انطلاق فعاليات الملتقى الثاني للشباب السوري المغترب

08/01/2010

انطلقت فعاليات «الملتقى الثاني للشباب السوري المغترب»، الذي تقيمه وزارة المغتربين بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة واتحاد شبيبة تحت عنوان: «سورية وطني وجذوري»، حيث قام المهندس محمد ناجي عطري -رئيس مجلس الوزراء-، بافتتاح الملتقى اليوم 1 آب 2010، وذلك بمشاركة 100 شاب مغترب في 13 دولة في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا.

هذا وقد أكد المهندس عطري، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء سانا، على أهمية الملتقى لتوثيق صلات المغتربين بأرض الآباء والأجداد، والارتباط بتراب الوطن، وتعميق وشائج التواصل مع تاريخ الأمة وتراثها الثقافي، ورسالتها الحضارية والإنسانية، والاطلاع على الإنجازات التي يحققها الوطن الأم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى ما تحظى به قضية الاغتراب من أولوية متقدمة واهتمام عالي المستوى ضمن إستراتيجية العمل الحكومي، انطلاقاً من رؤية السيد الرئيس بشار الأسد وتوجيهات سيادته الرامية إلى توطيد جسور التواصل بين أجيال المغتربين ووطنهم سورية، وهو ما تمّت ترجمته عبر إحداث وزارة خاصة تعنى بشؤون المغتربين، وفي خطّط عملها وبرامجها والنشاطات التي قامت بتنفيذها في مجال الاغتراب بالتعاون والتنسيق مع العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية والهيئات والمجالس الاغترابية.

ولفت المهندس عطري إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأسد مؤخراً إلى مجموعة من دول أميركا الجنوبية، وهي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى مواطن الاغتراب، وما تخلّل هذه الزيارة من لقاءات مع قادة هذه الدول ومع الفعاليات السياسية والاقتصادية وعلى وجه الخصوص، تلك التي كانت مع الجاليات العربية المغتربة التي حققت النجاحات ونالت احترام وإعجاب أبناء المجتمعات التي تعيش فيها، معبّراً عن الاعتزاز بدور الجاليات السورية في بناء جسور التواصل وتعزيز قاعدة التعاون بين هذه البلدان ووطنها سورية وتقوية العلاقات والروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية وخلق قواسم ومواقف مشتركة فيما بينها.

وقال رئيس مجلس الوزراء: إنِّنا نطمح إلى أن يكون هذا الملتقى، بما يضم من فعاليات اجتماعية ونشاطات ثقافية وزيارات وجولات سياحية، محطّة هامة لترسيخ الصلات وبناء الصداقات بين شباب الوطن مقيمين ومغتربين، تفتح أفاقاً واسعة من المعرفة والاكتشاف، ووسيلة يتاح من خلالها التعرف عن كثب على ملامح الحياة والمجتمع ومجالات التقدم التي تعيشها سورية في الميادين الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وما تشهده من انجازات كبيرة في المجالات العلمية والتعليمية والصحية والخدمية.

وأضاف المهندس عطري أنّه على الرغم من الضغوط والتحديات التي فرضت عليها جراء تمسكها بثوابتها الوطنية والقومية، فإنِّ سورية تمكّنت خلال السنوات العشر الماضية من تحقيق مزيد من الإنجازات الاقتصادية والتنموية والنجاحات السياسية، وتبوأت مكانة مرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية، وأجهضت المشاريع والمخطّطات المشبوهة التي كان يراد فرضها من الخارج بهدف تكريس شرق أوسط جديد يتوافق ومطامع إسرائيل ومصالح قوى الهيمنة العالمية الرامية إلى تفتيت المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها بغية التحكم بشؤونها والسيطرة على مقدراتها ونهب خيراتها وثروات شعوبها.

وأكّد رئيس مجلس الوزراء أنّ وجود الشباب المغترب في سورية سيشكل تجربة غنية لاكتشاف ما يزخر به وطنهم من كنوز الحضارات، وثراء وجمال اللغة العربية، وغنى الثقافات وشوامخ الأوابد والعمران، وروائع الفنون وملاحم الأدب والشعر، ونفائس الحرف والصناعات، ما يعطى الحق لكلّ سوري مقيم أو مغترب أن يتباهى برصيد سورية الحضاري والثقافي، ويؤكد في ذات الوقت صدق تلك المقولة التي أطلقها رجل أنصف سورية وأحبّها لذلك ألا وهو أندريه بارو -مدير المتحف الفرنسي-، الذي قال: لكلّ إنسانٍ في العالم وطنان الوطن الذي يعيش فيه وسورية.

وقال المهندس عطري: إنّ اعتزازكم بالبلاد التي تعيشون وتقيمون فيها لا يتقاطع أو يتعارض بحال من الأحوال أبداً مع شعوركم بالزهو والاعتزاز بالانتماء إلى وطن عظيم يملك كلّ هذا الرصيد الحضاري الذي تمتلكه سورية، الأمر الذي يدعونا إلى تأكيد أهمية الفائدة المرجوة من هذا الملتقى وما ننشده من أهداف وغايات. ونحن على ثقة أنكم ستحملون عند عودتكم إلى بلدانكم وأسركم صورة سورية (أيقونة حبّ وانتماء)، وستكونون اللسان المعبر عن قضايا وطنكم وأمتكم العربية، واليد المدافعة بقوة عن الحقوق العربية المتمثلة في استعادة الجولان السوري المحتل، ودعم أهلكم الصامدين فيه الذين يتحدون الاحتلال ويتمسكون بعروبتهم وتحررهم وعودتهم إلى وطنهم الأم سورية، والمتمثلة كذلك بعودة الأراضي العربية المحتلة، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة في العودة إلى أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي غير الإنساني المفروض على غزة.

وفي ختام كلمته دعا رئيس مجلس الوزراء المشاركين إلى تكرار زيارة سورية والمساهمة في دعم عملية التنمية الشاملة والمستدامة فيها، مشدداً على ضرورة تعلم اللغة العربية ونشر ثقافتها، لأنّها العامل الأهم في بناء شخصية الأمة وتقوية الروابط والصلات بين أبنائها، وعلى أن الحكومة لن تتوانى في تقديم أيّ جهدٍ يصبّ في هذا الاتجاه لبناء عالم يؤمن بقيم الحوار والتفاهم.

هذا وقد أكّدت نور الشوا -المغتربة السورية في إسبانيا في كلمةٍ باسم الشباب السوري المغترب أنّ الملتقى يعبّر عن مدى اهتمام سورية قيادة وحكومة بأبنائها الشباب، وما تعلقه من آمال في بناء مستقبل واعد لوطن نحيا على حبّه والوفاء له. وأشارت إلى أن الوجود الكبير للشباب السوري المغترب في الملتقى، هو تعبير عن مدى محبّتهم وتعلقهم بوطنهم الأم سورية، وما في نفوسهم من رغبة صادقة ليبقوا على تواصل دائم وفاعل معه والذي يفخرون بالانتماء له.

وعرض خلال الافتتاح فيلم بعنوان «سورية وطني وجذوري»، الذي يسلّط الضوء على بعض المعالم التاريخية والأثرية والسياحية في سورية.

ويتضمن الملتقى جلسات حوار ومناقشات بين الشباب المغترب والمقيم من الفئة العمرية ما بين 18 إلى 25، ولقاءات مع عدد من المنظمات والهيئات والجمعيات الأهلية، إضافةً إلى جولات ميدانية للاماكن والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية في كلٍّ من دمشق وحلب وحمص وتدمر وزيارة إلى مدينة القنيطرة المحررة للاطلاع على آثار التدمير الإسرائيلي المتعمد للمدينة.

ويهدف الملتقى، الذي يستمر لغاية 7 آب 2010 إلى خلق حالة من التفاعل البناء بين شباب الوطن المقيمين والمغتربين، وفتح آفاق للنقاش وتبادل الأفكار والآراء، لإغناء تجاربهم وتعريفهم بالتطورات التي حققتها سورية في مختلف ميادين الحياة الاقتصادية والثقافية والتعليمية.

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق