الأسبوع الثقافي السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010

27/كانون الثاني/2010

خصصت احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، في جدول برامجها مجموعة من الأسابيع الثقافية العربية، تحقيقاً لشعار «الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمةً».

ويأتي الأسبوع الثقافي السوري وهو الحدث الثقافي الأول في برنامج الاحتفالية بعد عرض الافتتاح «بيت الحكمة» الذي تقدمه فرقة إنانا للمسرح الراقص والعمل بتوقيع المخرج المسرحي جهاد سعد، ومخرج الإيكوغراف جهاد مفلح، أما الموسيقى التصويرية فهي لمحمد هباش والديكور للدكتور سمير أبو زينة، وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية: غسان مسعود، عبد المنعم عمايري، نسرين عبد الكريم، حسام الشاه، نوار بلبل، أدهم مرشد، جلال شموط، وبمشاركة عدد من المسرحيين القطريين.

هذا ما جاء على لسان عثمان عثمان الخبير الثقافي في احتفالية الدوحة ورئيس القسم الفني وعضو المكتب التنفيذي في نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية.

وفصّل لنا السيد عثمان عثمان برنامج الأسبوع الثقافي السوري حيث يبدأ الافتتاح بعرض «الإلياذة الكنعانية» لفرقة أورنينا، وهذا العرض من كلمات الشاعر محمود عبد الكريم. ويذكر أن فرقة أورنينا للرقص المسرحي قدّمت هذا العمل على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون في ختام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 ويروي حكاية أرض كنعان وما مرّ عليها من حضارات شكلت ألوان الطيف الفلسطيني المعاصر بما يحويه من تنوع ديني وإثني وثقافي. و«الإلياذة» تمجّد وتروي الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي وقف منذ نحو ثلاثة آلاف عام في حمّى صراع لا يتوقف من أجل الأرض والحياة والسلام والحرية. وقد أثبتت الفرقة طيلة هذه السنوات أنها مؤسسة ثقافية وفنية إبداعية تشكل حالة حضارية متقدمة في الوسط الفني السوري. ويذكر أن أهم أعمال الفرقة هي: الملحمة الغنائية «الخيل والهيل»، والعمل الغنائي الراقص «طوق الياسمين».

وتابع الأستاذ عثمان حديثه عن نشاطات الأسبوع السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، حيث يقدم الأسبوع محاضرة للأستاذ محمد قجة أمين عام احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، تحت عنوان «سوق عكاظ». كما تقام أمسية للشاعر المعروف عمر الفرّا وأخرى للشاعر حسن بعيتي، وأيضاً ندوة حول الفنون الدرامية يشارك فيها الناقد السينمائي محمد الأحمد والإعلامية ديانا جبور.

وفي الأدب النسائي تساهم سورية في الدوحة بمشاركتين، الأولى تحت عنوان «هواجس نسائية» تلقيها الدكتورة هيفاء البيطار بعنوان «النساء في الألفية الثانية»، أما الثانية فللمهندسة ريم عبد الغني بعنوان «حلم مقدسي».

وعلى صعيد المشاركة السورية بفعاليات الفن السابع تعرض أهم الأفلام السينمائية السورية المنتجة حديثاً، وفي السنوات الأخيرة، وهي أفلام تألقت في السينما السورية، مثل فيلم «حسيبة» من اخراج ريمون بطرس، و«أيام الضجر» من إخراج عبد اللطيف عبد الحميد و«الهوية» من إخراج غسان شميط و«رؤى حالمة» من إخراج واحة الراهب.

إضافة إلى ذلك تشارك سورية بمساهمات من قبل فرق فنية شابة حققت حضوراً على الساحة الفنية السورية، فتقدم فرقة جسور، وهي من مجموعة من الموسيقيين الأكاديميين الذين ينتمون إلى بيئات ثقافية مختلفة ويطمحون إلى تقديم موسيقى في إطار فني ممتزج بالرغبة والمحاولة في تجسيد الموزاييك الموسيقي وذلك بلغة مبتكرة وصياغة موسيقية جديدة.

وفي حوار مع الفنان صلاح معمو حول هذه المشاركة يقول: «أعضاء جسور يسعون إلى أن يكوّنوا جسوراً تربط بين ثقافاتهم الموسيقية المختلفة باختلاف بيئاتهم من جهة، ونقل تلك الثقافات إلى العالم بطريقة تليق بها من جهة أخرى. وقد أقامت الفرقة منذ تأسيسها في عام 2007 عدة حفلات في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون والآرت هاوس ودمشق القديمة والمتحف الوطني بدمشق وغاليري مصطفى علي، قدّمت فيها أعمالاً لمؤلفين من سورية ولبنان وفلسطين والعراق وتركيا. بالإضافة إلى الأعمال التراثية والفلكلورية العربية من المنطقة، وشملت برامج الحفلات أعمالاً من التراث الكردي والأرمني والسرياني».

ومن الفعاليات الطربية تشارك الفنانة وعد بو حسون بليلة غنائية من الطرب الأصيل مع الفنان عمر سرميني. وتقول وعد أنها ستقدم قصائد تراثية خلال مدة تقارب الخمسين دقيقة من ألحانها وفي عزف منفرد على العود. كما نجد أيضاً «شيوخ الطرب» ومن بينهم الفنان عبود بشير والفنان عبد القادر أصلي، وهذه الفعالية ستكون مطعّمة برؤية تشكيلية تتمثل في رقصة المولوية التي تحقق في العادة جذباً جماهيرياً، وهي تعمل لتخليد العظماء الذيـن أسهموا في الحفاظ على هذا الإرث الموسـيقي العربي، وللتعريف بمن كان وما زال لـهم الدور فـي تأسـيـس أنماط الموسيقى العربية الخالدة عامة، والسورية والحلبية بصفة خاصة، نذكر منهم الشـيخ علي الدرويـش، والحاج عمر البطـش. أما فرقة الشموع للفنانة رشا رزق فتقدم عدداً من الأغاني السورية والأغاني الرحبانية، وهي من الفرق التي حققت مستوى فنياً رفيعاً وفي رصيدها نجاحات عديدة حصدتها خلال الحفلات التي أقامتها في سورية والعديد من المدن العربية. وكذلك نجد الفرقة الموسيقية السيمفونية للأطفال التي تقدم عرضاً هاماً ضمن الأسبوع السوري. وتضم الفرقة 50 عازفاً تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات واثنتي عشرة سنة، بإشرا ف أهم أساتذة الموسيقى في سورية.

وحول الفنون البصرية أكد السيد عثمان عثمان أنها ستكون حاضرة مع طيف من التشكيليين المميزين على الساحة الفنية السورية ومنهم: عبد القادر أرناؤوط، خزيمة علواني، ياسر حمود، ريما سلمون، وليد الآغا، علي مقوص، غسان السباعي، غسان جديد، أحمد إبراهيم، خالد المز، نذير إسماعيل، كرم معتوق، حمود شنتوت، ناصر نعسان آغا، أسماء فيومي، محمد غنوم، طلال العبد الله، عبد الله مراد. إضافة إلى فن الخط العربي.

ولدى سؤاله عن المشاركة السورية باحتفالية الدوحة عام 2010، أفاد السيد عثمان بأن أكثر الأعمال السورية المشاركة في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية تنتمي إلى الإنتاج الفني الضخم، مثل عرض صلاح الدين الأيوبي، والعروض الموسيقية السيمفونية السورية وأيضا هناك مشاركة يخطط لها لحفلات فنية يحييها نجوم الطرب في سورية مثل الأستاذ صباح فخري والمطربة ميادة الحناوي وصفوان بهلوان، أما الموسيقى الروحية فيتم حالياً إعداد دراسة عنها هذه الأيام وسيكون للفرق السورية الصوفية حضور هام فيها.

ومن الجدير ذكره أن موقع إحتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية سيتم تدشينه مع حفل الافتتاح الرسمي.


سلمى العبدي - الدوحة - قطر
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك