انطلاق فعاليات ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي السادس في دمشق

الملتقى سيناقش العديد من القضايا المتعلقة بالسياحة وفرص الاستثمار

انطلقت فعاليات «ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي السادس» تحت عنوان: «المنتجات السياحية فرص متجددة للاستثمار والتنمية السياحية في سورية»، مساء يوم أمس الثلاثاء 27 نيسان 2010، بمشاركة رجال أعمال وشركات استثمارية من 15 دولة.

وكالة الأنباء سانا ذكرت أنه سيتم خلال الملتقى عرض 92 مشروعاً على أراض عائد ملكيتها لجهات عامة في الدولة، كمشاريع متوسطة وصغيرة من فئة 3 نجوم، إضافةً إلى مشاريع للمناطق المفتوحة كشواطئ ومناطق مفتوحة وفنادق إقامة وتدريب. وأضافت الوكالة أنّ المؤتمر سيناقش على مدى 3 أيام واقع المنتجات السياحية الواعدة كالسياحة البيئية، والأعمال والمؤتمرات والسياحة الداخلية، ودور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويتضمن الملتقى الذي يستمر 3 أيام عروض أفلام وجلسات حوار تركز على دور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والجهود الحكومية في سبيل التنمية الشاملة، واثر السياحة في ميزان المدفوعات، والإيرادات العامة للدولة وأهميتها في تنمية المجتمعات المحلية ودورها في إيجاد فرص عمل جديدة. كما يتضمن الملتقى افتتاح معرض للمشاريع السياحية وإقامة محاضرات عن المنتجات السياحية الثقافية والدينية والترفيهية الحالية ودورها في تحفيز الطلب السياحي والدور الحكومي في تلبية متطلبات تطور المنتج السياحي.

الحكومة حريصة على توفير مقومات بيئة استثمارية مثالية

هذا وقد أشار المهندس محمد ناجي عطري -رئيس مجلس الوزراء- في كلمته خلال الافتتاح، نقلاً عن سانا، إلى حرص الحكومة على توفير مقومات بيئة استثمارية مثالية من خلال عملية إصلاح شاملة طالت القطاعات الاقتصادية، والمالية، والتشريعية، والمصرفية، واتخاذ حزمة متكاملة من الإجراءات الإدارية، والقرارات النوعية، والمحفزات المالية التي شملت قطاع الاستثمار في جوانبه المتعددة، ومكونات الإنتاج، إضافةً للحوافز والتسهيلات والإعفاءات المتعلقة بالاستثمار السياحي والمشاريع والنشاطات السياحية. وقد بيّن أنّ هذه الإجراءات تضمنت إعفاء المنشآت الفندقية من الرسوم الجمركية على مستورداتها وإعفاءها من ضرائب الدخل مدة 7 سنوات، وزيادة مدة الإعفاء لتكون 10 في المنطقة الشرقية مع تخفيض على ضرائب الدخل بعد ذلك بنسبة 20 % في المناطق التنموية السياحية، ممّا أسهم في دفع عملية التنمية وتطوير بيئة الأعمال واستقطاب المشاريع الاستثمارية التنموية والسياحية.


وأضاف المهندس عطري في كلمته قائلاً: «إنِّ الإجراءات التي قامت بها الحكومة أدت إلى مضاعفة حجم التوظيفات الاستثمارية بشكل عام، ومضاعفة حجم الاستثمارات السياحية بشكل خاص، وتحسين بيئة الصناعة السياحية، وارتفاع مؤشرات الأداء السياحي من حيث ارتفاع معدل النمو السنوي لعدد السياح العرب والأجانب القادمين إلى سورية وتبوء سورية مواقع متقدمة على خارطة السياحة الإقليمية والدولية». وقد بيّن المهندس عطري أن إجمالي قيمة الاستثمارات السياحية الموضوعة في الخدمة بلغ نحو 4,4 مليار دولار، وإجمالي قيمة الاستثمارات قيد الإنشاء 3,6 مليارات دولار الأمر الذي يؤكد نجاعة الإجراءات الإدارية، والتسهيلات المحفزة التي منحتها الحكومة لقطاع السياحة، من خلال عمل المجلس الأعلى للسياحة، ونجاح خططّ وبرامج حملات الترويج السياحي، وحملات التسويق والمهرجانات الثقافية، والعروض الفنية والمسابقات الرياضية، والمشاركة في المعارض الدولية التي نظمتها وزارة السياحة، والتي عرفت شعوب العالم بما تمتلكه سورية من إمكانات وعناصر الصناعة السياحية، حيث تتوافر فيها مقومات السياحة الثقافية والبيئية والصحية وسياحة البادية والبحيرات والجزر النهرية. كما وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن أمله أن يحقق الملتقى خطوة نوعية تعزّز النتائج والمكاسب المتحققة خلال الملتقيات السابقة. وقد دعا إلى تقييم تجربة هذه الملتقيات والعمل على تطوير آليات العمل، ومعالجة العوائق التي اعترضت تنفيذ بعض المشاريع السياحية وتسريع الإجراءات، وابتكار الأساليب الجديدة في عرض المشروعات، حيث تشمل مطارح استثمارية سياحية متنوعة وجديدة تغطي جميع المناطق والمحافظات السورية، وتتابع أوضاع المشاريع المرخصة ميدانياً، بهدف انجازها ووضعها في الاستثمار وفق البرامج الزمنية المحددة لها.

كما ولفت المهندس عطري إلى أنّ الحكومة تخطّط ضمن توجهات الخطّة الخمسية 11 الى مضاعفة حجم الاستثمارات والتوظيفات الاستثمارية العامة والخاصة في جميع القطاعات بما فيها القطاع السياحي، لتصل الى أكثر من 87 مليار دولار، إضافةً إلى رفع مساهمة القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي فيها الى أكثر من 45 مليار دولار. وقد أوضح أنّ سورية ستكون مركز استقطاب تنموياً في المنطقة، وورشة عمل تستقطب رؤوس الأموال الباحثة عن فرص استثمار مضمونة ذات جدوى اقتصادية وعائدية ربحية. وجدّد المهندس عطري الدعوة للمستثمرين ورجال الأعمال لتوطين استثماراتهم في سورية، التي يتوافر فيها عامل الأمن والاستقرار، والقوة الاقتصادية، والموقع الجغرافي، واليد العاملة المدربة الخبيرة، والعمق التراثي والحضاري.

الملتقى يتيح المجال لمناقشة قضايا الاستثمار السياحي

وقد تحدث الدكتور سعد الله آغة القلعة -وزير السياحة- في كلمته عن الملتقى بوصفه مكان يتيح المجال لمناقشة قضايا الاستثمار السياحي، ووضع شركاء سورية في صورة واقع الاستثمار وعوامل نموه، والإجراءات المتبعة لإطلاق موجة جديدة من الاستثمارات السياحية المرتبطة بمنتجات سياحية جديدة مع عرض الأساليب الترويجية المعتمدة لكل منها. وأضاف وزير السياحة أنّ الحركة السياحية الوافدة إلى سورية تابعت نموها خلال عام 2009 مستفيدةً من الجهود الترويجية المكثفة، حيث ارتفع عدد السياح إلى 1ر6 ملايين سائح، وبزيادة نحو 700 ألف سائح عن عام 2008 أنفقوا 2ر5 مليارات دولار، وزاد عددهم بمعدل نمو وصل إلى 12 % أي بمعدل نمو قريب جداً من الوسطي العام السنوي لمعدلات النمو على مدى السنوات الست الأخيرة. وقد بيّن الوزير آغة القلعة أنّ تكلفة الاستثمارات السياحية قيد الإنشاء حتّى نهاية عام 2009، والتي يتوقع دخولها الخدمة تدريجيا حتّى عام 2014 تتجاوز قيمة الاستثمارات السياحية العاملة في الخدمة حالياً بنسبة 140 %، وأنّ الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في إقبال المستثمرين على الاستثمار السياحي، وخاصةً على المشاريع متوسطة الكلفة، فقد ارتفع عدد المشاريع السياحية التي تم ترخيصها عام 2009 إلى 116 مشروعاً، مقابل 82 مشروعاً في عام 2008 بمعدل نمو 41 % لافتا أنّ 63 فندقاً تضم نحو 6000 سرير يتوقع دخولها الخدمة خلال عام 2010.

هذا وأشار وزير السياحة الى أنّ وزارة السياحة وبالتعاون مع الجهات العامة قامت بتحديد 72 موقعاً مختاراً حققت المعايير المطلوبة، واشترطت ألا يكون عليها أي إشغالات تعوق استلامها مباشرة من المستثمر الذي يرسو عليه العرض، وبكلفة إجمالية استثمارية بلغت 900 مليون دولار. وقد لفت إلى عرض 4 مناطق تطوير متكاملة ومنطقة تطوير سياحي كبرى، إضافةً إلى 20 مشروعاً محدود الكلفة للشواطئ والمناطق المفتوحة للمواطنين مجاناً.

وأوضح وزير السياحة أنّ الملتقى سيعرض منتجات سياحية جديدة، وخاصةً خارج المدن كالسياحة الجبلية، والتي سيتم طرح 5 مشاريع، والبيئية 12 مشروعاً، والعلاجية 4 مشاريع، وسياحة الاستجمام والعطلات 16 مشروعاً، والسياحة الثقافية 8 مشاريع، وسياحة المؤتمرات 6 مشاريع، وسياحة المدن 22 مشروعاً، إضافةً إلى 33 مشروعاً في فنادق الإقامة، و5 مشاريع كفنادق تدريب. وقد دعا وزير السياحة المستثمرين لمواكبة الانطلاقة الجديدة للاستثمار السياحي السوري، عبر تشكيل موجة جديدة من الاستثمارات السياحية على أراضي الجهات العامة، والاستفادة من المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2009، والمرسوم التشريعي الخاص بإطلاق مشاريع التلفريك ومرسوم إحداث مؤسسة ضمان القروض.

الجلسة الأولى تناقش دور السياحة في التنمية الاقتصادية

وقد أفادت سانا أنّ الجلسة الأولى من ملتقى الاستثمار السياحي الدولي السادس، قد ناقشت دور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والجهود الحكومية في سبيل التنمية الشاملة، وأثر السياحة في تنمية المجتمعات المحلية، إضافةً إلى دورها في خلق فرص عمل وتجاوز آثار الأزمة المالية العالمية.

وقد شارك في مناقشات الجلسة الأولى: عبد الله الدردري -نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية-، وسعد الله آغة القلعة -وزير السياحة-، وفادي عبود -وزير السياحة اللبناني-، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد -الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية-، ومحمد سيفو -الممثل المقيم لشبكة الآغا خان الدولية للتنمية-،
وفريدريك انريك -المنسق التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية-.

ويتابع الملتقى أعماله اليوم بإقامة معرض للمشاريع السياحية، إضافةً إلى عقد جلسات حوارية حول المنتجات السياحية الحالية ودورها في تحفيز الطلب السياحي.

اكتشف سورية

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق