إبراهيم ملاّ أبحث عن لحظتي ولقطتي، وأجد في نفسي صياد اللحظة

04 06

في تناقضية النزعة الإنسانية

«آلام وآمال» عنوان معرض المصور الضوئي إبراهيم ملاّ الذي نظمه الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع صندوق منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» في المتحف الوطني بدمشق في 29 أيار 2008، والذي استمر لغاية 2 حزيران 2008.
احتوى المعرض على تسعين صورة، بعضها بالأبيض والأسود وبعضها الآخر ملون، وجميعها ملتقطة في مناسبات وأحداث مختلفة، حزينة تعبرعن الآلام الكثيرة التي يتعرض لها الأطفال، وخاصة في ظروف الحروب والتهجير، فضلاً عن الصور الأخرى التي تعكس الآفاق المشرقة والآمال الباسمة للأطفال الذين ترعاهم وتتبناهم جمعيات خيرية ومنظمات وهيئات إنسانية مختلفة. وعليه جاء المعرض اختزالاً لمشاهدات الفنان وتجاربه في العمل مع الجمعيات الخيرية ومنظمة الهلال الأحمر، وخاصة فيما يتعلق بفئة الأطفال. على أنه لا يعتبر عمله معها هو ما دفعه باتجاه ليخرج معرضه الفردي الأول متعلقاً بالطفل؛ حيث يقول «إينما ومهما كان نوع عملي فلن يخرج معرضي خارج إطار الطفولة، لأنني لا أزال أعشق ذاك الطفل الموجود بداخلي».
افتتاح معرض ألام وآمال إبراهيم ملا يعتقد إبراهيم ملاّ أنه نتاج طموحات والده الذي عشق الجمال فزرع الورود والزهور وشجعه على تحسسه عندما قام بشراء كاميرات التصوير له منذ نعومة أظفاره، فيتمتنّ ويقول: «أهدي معرضي الفردي الأول إلى أبي الذي آمن بموهبتي وشجعني بشراء كاميرات التصوير لي»؛ وهو أيضاً نتاج ذاته التي لاترى من الجمال إلا بساطته وعفويته، وصدق لحظة الإحساس البشري وخاصة عند فئة الأطفال الذي شاركهم يومهم وحياتهم، أمالهم وآلامهم من خلال عمله. في هذا يقول الفنان: «من المحزن أن نرى أطفالاً يتألمون، ومن السهل أن نزرع فيهم ولو بصيص أمل. ولما كان التصوير إيقافاً للزمن، فأينما أذهب أحاول من خلال عدستي اقتناص تلك الثواني من بريق وابتسامة، أودمعة، أوطموح ونجاح أو حتى تحدي! وهي التي تعبر عن أمل في غد مشرق ومستقبل أفضل لجميع أطفال العالم. وإن كان هناك ألم وأمل، فدعونا نخرِج من الألم قليلاً من الأمل ونعطي سعادة للطفل».
طفولة حزينة وطفولة سعيدة إبراهيم ملا وعن المعرض يقول ملاّ «استوحيت عنوانه وفكرته من صورة أخذتها لطفل في جمعية "أمل الغد" للشلل الدماغي، حيث وجدت أن هذه الصورة تحمل الكثير من الألم والأمل معاً في نظرة الطفل، وقررت أن تكون الصورة بداية مشروعي، وبدأت العمل على جمع اللقطات التي لها علاقة بذات الموضوع. ومن جانب آخر قررت أيضاً أن يخرج معرضي الفردي الأول قوياً من خلال اللقطات التي أبدع فيها». ويتابع «يقدم المعرض رسالة ودعوة للمتطوعين وغير المتطوعين من فئة الشباب لكي يعملوا -من منطلق الوازع الإنساني- لأطفال يتأذون ويتسولون ويتألمون ويعانون الجوع والفاقة والإعاقة، وبالتالي مطلوب منا أن نعطيهم قليلاً من الأمل، أن نعمل لهم أي شيء، فهم المستقبل».
لعل الزائر لمعرضه سيجد صوراً تتناقض مع العنوان «ألام وآمال»، فقد طغت حالة التفاؤل والأمل على حالة الألم، ليأتي معرضه مشرقاً يعطي إحساساً بالدفء. عن ذلك يقول الفنان: «لم أرد وضع صور مؤذية فأنا لا أريد أن يدخل شخص إلى معرضي ليبكي، إنما ليحس ويشعر، أردت أن أهز الضمير الإنساني وهذا ما كتبته في الدليل المرافق للمعرض "لا تقفوا صامتين" إنما نريد إحساساً وأفعالاً». يضيف ملاّ «أنا لا انتظر اللقطة والصورة المناسبة، إنما أبحث عن مشهدي ولحظتي ولقطتي، فأنا أجد نفسي صياد اللحظة وقناص اللقطة».
ما بعد «ألام وآمال» ماذا يفكر ملاّ للمستقبل؟ الاستمرار بموضوع الطفل أم البحث عن عنوان جديد ضمن النزعة الانسانية؟
يقول: «هناك حوار مع ذاتي حول المعارض القادمة. هل سيكون عن الأطفال أم خوض غمار موضوع آخر؟ ولكنني أجد نفسي في هذه المرحلة لا أزال في جو هذا المعرض، فالثواني الملتقطة في صوري ما زالت تقبع في ذاكرتي ولم أصل لقرار بعدُ. ولكنني سأستمر في مجال مناشدة ودعوة الضمير الإنساني للعمل الخير».
إبراهيم ملا أمام إحدى صورهومما تجدر الإشارة إليه هنا، مشاركة صور الهلال الأحمر العربي السوري مؤخراً بمسابقة الأمم المتحدة، حول موضوع المخدرات وتأثيرها على العلاقات الأسرية. وقد أحرز الهلال السوري الجائزة العالمية من خلال الصورة التي شارك بها الفنان إبراهيم ملاّ، واُعتمدت صورته عالمياً لعام 2008.
يذكر أن إبراهيم محي الدين ملاّ من مواليد دمشق عام 1971، عضو هيئة عامة في فرع دمشق للهلال الأحمر ومسؤول الإعلام في مشروع اللاجئين لعام 2007 بالشراكة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، وهو مصور الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008. حاز على جائزة المركز الأول في مؤتمر جمعيات الهلال والصليب الأحمر الذي عقد في اليونان عن أجمل صورة إنسانية لعام 2007، وعلى المركز الثاني عالمياً في مسابقة منظمة الأمم المتحدة للسكان التي أُقيمت في نيويورك عام 2007 عن أجمل صورة من القلب.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عمر علي بودبوس:

كل عام وانت بالف خير ايه الفنان المبدع ... اتمني لك المزيد من التألق والابداع في اعمالك الفنية التصويرية والوثائقية

ليبيا