الأطفال والشباب والتنمية: استراتيجية مستقبلية.. المؤتمر السنوي الأول حول الأطفال والشباب في حلب

06/24/2010

في حلب يقارب الشباب دون 25 سنة 60% من السكان

تشكل شريحة الشباب دون الخامسة والعشرين ما يقارب 60% من سكان حلب، لذا يغدو التوجه لها ضرورة كبيرة من منطلق أن هذه الشريحة ستشكل مستقبل المدينة، ويجب توفير كافة متطلباتها ومعالجة مشكلاتها التي تواجهها والتحديات التي تتعرض لها. وقد أفضى هذا الواقع إلى انعقاد سلسلة من المؤتمرات وورشات العمل بدأت مع المؤتمر الدولي الخامس للأطفال والشباب، الذي عقد العام الماضي (2009)، تلاه إطلاق مبادرة جعل حلب «مدينة صديقة للأطفال واليافعين»، تلك المبادرة التي مضى عليها قرابة العام، ومن ثم وصولاً إلى المؤتمر السنوي الأول بعنوان «الأطفال والشباب والتنمية: استراتيجية مستقبلية» والذي انعقد على مدار يومي 21 و22 حزيران 2010، برعاية وزارة الإدارة المحلية وتنظيم كل من مجلس المدينة والمعهد العربي لإنماء المدن، وبمشاركة عدد من المنظمات والجمعيات والهيئات الرسمية والأهلية في حلب، حيث تطرق المؤتمر إلى أهم الإشكاليات القائمة لدى الأطفال والشباب، مثل: عمالة الأطفال والتسرب المدرسي، وصعوبات الحصول على عمل، والفقر الحضري، وغيرها من المواضيع الأخرى.

عناوين عريضة طرحها المؤتمر وقرارات كبيرة ذُكرت ضمنه، لعل أبرزها التصريح الذي أطلقه الدكتور تامر الحجة -وزير الإدارة المحلية- حيث نص على تخصيص الحكومة السورية مبلغاً قد يصل إلى 91 مليار ليرة سورية من أجل بناء مدارس جديدة وصيانة المدارس الحالية من أجل القضاء على ظاهرة الدوام النصفي التي باتت هماً يؤرق مضجع الحكومة السورية، حيث يقول: «أعتقد أن الفقر ونقص التعليم هما مفهومان متلازمان، أينما يكون هناك نقص تعليم يكون هناك فقر، وبالتعليم يمكن مجابهة الفقر. هذا الأمر تدركه الحكومة السورية جيداً وتضعه ضمن أولوياتها، حيث قمنا خلال هذا المؤتمر بالإعلان عن نية الحكومة السورية ضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة إطلاق برنامج طموح يهدف إلى إنهاء ظاهرة الدوام النصفي الموجودة ضمن نسبة كبيرة من مدارس القطر. وقد قامت الحكومة السورية برصد مبلغ 61 مليار ليرة سورية من أجل بناء مدارس جديدة وتخصيص مبلغ آخر لصيانة المدارس الحالية الموجودة بحيث يصل كامل المبلغ إلى 91 مليار ليرة سورية. وقد وضعت الحكومة خطة تنفيذية لهذا الموضوع من أجل تطبيقه عاماً بعد عام، ابتداء من العام الدراسي ما بعد القادم، حيث سيشهد العام الدراسي 2011-2012 الانتهاء من الدوام النصفي في ست محافظات سورية، وفي العام الدراسي التالي سننتهي من المحافظات الثمانية الأخرى المتبقية ليكون العام الدراسي 2014-2015 هو عام الانتهاء من كل من الأبنية الطينية وتلك المستأجرة».

ويضيف السيد الوزير بأنه -وفي موازاة ذلك- سيجري العمل على تطوير المناهج التعليمية في سورية، التي تحتاج إلى أن تكون كل المدارس بدوام كامل لكي تستطيع تقديمها بالشكل الأنسب، وبالتالي يتطور مستوى التعليم في سورية خلال الخطة الخمسية الحادية عشر بشكل كبير: «سنحاول التركيز على شريحة الفقراء وتقديم التعليم المناسب لها عن طريق تقديم البنية التحتية المناسبة لها للتعلم».


تكريم السيد وزير الإدارة المحلية الدكتور تامر الحجة

كما أوضح الدكتور الحجة بأن النمو السكاني الكبير الذي تشهده المنطقة يلقى بظلاله على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام، مضيفاً بأن الاستراتيجيات بدورها نادراً ما كانت تلقى الضوء على الأطفال والشباب أو تراعي حقوقهم واهتماماتهم، ويذكر أنه من المشاكل التي يعاني منها الشباب مشكلة البطالة التي لها أكثر من سبب، ومنها عدم توفر فرص العمل من جهة، ومن جهة أخرى عدم وجود الشباب المدرب والمؤهل لشغر الوظائف الموجودة ضمن سوق العمل، لعدم حصوله على المؤهلات والتدريب الكافيين واكتفائه بالشهادة العلمية التي يحملها: «سنقوم خلال الفترة القادمة بتوسيع فكرة المدن الصناعية، كما أننا سنقوم بإنشاء 25 منطقة حرفية استثمارية هدفها خلق أماكن وفرص عمل لخريجي الجامعات والمعاهد وتشغيل أكبر قدر ممكن من العمالة. هناك أيضاً التعاون الذي يتم بين الحكومة السورية وبين مؤسسات المجتمع المحلي مثل الأمانة السورية للتنمية بمشاريعها المتعلقة بالطفولة والشباب، وهما مشروعا مسار الذي يهدف إلى إشراك الأطفال في نشاطات تساعدهم على اكتشاف أنفسهم من خلالها، ومشروع شباب الذي يعرف الشباب بسوق العمل».

يشار إلى أن مشروع مسار قد نجح باستقطاب 180 ألف طفل وطفلة منذ انطلاقه قبل عدة سنوات، في حين نجح مشروع شباب بتعريف أكثر من 100 ألف شاب بسوق العمل وعالم الأعمال منذ العام 2006 وحتى الآن.

حلب مدينة صديقة للطفل:
من جهته يقول الدكتور معن الشبلي -رئيس مجلس المدينة في حلب- بأن فكرة التوجه إلى الأطفال واليافعين بدأت مع حضور المجلس الورشاتِ التي أقامها المعهد العربي لإنماء المدن في الأردن الشقيق حول الأطفال واليافعين، مضيفاً بأن الهدف كان التوجه إلى الشريحة التي تشكل أكثر من نصف سكان حلب، عن طريق إطلاق عدد من المبادرات وإقامة عدد من المؤتمرات وورشات العمل التي تهتم بشريحتي الأطفال واليافعين: «يحرص مجلس المدينة على الاهتمام بالجوانب الثقافية الاقتصادية إضافة إلى الجوانب الخدمية التي كانت من صميم عمله في الماضي. وقد اعتمدنا النهج التشاركي مع جميع الجهات لتحسين واقع المدينة، حيث قمنا -على سبيل المثال- بعقد اتفاقية مع مركز الأعمال والمؤسسات السوري SEBC، قمنا خلالها بتدريب 15 شاب وفتاة من برنامج السكن العشوائي على برنامج SKILLS الذي تقدمه المؤسسة. كما أن المجلس ينسق حالياً مع إحدى الجهات الدولية من أجل تقديم 400 منحة تدريبية لشباب سكان مناطق السكن العشوائي. كما أننا نعمل على تطبيق مفهوم جعل حلب مدينة صديقة للأطفال واليافعين، حيث جرى مؤخراً توقيع اتفاقية مع منظمة اليونيسيف بهذا الصدد». لقد بدأ مشروع جعل حلب مدينة صديقة للأطفال واليافعين منذ حوالي عام تقريباً، حيث قام بورشات عمل استطلعت آراء الأطفال والأهالي بكيفية تحقيق هذه الغاية، ويعمل على تطوير استراتيجية تجعل مدينة حلب تحقق هذه الشروط بحلول العام 2025 سيتم عرضها خلال الفترة القادمة.

من جهتها أوضحت السيدة شهرزاد بو عليا -سفيرة منظمة اليونيسيف في سورية- أن التعاون بين منظمة اليونيسيف في سورية والحكومة السورية يتم منذ ما يزيد عن الأربعين عاماً، حيث تعمل المنظمة حالياً على برنامج «مدارس صديقة للطفل» والذي يطبق ضمن 400 مدرسة سورية والذي يعمل على تحسين نوعية التعليم وتحقيق التواصل بين الطالب والمعلم، وتطوير المهارات الإدارية إضافة إلى تعزيز الثقة والكفاءة لدى الطلاب.


جانب من حضور المؤتمر السنوي الأول للأطفال والشباب

كما تم خلال المؤتمر استعراض نتائج عدد من الدراسات التي تتحدث عن مفهوم التوظيف وتوفير فرص العمل للشباب حيث كان العرض الأول هو عن مشروع «حلب مدينة صديقة للأطفال» قدمته المهندسة غادة الرفاعي -منسقة المرصد الحضري في مجلس المدينة-، ومن ثم جرى تقديم بعنوان «دراسة فرص عمل وتوظيف الشباب» ألقاها الدكتور إبراهيم التركي -المدير التنفيذي لمبادرة حماية الأطفال والشباب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا-، ومن ثم جرى تقديم عرض تقديمي حول مشروع «الحد من الفقر الحضري» ألقاه الدكتور عثمان نور -منسق مشروع الفقر في المعهد العربي لإنماء المدن-.

وفي النصف الثاني من اليوم الأول للمؤتمر، تم تقسيم المشاركين إلى أربع ورشات عمل هي «فرص العمل وتوظيف الشباب»، و«عمل الأطفال والحد من التسرب المدرسي»، و«الحد من الفقر من خلال تحسين الوضع الاجتماعي والصحي»، و«التشبيك: تحديات وحلول». أما اليوم الثاني فقد شهد عرضاً تقديمياً لكل من السيد عبد السلام المجالي -رئيس مجلس الوزراء الأردني الأسبق- والدكتور إبراهيم التركي -المدير التنفيذي لمبادرة حماية الأطفال-.

وقد صدرت عن المؤتمر عدة توصيات تدور حول الحد من تسرب الأطفال من المدارس، وتطوير المناهج المدرسية، وتطبيق برنامج تدريب مهني لخريجي الجامعات أو أثناء دراستهم الجامعية، والاهتمام بمناطق السكن العشوائي. كما تضمنت التوصيات المطالبة بعملية ربط وتشبيك فعال مع الجهات والمؤسسات الحكومة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني ومنظمات القطاع الخاص لتحقيق الغايات المذكورة ضمن التوصيات. وسيتم إعادة صياغة هذه التوصيات بما ينسجم مع واقع حلب وتطوير الطرق الكفيلة بتحقيق ما سبق.

يذكر بأنه سيجري على هامش المؤتمر ورشة عمل حول مفهوم خلق فرص العمل للشباب وبرامج التوظيف، وذلك خلال يومي الخميس والجمعة القادمين ضمن مجلس المدينة بحضور عدد من الجهات والمنظمات الشعبية والمدنية العاملة في حلب.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أوراق العمل التي نتجت عن ورشات العمل

من ورشات العمل في المؤتمر السنوي الأول للأطفال والشباب في حلب

من ورشات العمل في المؤتمر السنوي الأول للأطفال والشباب في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق