مارسيل خليفة ونادر العباسي في مؤتمر صحفي مشترك

بمناسبة تقديم الكونشيرتو العربي لأوركسترا الفلهارموني القطرية بدمشق

عقد الفنان مارسيل خليفة المدير الفني للأوركسترا الفلهارمونية القطرية، والمدير الموسيقي للأوركسترا المايسترو نادر العباسي، مؤتمراً صحفياً مشتركاً على هامش الأمسيتين الموسيقيتين اللتين ستحييهما الأوركسترا الفلهارمونية القطرية، بالتعاون مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وذلك على خشبة مسرح الأوبرا في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون يومي 18 و19 نيسان 2010.

ويتضمن برنامج الحفل بقيادة المايسترو نادر العباسي معزوفات كل من: أنطونين دفورجاك السمفونية رقم 9 (من العالم الجديد)، والكونشيرتو العربي لمارسيل خليفة.

بدوره قدم خليفة للكونشيرتو العربي قائلاً: «ما كتبته في الكونشيرتو العربي هو تعبير عن الارتباط العضوي بين اللغة الموسيقية ومرجعياتها الواقعية في أرضنا وذاكرتنا وتراثنا. تقترب الروح من الروح وتتسع الموسيقى للإنسانية كلها ولتأتي بكامل سطوتها كلسانٍ كوني وحيد».

وأضاف: «الكونشيرتو العربي هو محلي قبل أن يذهب إلى العالم، أساساً العالمي هو العالمي في وطنه بمعنى أن يحمل في ذاته سمات إنسانية تعني مستمعاً من خارج المكان وأن يحمل مشتركاً منطلقاً من خصوصيةٍ محلية. المهم مدى اختراق هذه الموسيقى نسيج الحياة الثقافية في البلدان الأخرى، إن الموسيقى في آخر المطاف ليس لديها وطن حقيقي، الموسيقى تتحرك في فضاء إنساني، تحمل في طياتها أرضاً وتاريخاً وستحن إلى الأرض التي انطلقت منها. ليس للموسيقى وطن كما أنه ليس للجمال وطن».

أما عن حيثيات الكونشيرتو العربي فقال خليفة في رد على أسئلة الصحفيين: «حاولت في هذا العمل أن أستخدم عدة مقامات مبنية على ربع الصوت، مثل البيات وسيغاه وراحة الأرواح، وبالتأكيد ليس مشروعاً سهلاً أن تكتب عمل أوركسترا بربع الصوت، كما أن كيفية إعطاء صورة جديدة للمقامات تأخذ وقتاً».

وكالعادة لم يغب الحديث عن القضية الفلسطينية مع وجود مارسيل خليفة والذي عرف الجمهور التزامه الدائم بها فأكد هنا: «لا أستطيع أن أكون مع الجلاد أبداً، ونتيجة هذا الموقف نتعرض دائماً للتضييق علينا في سفرنا وحفلاتنا بالذات في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال رغم أني أحمل جواز سفر فرنسياً، وفي النهاية أتمنى أن يقف الجميع مع القضية الفلسطينية العادلة».

من جهته تحدث المايسترو نادر العباسي عن أهمية «أن يكون هناك تواجد عربي في الأوركسترات العالمية، وأن نقدم عملنا للآخر كي لا يبقى هناك حدود».

وأكد أن الفرقة القطرية تسعى إلى استقطاب الكوادر العربية سواء على مستوى العازفين أو المؤلفين، لكن هذه المشاريع دائماً تحتاج لوقت حتى يظهر أثرها.

وأضاف أن هناك فكرة لإقامة مسابقة للتأليف الموسيقي قريباً، كما أن هناك سعياً لإيجاد كوادر قطرية في الأوركسترا ضمن المشاريع المستقبلية.

وفيما يخص التواجد السوري في الفرقة أكد العباسي «أنها تضم اثنين من العازفين السوريين، ويقدمان عملهما مع الفرقة بشكل متواصل ومتميز».

وكان العباسي قد تولى منصب المدير الموسيقي لأوركسترا قطر الفلهارمونية في كانون الثاني 2010، وهو ملحن ومغني أوبرا وعازف باسون، والأوركسترا القطرية حديثة العهد، إذ تأسست في تشرين الثاني 2008، وتضم أكثر من 101 عازف يمثلون 30 جنسية مختلفة.

يشار إلى أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي منظمة مستقلة خاصة غير ربحية تأسست عام 1995 بموجب مرسوم أميري صادر عن سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، لدعم مراكز التميز الرامية إلى تنمية طاقات البشر وقدراتهم.


أما الفنان والملحن مارسيل خليفة فهو من مواليد عمشيت في لبنان 1950، تخرج من المعهد العالي للموسيقى سنة 1971، وأسس عام 1978 مجموعة الميادين الموسيقية التي جال معها الكثير من دول العالم، وهو مؤلف موسيقي لكثير من الأعمال الموسيقية مثل «سيمفونية العائد»، «شرق»، «كونشرتو الأندلس»، «مداعبة»، «ديوان عود»، «جدل – ثنائي عود»، «عود كوارتيت»، «السماء بالأشكال العربية التقليدية»، و«تقاسيم»، ومن أحدث أعماله الكونشيرتو العربي الذي سيقدم في الحفل. كما أن رصيده الموسيقي يجمع 30 ألبوماً منذ عام 1976 مع «وعود من العاصفة» إلى عام 2007 مع ألبوم «شرق». ولديه عديد من المؤلفات والكتب الموسيقية، كما أنه وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام، وألف الموسيقى الراقصة لعدد من العروض المسرحية أيضاً، وكل هذا المنجز أهله لحيازة العديد من جوائز التقدير والميداليات والشهادات من مختلف الدول وحتى المنظمات العالمية، حتى نال عام 2005 تعييناً من اليونسكو كفنان للسلام تقديراً لإنجازاته الفنية ومساهماته الإنسانية.

يذكر أن الكونشيرتو العربي سيشهد مشاركة من العازفين السوريين: فراس شهرستان (قانون)، مسلم رحال (ناي)، كنان أدناوي (عود)، ومحمد عثمان (بزق).

عمر الأسعد - دمشق

اكتشف سورية