السائرون نياماً: أول مسلسل مصري يتم تصويره بالكامل في سورية

22 تموز 2010

بتوقيع المخرج محمد فاضل

من المؤكد أن عصر السجالات بين صناّع الدراما السورية والمصرية قد أصبح من الماضي، حيث يشهد الموسم الرمضاني المقبل 2010 العديد من صيغ التعاون بين السوريين والمصريين، وفي أكثر من عمل، كمشاركة فنانين مصريين في الدراما السورية، بالإضافة إلى إسناد العديد من أدوار البطولة لنجومٍ سوريين في المسلسلات المصرية، ولعلّ إحدى أكثر صيغ هذا التعاون اكتمالاً تتجلى في المسلسل المصري «السائرون نياماً»، الذي يتم تصويره في سورية بإدارة المخرج المصري الكبير محمد فاضل، ويؤدي فيه الممثلون السوريون سلوم حداد، جهاد سعد، ريم علي، وقمر خلف أدوار البطولة أمام النجمة المصرية فردوس عبد الحميد، والمطرب علي الحجار، وعددٍ من الممثلين المصريين.

مسلسل «السائرون نياماً» من إنتاج قطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، سيناريو وحوار مصطفى إبراهيم، عن رواية للكاتب الراحل سعد مكاوي، وهو عبارة عن دراما تاريخية غنائية، تدور أحداثها في أواخر العهد المملوكي بمصر، خلال فترة حكم السلطان بلباي، ويسلط المسلسل الضوء على المؤامرات التي كانت تدور في قصر السلطان وخارجه، والظلم الذي ألحقه المماليك بأهالي مصر، وكيف تصدى لهم هذا الشعب الذي طالما اعتبره الحكّام مغيباً تماماً، ويرصد العمل نماذج ذات دلالة معاصرة من بطولات المصريين في المقاومة الشعبية، وكل ذلك في إطار حكائي وغنائي يستلهم أحداثه من التراث الشعبي المصري.


الممثل القدير سلوم حداد في أحد المشاهد بالسائرون نياماً

وخلال زيارة «اكتشف سورية» لموقع تصوير «السائرون نياماً» في مدينة الفارس الذهبي للإنتاج التلفزيوني، بريف دمشق، كان لنا الحوار التالي مع المخرج محمد فاضل.

هل يصنف هذا المسلسل في خانة المسلسلات التاريخية؟ أم يستلهم أحداثه من التاريخ؟
«السائرون نياماً» مأخوذ عن رواية للكاتب المصري الراحل سعد مكاوي، وأتت أحداثها في إطار تاريخي، لكن الرواية نفسها ليست تاريخية، لأن الكاتب أبدع شخصيات غير موجودة في التاريخ نفسه، لكنها تعبر عن تلك الفترة وهذا ما شدني لهذه الرواية بشكل أكبر، وعندما قرأت السيناريو الذي قدمه مصطفى إبراهيم وجدت أنه يُمـَكـِّنـُني من تقديم مسلسل يستلهم أحداثه من التاريخ، بمنأى عن الشكل التقليدي الذي تعوّد عليه المشاهدون في المسلسلات التاريخية، وهذا سر إصراري على تبني العمل كمشروع فني لهذا العام.

إلى أي مدى يحتمل هذا العمل إسقاطات معاصرة؟
الفن الجيد بمجمله يصلح لكل زمان ومكان، فلو أعدنا اليوم تقديم مسرحية «هاملت» لشكسبير، فمن الممكن أن نجد فيها إسقاطات معاصرة مثل المؤامرات التي كانت تحدث داخل القصر، وما شابه. «السائرون نياماً» عمل يتحّدث عن المقاومة الشعبية المصرية ضد دولة المماليك الثانية، والتي تمثل المرحلة الأخيرة من الحكم المملوكي لمصر، ولهذه القضيـّة دلالاتها المعاصرة بالتأكيد.


الممثلة القديرة فردوس عبد الحميد
في أحد مشاهد مسلسل السائرون نياماً

تقدمون في هذا المسلسل رؤية فنيّة مختلفة نوعاً ما، على صعيد المزج بين الدراما والغناء، ما طبيعة الدور الذي يؤديه المطرب علي الحجـّار في العمل؟ وإلى أي مدى تستفيد الدراما من الغناء في مسلسل « السائرون نياماً»؟
هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً يدخل فيه الغناء كجزء أساسي في البنية الدرامية الخاصة به، فقد سبق وقدّمت هذه الصيغة الفنية في مسلسلات «وقال البحر»، «ليلة القبض على فاطمة»، و«أنا وإنتَ وبابا في المشمش»، لكن هذا العمل يتميز بإفساح مجال أكبر للغناء باعتبار المطرب علي الحجار أحد الأبطال الرئيسيين في المسلسل، وأردنا أن نستفيد من وجوده معنا كممثل ومغنٍ في ذات الوقت، وأرجو أن يقدّم هذا العمل بصيغته الحالية شكلاً فنياً جديداً على الدراما العربية.

ما طبيعة التعاون بين الفنانين السوريين والمصريين في هذا المسلسل؟
رغم كون العمل من إنتاج قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، لكنني أعتبره مسلسلاً سورياً- مصرياً مشتركاً، لأنه يضم الكثير من الفنانين والفنيين السوريين، كما يتم تصويره ومونتاجه ونسخه في سورية، وأعتقد أنه يقدم نموذجاً جديداً في التعاون الفني المصري- السوري، وربما سيفتح الباب أمام الكثير من المشاريع المستقبلية المشتركة، لأن معطيات هذا المشروع بالكامل أثبتت نجاحها.

لنتحدث أكثر عن تفاصيل هذا المسلسل الذي تعتبرونه مشروعاً ناجحاً إلى الآن، أين يتم تصوير العمل في سورية؟ وعلى أي أساس اخترتم الفنانين والفنيين السوريين المشاركين فيه؟
يتم تصوير المسلسل في مدينة الفارس الذهبي للإنتاج التلفزيوني على مقربةٍ من العاصمة دمشق، كما سيتم التصوير في متحف قصر العظم بحماة حيث أخذنا موافقة وزارة الثقافة السورية للاستفادة من قاعات خاصة في المتحف تفتح أبوابها للمرة الأولى أمام الدراما. فسورية لا تزال تحتفظ في العديد من مدنها وبقاعها، بالجو التاريخي القديم، وتتفوق بذلك على القاهرة الإسلامية التي لا تخلو من ملامح الحداثة، والتشوهات البصرية التي تعيق رؤيتي كمخرج في انتقائي لأماكن تصوير العمل، أما فيما يتعلق بالاستعانة بفنيين سوريين، فالتعاون بيننا في هذا العمل على أعلى المستويات في مجال الأزياء، الديكور، الغرافيك، وتصميم بعض الرقصات للمسلسل، بالإضافة إلى الاستعانة بفنانين سوريين على قدر عالٍ من الجماهيرية على المستوى العربي، كـ: سلـّوم حداد، قمر خلف، جهاد سعد، ريم علي، وزهير قنوع.

وهل سيؤدي الفنانون السوريون أدوارهم باللهجة المصرية؟
نعم، ولم نواجه أي صعوبات في إتقان الممثلين السوريين للـّهجة المصرية، باستثناء البعض ممـّن يؤدون أدواراً ثانوية في العمل، وتغلبنا على هذه الصعوبات من خلال وجود مدققين للـّهجة.

في ظل هذا التعاون السوري- المصري المشترك، هل تعتقدون أن مسلسل «السائرون نياماً» يطوي صفحة السجال بين الدراما السورية والمصرية؟
أنا لا أرى أصلاً أن هناك سجالاً بين الدراما في البلدين، فالفن الجيد لا يعترف بالحدود، والعلاقة الأدبية والفنية متجذِّرة بين مصر وسورية منذ زمن بعيد، ولا أعتقد أن الفنانين من الجانبين يضيفون شيئاً جديداً حين يقدمون أعمالاً مشتركة، فمن أدخل المسرح إلى مصر هم فنانون شاميـّون من أمثال يعقوب صنـّوع وأبو خليل القباني، كما أن الفنون بالذات تصنعها الشعوب، وليس الحكومات أو النظم السياسية، وبالتالي أجد أننا اليوم أمام صفحة تقارب قديمة، ومتجددة بين الفن السوري والفن المصري.

من يلتقي بالمخرج المصري الكبير محمد فاضل بما له من تجربةٍ عريقة في مجال الدراما التلفزيونية، لابد أن يسأله عن تقييمه للوضع الدرامي العربي الراهن؟ وإلى أين تسير الدراما العربية اليوم؟
نظراً لتعدد المحطـّات اليوم، واتساع مساحات المشاهدة، تبدو الدراما المادة الأكثر طلباً بالنسبة للفضائيات العربية، باعتبارها تحقق المزيد من العائدات الإعلانية التي تحتل المرتبة الأولى في اقتصاديات الإنتاج التلفزيوني، وأعتقد أنه لا بد من مساندة المحطات الرئيسية سواء كانت محطات حكومية أو خاصة للأعمال الجيدة، فالإنتاج الخاص ليس شراً كله، لأن هناك منتجين جيـّدين يتبنون هذه الأعمال ويحققون الأرباح من خلالها، وفي وسط هذا الكم من الإنتاج لا بد أن تزيد نسبة الأعمال الجيدة، هذا ما أرجوه.


بقي أن نشير إلى الدور الذي تؤديه الفنانة المصرية الكبيرة فردوس عبد الحميد في المسلسل، حيث تجسد شخصية «زليخة» رئيسة البهاليل، وهم فئة معروفة في التراث الشعبي المصري، كما يعرفون أيضاً بالمجاذيب، ويحسب لهم الناس ألف حساب خوفاً من قواهم الخفيّة المبنيّة على صلتهم الخاصة بالله، وينتهز البهاليل هذه النقطة لتكوين خلية للمقاومة الشعبية تقف في وجه المماليك.

وتخوض فردوس بأدائها لهذا الدور مغامرة كبيرة على صعيد الشكل، حيث تظهر كامرأة حليقة الرأس (صلعاء) طيلة العمل، وأقدمت عبد الحميد على هذه المغامرة التي وصفتها بالجيدة، رغم استغراب زملائها من الأمر، وعلـّقت على ذلك بالقول: «لا ينبغي أن تكون الممثلة جميلة دائماً، فأنا لست بصدد الدخول إلى مسابقة جمال، والمهم أن يلبي الشكل متطلبات العمل الدرامية».

ماكياج الفنانة فردوس عبد الحميد من تصميم فريق الماكياج الإيراني الذي يترأسه مصمم الماكياج الشهير مصطفى إسلامي الشهير بـ «سيمـِك».

بطاقة عمل السائرون نياماً:
مسلسل تاريخي باللهجة المصرية، تدور أحداثه ما بين عامي 1482 و1486، في أواخر عهد حكم المماليك لمصر، ويتناول العمل صراعهم مع الشعب المصري، والصراع على السلطة ما بين المماليك أنفسهم.

المسلسل من إخراج محمد فاضل عن رواية للكاتب سعد مكاوي.

بطولة: سلوم حداد، فردوس عبد الحميد، جهاد سعد، ريم علي، علي الحجار، قمر خلف، محمد عبد الجواد، أحمد هارون، وعدد من الممثلين السوريين والمصريين.

مدير التصوير: فرانسوا كوبي.
فريق الماكياج: إيراني بقيادة مصطفى إسلامي.
مصممة الأزياء: السورية سهى حيدر.
يتم تصوير العمل بالكامل في سورية، ريف دمشق، حماة، حلب، دير الزور، وتدمر.
الإنتاج مصري 100%، ولكن بالاشتراك مع ممثلين وفنيين من سورية.
المنتج الفني: صلاح طعمة.


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

سلوم حداد وريم علي في مسلسل السائرون نياماً

الفنان جهاد سعد في دور مميز في مسلسل السائرون نياماً

الفنان جهاد سعد في دور مميز في مسلسل السائرون نياماً

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

د.عباس حسون:

انه ليس من الغريب على سعد مكاوي ان يكتب هذه الرائعة وليس غريبا على محمد فاضل ان يخرج مثل هذا العمل اما ادوار الكوادر الفنية الرائعة لكل العاملين من مصريين وسوريين فهذا ما لم نره منذ امد ليس بالقصير فرحم الله سعد مكاوي وحيى الله المخرج والابطال والنجوم والممثلين والفنيين خلف الكواليس الذين اعطوا العمل حقه بنسبة عاليةولتكن هذه بداية لعودة عظيمة للدراما العربية بوتائر اعلى .............كان يجدر بمثل هذا العمل كما كان يجدر ب(وكالة عطية لخيري شلبي ورافت الميهي)ان يظهران قبل هذا الوقت بكثير كي نشعر ان الدراما العربية لم تمت.

العراق