دمشق الحضارة والخلود في المنتدى الاجتماعي

0 05

نبيل طعمة: في دمشق ظهرت أولى العلاقات بين العابد والمعبود والمعبد

«دمشق الحضارة والخلود» عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور نبيل طعمة في المنتدى الاجتماعي بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية في السابع من أيار 2008، استعرض فيها الدكتور طعمة أصول كلمة دمشق في النقوش الآرامية القديمة وهو الأمر الذي أثار فضول الكثير من الباحثين والمستشرقين والتاريخيين ودفعهم إلى الغوص في البحث عن أصولها لكونها مدينة المدائن التي حملت حتى الآن ثمانية وعشرين اسماً.
أكد طعمة أن سور دمشق الذي بني بعد الطوفان كان أول سور عرفته البشرية وشيدت فيه الأبواب فدخل إليها الفاتحون والفلاسفة والمتصوفون الأدباء والقادة والتجار حاملين معهم البضائع والحرير والثقافة، ثم أشار إلى أن هذه الأبواب السبعة ولدت من الكواكب السبعة مستشهداً بوصف المؤرخ حسن البدرة لعلاقة هذه الأبواب بالكواكب، فكانت صورة زحل على باب كيسان، والشمس على باب شرقي، والزهرة على باب توما، والقمر على باب الجنيق، وعطارد على باب الفراديس، والمشتري على باب الجابية، والمريخ على الباب الصغير.
يجد طعمة أن القيمة التاريخية لدمشق وأبوابها وسورها تتأتى من كونها دلالات مهمة تشير إلى قيم أهلها وعاداتهم وتقاليدهم وتمثل روح دمشق فالباب وجد ليفتح في وجه من يقرعه ويأتي إليه مسالماً، وعن دمشق يضيف طعمة: «دمشق اليوم الحضارة والخلود، مدينة المدائن، أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، لم ينقطع فيها التواصل الإنساني، حية تنجب أحياء دائماً، تحمل اليوم سمات استراتيجية لرؤية مستقبلية، وأؤكد وأقول إن دمشق هي الشام حاضرة بلاد الشام ومعنى الشام من الشآم أي التعالي والتسامي وبلاد الشام هي سورية الطبيعية العربية، وعندما أقول الشام أقصد سورية ودمشق بخصوصيتها وعراقتها وعمقها الموغل في القدم، هي عاصمة الجهورية العربية السورية وليست عاصمة لذاتها.
«بهذا الربط وهذا المدخل تناولت جماليات الشام وطاقات الشام: الطاقة العلمية والنورانية والروحية المتوفرة التي أفرغت من عزائم رجالها وسواعدهم في منحوتاتها وأوابدها ومنها المعبد الروماني جوبيتير الذي سبقه معبد هدد، وبالتطور أتى جوبيتير وبالتطور أتت كنيسة يوحنا المعمدان وبالتطور أيضاً أتى الجامع الأموي بدمشق، هذه التراكبية المتراكمة التي اجتمعت فوق بعضها وتداخلت وتعشقت وعانقت بعضها في حب ملحمي كآبدة من أوابد التاريخ كيف نحافظ عليها؟ وكيف نفسرها؟ وكيف نحللها؟».
يتابع طعمة: «في دمشق وجدت أولى العلاقات بين العابد والمعبود والمعبد التي لم تتوفر في أي مكان من العالم: الشرائع السماوية بكل تجلياتها في تراكبية واحدة متناغمة ملحمية فريدة ومتفردة، وهذا ما أردت التأكيد عليه في محاضرتي هذه».
في جانب آخر من المحاضرة تناول طعمة موضوع الحداثة والتحديث والاستراتيجية القادمة حول دمشق، فقال «هناك تداخل بين العتيق والحديث والمستقبل: ثلاثية الأزمان، فكيف بنا ننتقل إلى المستقبل من دون مخزون الماضي، الماضي مخزون المستقبل، ما نصنعه اليوم هو ماضٍ لنا في الغد كي يأخذ به الآخر».
يؤكد طعمة أن كل ما قدمه في المحاضرة جهد إنساني شخصي تَشاركي من خلال الانتماء وفعلِ الانتماء الذي يجب أن يتعزز لدى الجميع فيُظهر وحدة التلاحم بين الإنسان والجغرافية أكثر.
يذكر أن الدكتور نبيل طعمة هو من مواليد دمشق عام 1975 من عائلة دمشقية معروفة، وحاصل على شهادة دكتور مهندس من جامعة أوديسا اختصاص قوى ميكانيك وعلى دكتوراه بمرتبة شرف في العلوم الإنسانية والثقافات العالمية من جامعة سانت فيديس في إيطاليا، وحائز أيضاً على وسام فارس من مرتبة الشرف باسم مدينة ميلانو ومونزا الإيطالية، ودبلوم هندسة فكرية من T. U. برلين الغربية وجائزة اليونيسكو للسلام عام 2007 واختير ضمن أفضل أربع شخصيات فنية مؤثرة في العالم العربي عام 2006.
بعض ما قيل في «خلود دمشق »
«دمشق، موطن الأعاجيب، أقدم عاصمة مأهولة في العالم، نموذج الخلود والتي اتسعت حول ذاتها منذ ستة آلاف عام تبدو أمام عين الزائر مخضرمة، وقورة وموسرة أحياناً ومتباعدة أحياناً أخرى، غامزة مرة ومتسترة مرة أخرى، ولتتعرف عليها يجب أن تدخل وكرها».
صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية
«دمشق لن تموت أبداً، السنوات هنا ليست إلا لحظات، عشرات السنوات هي فتات غير ملموس للزمن، هي نموذج للخلود».
مارك توين
«عندما خلق الله العالم، أعطى لكل شيء موضعاً، وسلّم لدمشق المنطق والرفقة والتمرد الخالد».
الشاعر كعب الأحبر


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

حسان طعمه:

شي رائع ويبعث في النفوس العز والارتقاء شكرا دكتور على هذة الملومات القيمة
اخوكم حسان طعمة من سوريا حماة

سوريا