بدء أعمال الندوة الدولية الأولى للأوابد الأثرية بدير الزور

06/06/2010

بدأت «الندوة الدولية الأولى للأوابد الأثرية بدير الزور» أعمالها أمس السبت 5 حزيران 2010، حيث تناولت أهمية المواقع الأثرية في منطقة الفرات الأوسط الواقعة في المحافظة، ودورها الحضاري والسياسي والاقتصادي في العصور القديمة، ودور بعثات التنقيب المشتركة في الكشف عن لقى أثرية جديدة تشكل فتوحاً لاكتشاف تاريخ الحضارات الإنسانية.

هذا وبيّن المهندس أمير حيو -رئيس دائرة آثار دير الزور- أنّه يوجد في المحافظة حوالي 240 موقعاً أثرياً، منها: 72 موقعاً مسجلاً بقرارات وزارة الثقافة، وأهم هذه المواقع: موقع بقرص 6900 ق.م، وموقع ماري 3200 ق.م، وتل العشارة الأثري 3000 ق.م، وتل قبر أبو العتيق 2200 ق.م، وتل الشيخ حمد 1300 ق.م، ودورا أوروبوس «الصالحية» 300 ق.م، وآثار حلبية 300 م. وأضاف أنّه يوجد العديد من المواقع التي تتبع لفترات وسويات متعددة، منها: تل الكسرة، وتل البصيرة، وتل القصبي، وتل طابوس، وتل أبو نهود.

وقد أوضح حيو وجود عدد من البعثات العاملة في المواقع الأثرية بدير الزور، منها: (سورية فرنسية) مشتركة في كلّ من ماري وحلبية ودورا أوروبوس ومالحة الذرو، وأخرى (سورية اسبانية) في موقع قبر أبو العتيق، و(سورية ألمانية) في تل الشيخ حمد، إضافةً إلى بعثة وطنية في تل الكسرة. وقد أشار إلى منح موقع دورا أوروبوس جائزة «كارلو سكاربا الدولية لعام 2010»، حيث اختارت هيئة التحكيم الدولية هذا الموقع من بين جميع مواقع العالم وذلك لتميزه معماريا وتنظيميا.

البروفسور الفرنسي جان كلود ماكرون -المشارك في الندوة- تحدث في محاضرته حول أهمية مملكة ماري، مبيناً أنّ ماري كانت عاصمة الآشوريين الشمالية التي تسيطر على الحوض الشمالي للفرات وبلاد الرافدين، في حين أنّ مدينة أور كانت تسيطر على الجزء الجنوبي وهي تنافس مدينة بابل التي كانت مركزاً لبلاد ما بين النهرين. وأضاف شارحاً أنّ ماري كانت أكبر مركز لتصنيع المعادن في المنطقة، حيث كانت تتحكم بحركة المعادن القادمة من جبال طوروس، مثل: البرونز والرصاص، وكانت تصنع منها الأسلحة. كما تم العثور فيها على العديد من الأفران التي كانت مخصصة لتصنيع النحاس وكذلك عدد من القطع الذهبية التي أظهرت حرفية الصانع وصياغته للأساور والأختام والتماثيل دقيقة الصنع. وأوضح كلود أّن التماثيل التي عثر عليها في مملكة ماري تتميز عن مثيلاتها في باقي المواقع من حيث تنوع أشكالها وشخصياتها ووضعياتهم وطرق ومواد صناعتها، وأهمها: عشتار وأورنينا واشكي ماري. وقد لفت إلى أهمية تصميم مملكة ماري التي كانت دائرية الشكل، يحيط بها سور وترتبط مع نهر الفرات بقناة جر وترتبط معه بقناة أخرى مخصصة للملاحة النهرية.

من جهتها بيّنت البروفسورة الفرنسية باتريس أهمية اللوحات الجدارية بمملكة ماري، حيث كشفت التنقيبات والأبحاث عن وجود نوعين من هذه اللوحات: الأولى تزيينية كانت تؤطر الأبواب الخشبية، أما الثانية فهي لوحات تعبيرية عن نشاط معين مثل لوحة «تنصيب الملك زمري ليم» أو لوحة «استقبال الملك لعشتار». وقد أشارت إلى أنّ اللوحات كانت معظمها مقسمة إلى ثلاثة أقسام يشغل المركز الموضوع الرئيسي فيها، والذي كان غالبا ما يتعلق بالملك أو الآلهة ودورهم في حماية سكان المدينة أو مشاهد القتال التي تصورهم يصطادون أو يقاتلون.

أما البروفسور الإسباني خوان لويس فتحدث عن منطقة الفرات الأوسط السوري، حيث أكّد أنّ المواقع الأثرية تمتدُّ على وادي الفرات السوري من موقع حلبية إلى تل الحميضة، وأهم تلك المواقع من حيث إمكانية التعريف بفتوحات جديدة عن الحضارات القديمة هي: تل الحميضة، وقبر أبو العتيق، اللذان يعودان إلى عصر أورك والعصر الآشوري، وقد تم العثور فيهما على أختام أسطوانية، ورقم مسمارية وأوان فخارية فريدة. وما تزال تلك المنطقة تزخر بالمواقع المختلفة وخاصة المعابد، إلا أنّها تقع على أعماق كبيرة ما يجعل التنقيب عنها بحاجة إلى بعض الوقت والأسبار.

وقد نُظّم على هامش الندوة معرض رمزي للأواني الفخارية والحلي في ممالك الفرات الأوسط وعرض للأزياء المستوحاة منها. و ستواصل الندوة أعمالها اليوم 6 حزيران بمحاضرات عن مواقع حلبية وتل الكسرة وقناة سميرا ميس وتل السن.

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق