الرئيسان الأسد وخريستوفياس: العلاقات بين سورية وقبرص تاريخية

05 تشرين الثاني 2010

ومبنية على المصالح المشتركة والدعم المتبادل في القضايا الوطنية

اعتبر الرئيسان الأسد وخريستوفياس في مؤتمر صحفي مشترك يوم الجمعة 5 تشرين الثاني 2010 عقب المباحثات أن العلاقات بين البلدين تاريخية ومبنية على المصالح المشتركة والدعم المتبادل في القضايا الوطنية مؤكدين أهمية الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للبلدين لتعزيز علاقاتهما والدور المهم الذي تلعبه سورية في المنطقة والدور القبرصي في أوروبا.

وشدد الرئيسان على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الاستثمارات المتوسطة والصغيرة والطاقة البديلة وخدمات المصارف والسياحة والنقل والتعليم والاتصالات وفي مجال القطاعين العام والخاص.

واتفق الرئيسان على أن حل قضية الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم إلا بالاستناد إلى مبادىء الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإعادة الجولان المحتل إلى سورية. وأكد الرئيسان على الحوار والحل السلمي للقضية القبرصية.


وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن السيد الرئيس قد عبر عن سعادته بأن يكون أول رئيس سوري يقوم بزيارة جزيرة قبرص ليقوم مع الرئيس الصديق خريستوفياس بإعادة الألق والوهج لهذه العلاقة التاريخية المبينة على الصداقة.

وأضاف الرئيس الأسد: سورية وقبرص بلدان جاران يتشاطران البحر وجمال الطبيعة والتاريخ العريق والعلاقة بينهما تحمل خصوصية موجودة بين أي بلدين جارين بنيا علاقات تاريخية قديمة على المصالح المشتركة وعلى الدعم المتبادل في القضايا الوطنية مشيراً إلى أن هذه العلاقة بدأت منذ أيام الفينيقيين منذ 1500 عام أو أكثر قبل الميلاد ولكنها تعززت فعلياً بعد الاستقلال من خلال العلاقة التي بنيت بين الزعيمين مكاريوس وحافظ الأسد.

وأضاف الرئيس الأسد «انطلقنا اليوم في المباحثات من الموقع المتميز في شرق المتوسط لكلا البلدين سورية وقبرص، قبرص في شرق المتوسط ولكنها الآن عضو في الاتحاد الأوروبي وهذا يعطيها ميزة مهمة جداً ويجعلها قاسماً مشتركاً بين المنطقتين من الناحية السياسية والجغرافية والثقافية والاقتصادية».

وقال الرئيس الأسد: «عملياً نحن في سورية مجاورون للاتحاد الأوروبي بشكل مباشر من خلال جوارنا لقبرص، وهذا الموقع يعطي قبرص ميزة داخل الاتحاد الأوروبي من خلال احتكاكها مع القضايا المعقدة والمشاكل الشائكة في منطقتنا وتأثرها المباشر بهذه القضايا، لذلك قبرص الآن هي الأقدر على حمل هذه الحقائق الموجودة في المنطقة ونقلها إلى طاولة المباحثات في الاتحاد الأوروبي لمساعدة نظرائهم الأوروبيين على فهم حقائق منطقتنا بدقة وبالتالي تفعيل الدور الأوروبي الذي نطالب به دائماً ونجاح المبادرات الأوروبية تجاه المنطقة».

وعبر الرئيس الأسد عن اتفاقه مع الرئيس خريستوفياس في موضوع ضرورة تحقيق السلام في المنطقة وان الطريق الوحيد هو المفاوضات بهدف تحقيق السلام الذي يعيد الأمور إلى طبيعتها في العلاقات بين الجميع لافتاً إلى أن موقف قبرص من عودة الجولان والالتزام بالشرعية الدولية مطابق للموقف السوري.

ووجه الرئيس الأسد الشكر للرئيس والحكومة القبرصية لموقفهما من الجولان، لأن قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي يصوت أو لا يصوت أو الحقيقة يمتنع عن التصويت بهذا الشأن معتبراً أن هذا يعني بكل وضوح أن الانتماء لتجمعات كبرى في العالم وهو شيء ضروري ومفيد لا يلغي الانتماء الأساسي لأي دولة ولا يلغي الانتماء الجغرافي ولا الانتماء لقضايا الشعوب التي تنتمي إليها.

وقال الرئيس الأسد: «تحدثنا في المباحثات المغلقة عن القضية القبرصية وخاصة بعد المبادرة الأخيرة التي أخذها الرئيس خريستوفياس لحل هذه القضية، واطلعت من خلال شرح الرئيس خريستوفياس على مضمون هذه المبادرة التي تبنى على الحل السلمي وعلى المفاوضات، ونحن نتفق في القضايا الوطنية المشتركة حول نفس الأسلوب بالحل بغض النظر عن اختلاف التفاصيل، وأن بناء الثقة ضروري لنجاح مثل هذه المبادرة».

وأشار الرئيس الأسد إلى أن زيارة الرئيس خريستوفياس إلى سورية العام الماضي دعمت العلاقات الثنائية ولكنها ما زالت متواضعة وأن الحل يكون من خلال تفعيل اللجنة المشتركة وتوقيع هذه الاتفاقيات كمرحلة أولى لافتاً إلى اجتماع مجلس رجال الأعمال غداً الذي عليه استثمار الاتفاقيات التي تم توقيعها.


وقال الرئيس الأسد إن النقل البحري ربما لا يكون مجدياً الآن باتجاه نقل البضائع ولكن لا بد من العمل على تأسيس خط لنقل المسافرين والتركيز على الاستثمار في مجال خدمات المصارف والسياحة والاستثمارات المتوسطة والصغيرة وفي مجال الطاقة البديلة.

وأضاف الرئيس الأسد: «نستطيع أن نكون جسراً طبيعياً بين الشرق والغرب بشرط أن ننزل بالعلاقات بين البلدين إلى المستوى الشعبي وفي كل المجالات».

بدوره عبر الرئيس خريستوفياس عن سعادته بزيارة الرئيس الصديق بشار الأسد والسيدة عقيلته والوفد المرافق معتبراً أن هذه الزيارة هي أمانة خاصة وتاريخية لكونها الأولى لرئيس سوري إلى جمهورية قبرص مذكراً بالزعيمين التاريخيين الكبيرين حافظ الأسد واسكوفا مكاريوس اللذين وضعا أسس العلاقات وساهما في رسالة التنمية وتوطيد العلاقات الثنائية والصديقة بين البلدين.

وأضاف الرئيس خريستوفياس إن قبرص وسورية ملتزمتان بمبادئ القيم كتطبيق الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة والوحدة الإقليمية والسيادة الوطنية ولدينا هدف مشترك في دعم الحل السلمي للخلافات بين الدول.

وقال الرئيس خريستوفياس: خلال المباحثات أطلعت الرئيس الأسد على آخر تطورات القضية القبرصية ووضعته بصورة حزمة المقترحات التي قدمتها مؤخراً لدعم عملية المفاوضات وشرحت له تفاصيلها وأبدى اهتمامه الكبير جدا واشكره على هذا الاهتمام.. وأكدت مجدداً التزامنا بالتوصل إلى حل عادل يعيد توحيد الدولة والشعب والمؤسسات والاقتصاد على أساس مبادئ الشرعية الدولية وصولاً إلى دولة تتمتع بسيادة وشخصية دولية وجنسية واحدة وتتسم بالاحترام التام لحقوق الإنسان لجميع مواطنيها مضيفاً.. أكدت للرئيس الأسد الاستمرار في الجلوس معا الى مائدة المفاوضات بنية حسنة وبمقترحات تدعم العملية السلمية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية قال الرئيس خريستوفياس: ناقشنا مع الرئيس الأسد سبل تطويرها وتعميقها وكذلك سبل الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للبلدين والدور المهم الذي تلعبه سورية في العالم العربي وقبرص في أوروبا واتفقنا على العمل المشترك والتعاون في مجالات العمل والاستثمارات المشتركة والسياحة والمنشآت والطاقة والمواصلات والتعليم والخدمات والاتصالات ومجالات أخرى في القطاعين العام والخاص.

واعتبر الرئيس خريستوفياس أن التوقيع اليوم على خمس اتفاقيات والتزام الطرفين باستكمال المفاوضات في أسرع وقت ممكن على الاتفاقيات المتبقية خطوة مهمة في هذا الاتجاه.


وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية وخصوصا القضية الفلسطينية قال الرئيس خريستوفياس: أتيحت لي الفرصة أن أكد مجددا موقف قبرص الثابت في دعم المحاولات لإيجاد حل لقضية الشرق الأوسط على أساس مبادئ الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة والعمل لبناء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش ومتكاملة الأراضي في الوقت الذي نقف فيه ضد الاستيطان في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وإقامة الجدار العازل وكذلك ضد أي إجراءات تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني وتؤكد نضاله من أجل الاستقلال.

وعبر الرئيس خريستوفياس عن دعم بلاده لمحاولات إيجاد حل لقضية الشرق الأوسط على أساس مبادئ الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس خريستوفياس دعم بلاده للحل الشامل لقضية الشرق الأوسط معتبراً المبادرة العربية للسلام حجر الزاوية لإرساء السلام في المنطقة.. وقال لا يمكن أن يعم السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط إلا باحترام وقبول قرارات مجلس الأمن من جميع الأطراف وبالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك حل لقضية الشرق الأوسط دون إعادة الجولان المحتل لسورية.

واعتبر الرئيس القبرصي أن تقليد اليوم للرئيسين بالقلادة العليا للبلدين دليل آخر للصداقة والعلاقات الممتازة والمتميزة بينهما.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الاستقبال الرسمي للسيد الرئيس في القصر الرئاسي بنيقوسيا

الاستقبال الرسمي للسيد الرئيس في القصر الرئاسي بنيقوسيا

الاستقبال الرسمي للسيد الرئيس في القصر الرئاسي بنيقوسيا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق