بدء أعمال الندوة الفكرية: المسرح والشباب

29 تشرين الثاني 2010

بدأت أعمال الندوة الفكرية «المسرح والشباب»، والتي ينظمها مهرجان دمشق للفنون المسرحية الخامس عشر في فندق الشام بدمشق، أمس الأحد 28 تشرين الثاني 2010.

وكالة الأنباء سانا ذكرت أنّ الدكتور أحمد قارصلي قد بيّن أن سبب اختيار محور الندوة حول المسرح والشباب يكمن في أنّ المسرح في الوطن العربي يمرُّ بمرحلة حرجة وحساسة، إضافةً إلى المنافسة القوية التي تؤثر على مكانته ووجوده؛ مبيناً أنّ هذه المنافسة تكمن في مستقبل المسرح الذي يقع على عاتق الشباب المسرحيين الذين يشكلون الضمانة لإخراج المسرح من أزماته، وعودته ليكون فاعلاً على الصعيد الفني والفكري والثقافي وموجوداً في ذاكرة الثقافة الوطنية.

وقد ركزت الدكتورة ميسون علي في مداخلتها على الموضوعات التي يتناولها الشباب في نصوصهم، وتصديهم لكسر التابوهات؛ مشيرةً إلى أنّ البحث عن هوية المسرح لم يعد هماً لديهم بأن يكون هوية قومية أو محلية بل صار المسرح نفسه وسيلة إبداعية فنية لطرح الأسئلة عن الهوية. وخلصت إلى القول أنّ النص المسرحي الشاب يحاول تقديم الجديد على صعيد البنية الفنية، رغم تأثره بالإشكال الفنية المعروفة في المسرح الأوروبي، ولكنهم حاولوا تقديم ما يخصهم أو شكلوا خصوصيتهم.

كما تطرق الباحث اللبناني طلال درجاني لدور المخرج الشاب وأبعاد مشروعه الفني والفكري بلغة اكاديمية وعلمية ونقيضه ومعاكسة لأكثر لغات المسرح السائد اليوم في الوطن العربي، القائمة على اللغة التجارية غير الثقافية واللغة المبتذلة والسطحية جداً التي تهدف إلى تسخيف الإنسان والمفهوم الإنساني للحياة اليومية.

بينما رأى الباحث المغربي يونس الوليدي أنّه عندما يثور المسرحيون الشباب العرب على النص الدرامي وعلى الجيل السابق من المؤلفين المسرحيين العرب، لابدًّ له من معرفة كلاسيكيات المسرح، وأهم مدارسه وتجاربه والدور الذي يلعبه كلّ من المفكر والروح والجسد في المسرح، ليستطيع بذلك المسرحيون الشباب أن يشيدوا مسرحاً يحمل همومهم وآراءهم ومواقفهم، دون أن يفقدوا اتصالاتهم مع المبدعين السابقين ومع إنسانيتهم. واستعرض الوليدي نماذج لعدد من التجارب الشابة العربية في سورية والمغرب وتونس ومصر وقطر والكويت وغيرها من الدول العربية، التي ترى ضرورة في التخلص من حضور النص الدرامي وسيطرة جيل المؤلفين الدراميين العرب من خلال اللجوء إلى الاقتباس أو المونتاج أو الكولاج والاعتماد كذلك على المخرج وحده ليصبح المتحكم الوحيد في دفة العرض وفي أجساد الممثلين.

أما الفنانة نورا مراد فرأت أنّ الجزء الأكبر من العمل الثقافي المستقل بشكل عام وبشكل خاص منوط بفرص التمويل المتاحة وبالآليات المتبعة لتمويل المشاريع المطروحة؛ مشيرةً إلى غياب سياسة ثقافية معلنة في أغلب الدول العربية لطرح أجندة واضحة يتم من خلالها تفعيل وتنظيم آليات العمل الثقافي المستقل. واعتبرت مراد أن تنشيط عمل المسرحيين الشباب هو مسؤولية جماعية يحمل الشباب أنفسهم الجزء الأكبر منها، من خلال مثابرتهم على تحسين نتاجهم من الناحيتين الفكرية والفنية، ومن حيث قدرتهم على تغيير الكثير من المفاهيم والآليات التي تعرقل العملية المسرحية.

من جانبها أوضحت الفنانة رغداء الشعراني في مداخلتها أنّه قبل إطلاق هذه التسمية على المسرح يجب دراسة حقوقها وواجباتها؛ مبينةً أنّ إطلاق هذه التسمية على الشباب تأتي لأنّ مسرح الشباب يعامل إلى الآن على أنّه مسرح مستقل وبداية ضعيفة لمسرح الكبار وخاضع لتنظير وتقييم الكبار. وقد أشارت إلى أنّ الخروج من هذه الإشكالية يتطلب التعامل مع المسرحيين على أنهم مسرحيون بغض النظر عن العمر والخبرة.

وتناقش الندوة على مدى يومين، بمشاركة باحثين ومخرجين وممثلين من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، عدداً من المحاور تتضمن قضايا المسرح، عبر رصد واقعه بين أيدي الجيل الشباب والمشروع الفني والفكري الجديد، إضافةً إلى إشكالات التمويل بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الريعية والراعية، والأشكال الفنية الجديدة التي يقترحها المسرح الشاب ومعايير التقييم الجديدة وإمكانية وضع أسس نقدية لتصنيف المسرح الشاب.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق