبد الله على معرضه الأخير في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق جامعاً في تجربته الأخيرة بين عدة أنماط وأساليب فنية مختلفة، ما بين أعمال الكولاج مستفيداً من تقنية الطباعة ولوحاته الكلاسيكية وما بين التجهيز الفراغي، ليشكل فضاء من المتعة البصرية عبر شخوصه المتذبذبة ما بين الأمل والانكسار، وذلك في محاولة لترجمة الغربة كحالة إنسانية شعورية حقيقية يعيشها الفرد ضمن عالم غريب موحش تقطعها لحظات تأملية عساها تفلح في كسر رهبة عزلة قسرية تعيشها الإنسانية جمعاء، ليأتي دور الموسيقى في بعض الأعمال التجهيزية لتكريس هذه الحقيقة الكاشفة لدواخل المشاهد والمتلقي لأعمال الفنان شاهين عبد الله. فحكاية هذا الفنان ما هي إلا حكاية قديمة قِدم المعمورة الشاهدة على حكاية نُسجت من حقيقية الإنسان وغربته التي تبدأ ببدايته وتنتهي بنهايته.

ومن جهة أخرى ينتهج الفنان شاهين أسلوب القطع ضمن سياق بناء عمله الفني كمنهج اتبعه منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2004، متماشياً مع موضوعاته المختلفة والتي تميزت في معرضه الأخير في المركز الثقافي الفرنسي بجرأة الطرح من حيث أسلوب التكنيك وأسلوب الصياغة اللونية المختلفة حسب موضوع اللوحة، ليكتمل الجزء مع الكل في توليفة لونية متأنية مشغولة بعناية فنان. وهذا ما يشهد عليه الحضور الكثيف لمعرضه والمعنون بـ «غرباء»، والذي افتتحه السفير الفرنسي بدمشق السيد إيريك شوفالييه، إضافة لمعاون السفير والمستشار الثقافي في السفارة الفرنسية، وحشد كبير من الشباب التشكيلي السوري التواق لرؤية الجديد، وغياب واضح للجيل التشكيلي الأسبق، كما ميز المعرض حضور الإعلام الفرنسي متمثلاً بالقناة الفرنسية الخامسة TV 5 التي أعدت ريبورتاجاً خاصاً عن الفنان شاهين ونتاجه التشكيلي الجديد.

أما النقطة الثانية والمميزة في معرض الفنان شاهين عبد الله فكانت وجود أعمال تجهيز فراغي وعن ذلك يقول لـ «اكتشف سورية»: «أعتبر أن هذا المعرض بمثابة معرض تجهيز فراغي من حيث تكنيك العمل إضافة لإدخال بعض القطع الموسيقية التي رافقت عملية البناء الأولى لهذه الأعمال، وذلك لخلق حالة شعورية خاصة، تجمع ما بين المشاهد وجوهر هذه الأعمال».

وعن رسم فضاء المكان يقول الفنان شاهين: «كما قلت سابقاً هو معرض تشكيلي جُهز فراغياً، وقد قمت بتوزيع الأعمال وترتيبها بطريقة مدروسة، وذلك لخلق التأثير المراد على شخصية المتلقي، وهنا أود تنبيه الفنان التشكيلي برسم فضاء المكان الذي سيحوي أعماله الفنية، وأن لا يترك هذا الأمر للصدفة البحتة، فبالنسبة لي قمت باختيار الثقافي الفرنسي مكاناً للمعرض بعد دراسة مستفيضة لأبعاد المكان والذي يجب أن يتوافق مع رؤيتي الخاصة لماهية وخصوصية هذه الأعمال وخاصة أعمال التجهيز التي يختلف تأثيرها البصري بحسب مكان وزاوية الوقوف».

وعن حضور الجسد والبورتريه بأشكاله المختلفة وألوانه المتناقضة وحدوده المتباعدة ضمن فضاء اللوحة، يضيف: «منذ أيام التخرج وأنا أعمل على الجسد أو البورتريه بكل تنوعاته، ضمن شرط التجريب المستمر، أما عن الألوان المستخدمة ضمن هذه المساحات الكبيرة فهي محاولة للتعبير بساطة الحياة، مُبتعداً عن الأسلوب التجميلي، ومُفسحاً المجال للتواصل البصري، إضافة لخلق نقاش حقيقي يجمع ما بين هذه الأعمال والمشاهد».


وعن أساليب الطرح الجديدة التي ينتهجها شباب التشكيل السوري وتناقضها من جهة أخرى مع بعض التجارب الأقدم يضيف التشكيلي شاهين: «التجارب التي سبقتنا هي كلاسيكية الطرح، وهذا لا ينفي قوتها وتأثيرها الكبير، إضافة لوجود الكثير من المقلدين التشكيليين، فالفنان الكبير فاتح المدرس أغنى الوسط الفني السوري بأهم الأعمال التشكيلية، فقُلد بمليون طريقة من الجيل الذي لحقه، والفنان لؤي كيالي ناله نفس نصيب من التقليد، وغيرهما الكثير من الفنانين السوريين الرواد الذين أسهموا في تشكيل سمات خاصة بالتشكيل السوري، أما اليوم وفي نفس التوقيت فقد أسهم التطور التكنولوجي بفتح مجال واسع والاطلاع على النتاج العالمي، والذي نتج عنه الكثير من أشكال التعبير الفني، لذا أصبح من المستحيل تحديد عمل الفنان التشكيلي السوري وهو الفنان الخصب والمجتهد بوجود رعاية خاصة من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد».

يذكر أن معرض الفنان شاهين عبد الله مستمر لغاية يوم الأحد 16 كانون الثاني 2011،
كما سيكون هناك تقديم للمعرض بصحبة الفنان يوم الثلاثاء 21 كانون الأول عند الساعة السابعة مساءً.

الفنان التشكيلي شاهين عبد الله في سطور:
شاهين العبد الله خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2004، قسم التصوير، يُدرّس حالياً مادة الرسم في قسم الإعلام والديكور في كلية الفنون الجميلة، وفي الجامعة العربية الخاصة.

قدم أعماله الفنية بوسائط متعددة: التصوير، فن الفيديو، التجهيز، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية منها مشروع «خارج الدائرة» بين فنانين من سورية ومصر برعاية المبادرة الشبابية «الفن الآن» ومشروع «صورتي» أمستردام بالمشاركة مع الفنانين مارتن رينس وأنيتا ميزراحي في أمستردام 2008، كما شارك في مهرجان أوتريخت للفيديو آرت في هولندا 2009، بالإضافة إلى مشاركته في مسابقات شباب أيام 2007، ومن معارضه الفردية نجد: في غاليري أتاسي دمشق 2008، أمستردام 2009، معرض قهوة للفنانين لندن 2010، مركز شيل دمشق 2010.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

من أعمال التشكيلي شاهين عبد الله في الثقافي الفرنسي	من أعمال التشكيلي شاهين عبد الله في الثقافي الفرنسي	من أعمال التشكيلي شاهين عبد الله في الثقافي الفرنسي

بقية الصور..