مواضيع ذات صلة:


من سورية

معبد بل

جهاد سعد يخرج حفل افتتاح الدوحة عاصمة الثقافة العربية
أكثر من مئة ممثل وراقص في حفل افتتاح الدوحة

11/تشرين الثاني/2009

الفنان جهاد سعد واحد من الوجوه البارزة في عالم الدراما السورية، استضافه «اكتشف سورية» في مقره في زيارة ودية، وكان لا بد أن تتحول هذه الجلسة بطريقة ما إلى جلسة حوار لطيفة، بحثاً عن آخر المستجدات لدى فناننا المبدع، في أعماله ونشاطاته المختلفة، ورغم ضيق الوقت لم يبخل علينا الفنان، بما جبل عليه من لطف أصيل، في أن يطلعنا على ما لديه من قادم، سواء على صعيد احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية في عام 2010، والتي وُكّل الفنان جهاد سعد بإخراج حفلها الافتتاحي، وصولاً إلى التكريمات التي حصل عليها في الجزائر، أو التي سيحصل عليها في تونس.

وقد ظفرنا من الأستاذ جهاد سعد باللقاء التالي، والذي ننشره كاملاً، على وعد حوارات أخرى:

أستاذ جهاد سعد، ما هي قصة مشاركتك في افتتاح احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية، وما طبيعة هذه المشاركة؟
الدوحة هي عاصمة الثقافة العربية سنة 2010، وأنا مكلف بإخراج عرض افتتاح الدوحة عاصمة الثقافة العربية، الذي سيقام في 28 كانون الثاني و29 كانون الثاني 2010 من خلال عرضين في العاصمة القطرية، بالمشاركة مع فرقة إنانا، مع حوالي 80 إلى 90 راقصاً، ومجموعة من الممثلين السوريين والقطريين، والنص هو «بيت الحكمة»، الذي أسسه المأمون ابن هارون الرشيد، واللذين اهتما بالعلوم والإنسانيات والشعر والفن. يبدأ الحدث باختراع الساعة المائية التي صنعت في عصر هارون الرشيد، وإرسال الساعة هدية إلى الملك شارلمان في مدينة آخن في ألمانيا، وكيف استقبلت هذه الساعة التي هي رمز للزمن، أو رمز لتجسيد الزمن عبر آلة، وهي المرة الأولى التي ترى فيه أوروبا شيئاً كهذا.

يتحدث العرض عن تأسيس بيت الحكمة، الذي تحول إلى ما يشبه دار نشر ودار ترجمة، حيث ترجمت الكتب المهمة من الفارسية واليونانية واللغات القديمة وبعض اللغات الأوروبية، وذلك بعد أن بعث شارلمان مجموعة من الكتب لهارون الرشيد كبديل عن الساعة.

يتكلم العرض عن المعرفة واهتمام الدولة بالمعرفة، بالعلماء، بالشعراء، بالكتاب، بالفنانين، بالمبدعين، وكيف بدا الأمر في عصر المأمون، ضمن جو احتفالي، وليس استعراضياً، لأن هناك فرقاً كبيراً، العرض هو درامي بالدرجة الأولى، بنيته الأساسية تقوم على العلاقة بين هارون الرشيد ومن كان معه من علماء وكتاب ومفكرين وابنه المأمون الذي أسس بيت الحكمة.

ابتدأنا التحضيرات لهذا العرض منذ حوالي شهر، وسنبدأ التدريبات خلال بضعة أيام، البروفات ستكون في سورية والعرض سيكون في الدوحة.


الفنان جهاد سعد

من يشارك أيضاً في هذا العرض من سورية؟
الكاتب هو المهندس ياسر الأيوبي مدير دار الأسد للثقافة والفنون، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية- قسم الدراسات المسرحية، وسنجد في هذا العرض تعبيراً بالحركة أكثر مما هو استعراض بحد ذاته، لأن الرقص سيكون جزءاً من النسيج العام للعمل.

بيت الحكمة كما قلنا يعبر عن العلاقة بين الشرق والغرب، وهي علاقة ثقافية، حيث كان العرب يعيشون عصر نهضتهم وازدهارهم، فيما كانت أوروبا ما تزال في عصور الظلام، وكان تقبل العلم فيها آنذاك صعباً للغاية، ونرى كيف انتقلت المعرفة من الشرق للغرب مجسَّدة بالساعة التي وصلت للملك شارلمان، ونشاهد هذا كله بشكل مكثف ضمن أحداث مكثفة على خشبة المسرح. لقد ابتدأنا التحضيرات منذ حوالي شهر في مدينة دمشق ونعمل الآن على النص.

المرجعية التاريخية كان الأستاذ محمد قجة مدير جمعية العاديات بـحلب، وهو مرجعية تاريخية كبيرة، فيما عملت أنا على النص كمخرج، إذاً هناك كاتب سوري ومخرج سوري وفرقة إنانا بقيادة جهاد مفلح، وكل هذا سيظهر في العلاقة المشتركة بين الحركة والمسرح، فلن يكون العرض رقصاً فقط، وليس مجرد مسرحية، بل سيكون هناك حركة تعبيرية.
هناك مسؤولية كبيرة طبعاً، لقد اشتركت سابقاً في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية في 2008، حيث أخرجت أوبرا «كارمن»، التي عرضت لمدة أربعة أيام في دار الأسد للثقافة والفنون، ثم انتقلت عاصمة الثقافة للقدس، وقد اشتركت فيها بعمل بعنوان «بيان شخصي»، وهو مونودراما للفنان عبد الرحمن أبو القاسم وعرض في الجزائر عرضاً واحداً، وحالياً سيعرض في سورية، وسيعرض في مهرجان المونودراما في الفجيرة، وكان ترافق العرض مع تكريم لي في الجزائر منذ حوالي ثلاثة أشهر.

حالياً تجري الاستعدادات لانتقال عاصمة الثقافة العربية إلى الدوحة، وتشاء الصدف أن يتم اختياري لإخراج هذا العمل في افتتاح احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.

وماذا عن اختيارك لإخراج عرض الدوحة؟
تم الاختيار بالاتفاق مع فرقة إنانا واحتياج العرض لمخرج مسرحي، وذلك بعد موافقة الدكتور حمد الكواري وزير الثقافة القطري، وهو أيضاً مدير احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010. وقد ذهبنا إلى الدوحة ورأينا المسرح الذي سيقام عليه عرض الافتتاح، وتم الاتفاق على أن نقوم بالتدريبات في سورية، فيما تقام البروفات النهائية قبل العرض بعشرة أيام في الدوحة، فالاتفاق كان من خلال فرقة إنانا ووزارة الثقافة القطرية.
ولدي بعض أسماء الفنانين الذين سيشاركون بالعمل المسرحي: إياد أبو الشامات، زياد سعد، حسام الشاه، نضال سيجري، فادي صبيح، بسام داوود، غسان مسعود، عبد المنعم عمايري، ميسون أبو أسعد، جلال شموط، رامز الأسود، نوار بلبل، أدهم مرشد، وغزوان الصفدي، وهناك أربعة ممثلين قطريين، سيأتون إلى سورية ليحضروا البروفات.


النص المسرحي بيد الفنان جهاد سعد
وعليه ملاحظاته

مسرح احتفالي راقص يجمع ما بين الشرق والغرب في بيت الحكمة، أعتقد أن العرض متميز، من أين أتت الفكرة؟
فكرة بيت الحكمة كانت مطروحة في قطر، ثم كتب النص تحت عنوان «بيت الحكمة»، أنا مخرج فلا بد لي من العمل على النص المسرحي، فهو في النهاية، عرض مسرحي وليس احتفالاً راقصاً، بل هو مسرح يحتوي على رقص ودراما ولوحات تعبيرية، والهدف منه ليس مقتصراً على حفل الافتتاح فقط، فإذا عرض هذا العرض في الافتتاح فيمكن أن يعرض في أي مكان آخر وزمان آخر، وليس فقط في هذه الاحتفالية.

كيف تهيئ الحكومة القطرية لهذه المناسبة، وما رأيك بما قاموا به حتى الآن؟
لقد قمنا بزيارة الدوحة هذا الأسبوع لمدة أربعة أو خمسة أيام، وكان هناك فعلاً احتكاك مباشر مع السيد وزير الثقافة الدكتور حمد الكواري مدير الاحتفالية، ووجدنا تحضيرات مستمرة بدأت منذ أشهر، وقد قال لي الدكتور الكواري أن أول ثلاثة شهور من عام 2010 قد تمت برمجتهم، وربما تمت برمجة الشهر الرابع الآن، فهناك عمل دؤوب وتطور مستمر واجتماعات يومية، وهناك خلية عمل كاملة في وزارة الثقافة القطرية، وتغطية مادية كبيرة تتناسب مع الأعمال الفنية التي ستأتي من أماكن كثيرة من العالم العربي، إذ ستضم الاحتفالية نشاطات تتعلق بالمسرح بالموسيقى بالسينما والفن التشكيلي، ونشاطات تتعلق بالكتاب والنشر والطباعة، وندوات شعرية وندوات ثقافية وغير ذلك.

ما رأيك بالمسرح القطري؟
مسرح له تاريخه، وهناك مبدعون قطريون هامون، إذ يحتل المسرح القطري مكانة راسخة في المسرح الخليجي، وهناك كتاب مهمون حصلوا على جوائز محلية وعربية، ومخرجين وممثلين ذوي مستوى أكاديمي رفيع.

هل لديك فكرة عن الحضور السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية؟
سيكون هناك حضور سوري أكيد وقوي في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية، إذ أن هناك علاقات مباشرة وقوية واستثنائية بين دمشق والدوحة، وبالتالي هناك بروتوكولات سوف تُنفذ من خلال احتفالية الدوحة 2010، وهذا الأمر لمسته بشكل مباشر، وكل ما يمكنني قوله أن سورية ستكون حاضرة بقوة في هذه الاحتفالية.

هل هناك أية فعاليات سورية يمكن أن تخبرنا عنها؟
علاقتي المباشرة مع مشروع الافتتاح، ولكن أنا متأكد من وجود نشاطات فنية هامة من سورية، سواء في المسرح أو الموسيقى أو الفن التشكيلي، والعديد من النشاطات الأخرى.

الفكرة ما تزال تلح علي، أي إخراج النص المسرحي بهذه الطريقة؟ ما أريد أن أسأله، إلى أي حد هناك تجديد بشكل العرض المسرحي بالنسبة لك كمخرج؟
كل عرض له روح، وكل نص له روح، وكل عمل فني له روح، فالمسرحية الكلاسيكية هي غير المسرحية المعاصرة، وبالتالي فكل عرض له حل إخراجي وما زلت بصدد الحل الإخراجي على الورق وبالرؤية.


الفنان جهاد سعد

هل تشعر بوجود تحدٍ ما في إبداع هذا الحل، وإلى أي مدى يجب يجب أن يكون ابتكارياً؟
أنا لا أشعر بالتحدي، بل أقوم بعمل يتملكني، وهذه عادتي فعندما أقوم بعمل فإني أغرق فيه إلى الآخر، أراه في منامي، وأقلق، وفي حالتنا هذه، لم أنم تقريباً منذ شهر ونصف بشكل جيد، وقد تواتيني فكرة في منتصف الليل فأستيقظ وأعمل عليها على الورق، إنها مرحلة قاسية، إنها أصعب مرحلة وأجمل مرحلة، ومتى ما وقفنا على خشبة المسرح مع المجموعة يصبح هناك تفاعل مع المجموعة، ونكون قد تجاوزنا الجزء الصعب من المسألة.

فكرة إنتاج نص فكري وبصري وابتكاري، هذا بحد ذاته هام جداً لك كمخرج، وسأسأل مجدداً عن التحدي الموجود في ذلك؟
ربما كان هناك تحدٍ دون أن أعرف، أنا لا أفكر بمجمل الأعمال التي قمت بها، بل بالعمل الذي أقوم به الآن وفي المستقبل، لا شك أن الخبرات المتراكمة تلعب دوراً في ذلك سواء من حيث الرؤية وسرعة الحلول الإخراجية، فالنص المكتوب يبقى نصاً أدبياً، ولكن النص المسرحي لا يكتمل إلا بكتابته الكاملة على خشبة المسرح عن طريق الإضاءة والموسيقى والممثلين والحركة والرقص، أي أن المخرج يقوم بكتابة النص على خشبة المسرح عبر الممثلين والضوء واللحن وهكذا يكتمل النص المسرحي، أي النص هو ما ينص عليه العرض وليس فقط ما هو موجود على الورق، إلى الآن أنا أعمل على الورق وفي الخيال، وبطبيعتي فأنا لا أحب العمل المسبق الصنع، بل أترك دائماً شيئاً للإبداع اللحظي، مثل كتابة الشعر، فأحياناً يعرف الشعراء آخر كلمة في القصيدة وأحياناً تتحول القصيدة أو اللوحة التشكيلية أثناء الرسم إلى شيء آخر وتصدر في إطار آخر، وهكذا المسرح، ولكن ضمن حدود الفكرة أو النص.

في كل الافتتاحيات «دمشق وما قبل دمشق» كان هناك إصرار على أن يكون عرض الافتتاح سرياً لآخر لحظة، هل أفشيت أية أسرار؟
لا أعلم، لا أسرار لدي، أحب أن أقول كل ما لدي بشكل علني، فهذا السر سيكون ظاهراً على الخشبة أمام الناس فلماذا إخفاؤه، لكن هناك أسرار بالكواليس لا أقولها لأحد.

هناك المأمون وهناك هارون الرشيد، ما العلاقة الدرامية بين هذين الاثنين؟
هارون الرشيد كان لديه أيضاً مركز ثقافي وكان يحيط نفسه بالعلماء، وكان يطلب من ابنه المأمون أن يقرب إليه الناس الذين يمكن أن يفيدوا المصلحة العامة، وقد ساعد هارون الرشيد المأمون كثيراً في المضي بهذا الطريق، كان هناك بذور فلا شيء ينبت من فراغ.

وكيف سيتم إظهار هذه الشخصيات في العرض؟
النص بسيط جداً وواضح جداً، أصلاً لا نستطيع أن نأخذ كل تاريخ هارون الرشيد ولا تاريخ المأمون ولا تاريخ الشخصيات الموجودة بشكل كامل، بل لدينا مقاطع، فالعرض هنا مكثف وسريع، ولا يمكن الاستغراق في تناول الشخصيات، إذ لا نستطيع أن نضع كل التاريخ على خشبة المسرح.

ولكن يجب أن تكون الشخصية مقنعة، أي أشعر كمشاهد أن هارون الرشيد أمامي فعلاً على المسرح؟
لديك رسائل معبرة (كودات)، العرض مجموعة من اللوحات التي تحتوي على هذه الرسائل الصغيرة، لن نركز كثيراً على هارون الرشيد أو المأمون بل سنركز على الفكرة العامة، والهدف الأساسي من رسالة بيت الحكمة، نشر الثقافة، العناية بالمثقف، العناية بالمبدع، وهذا الشيء كان موجوداً فعلاً، وقد تولدت عنه نهضة أكبر بكثير مما سنقدمه على المسرح، فلا نستطيع في ساعة واحدة أن نحيط بكل ذلك، بل سنعتمد على بقايا صور، مثل المكعب المجري التركيبي الذي يعطيك بمجموع الألوان صورة ما، ولا نستطيع في ساعة ونصف أن نقدم كل تاريخ هارون الرشيد أو المأمون.

وهل هناك إظهار للشخصيات الثقافية والفكرية التي كانت في عصر المأمون؟
طبعاً هذه الشخصيات موجودة، كما يظهر الوراقون، وفي أحد المشاهد يدخل المأمون على أحد مترجميه ويتحدث عن تجليد الكتب وكيف أنه يجب أن يكون قوياً ليبقى للأجيال القادمة، لقد تمت الترجمة في ذلك العهد من اليونانية القديمة ومن اللغة الفارسية ومن بعض اللغات القديمة وهذا وارد في العرض، ولكن لا نستطيع أن نتكلم في تفاصيل النص الآن ولندعها للمستقبل.

لو تقرأ نص البروفة في يد الأستاذ سعد ستجد نصاً آخر فوق النص الأصلي، وفيه العديد من ملاحظاته، أي أن هناك نصين أحدهما بالفرنسية وآخر باللغة العربية.
لا مانع لدي من تصويره لو شئت، فنحن في المعهد ندرس كيفية عمل المخرج على النص المسرحي من الألف إلى الياء، بداية من اختيار النص وتحليل الشخصيات وانتقاء الممثلين ..إلخ.

أستاذ جهاد، ما الذي يشكل لك متعة أكبر، الإخراج المسرحي أم التمثيل؟
هذه وسيلة أعبر بها عن نفسي كوسيلة إخراجية، وهناك وسيلة أخرى أعبر فيها عن نفسي هي التمثيل، لقد مارست التعبير بالجسد عندما كان هذا يعد انتحاراً، وأنا الآن في مرحلة أخرى كممثل مسرحي، ولكن الإخراج لغة، والتمثيل لغة، ولكل منهما صعوبات شائكة والفرق بينهما شاسع، ولا علاقة للتمثيل بالإخراج، وقد خضت التجربتين معاً، وأحياناً كنت أنا المؤلف والمخرج وكنت ممثلاً بالعرض نفسه، وهو أمر شائك وليس للتعميم، ولا أنصح به أحداً.

حدثنا عن التكريم في الجزائر؟
لقد كرمت في مهرجان المسرح في الجزائر، وفي كل سنة يختارون عدداً من الفنانين المسرحيين الجزائريين والعرب لتكريمهم، كما نفعل نحن في مهرجان دمشق المسرحي، وقد كرمت من قبل مهرجان دمشق منذ سنتين، والآن حصلت على هذا التكريم في الجزائر، الذي ترافق مع عرض مسرحية «بيان شخصي»، فالتكريم أتى من ضمن هذا السياق.


الفنان جهاد سعد والفنان القدير أسعد فضة والفنانة ميسون أبو أسعد

وماذا عن مهرجان قرطاج أستاذ جهاد؟
بالنسبة لمهرجان قرطاج، فالدورة تقام على وقع مرور مئة عام على تأسيس المسرح التونسي، وبالتالي فهي احتفال بمئوية المسرح التونسي، وسيتم فيها تكريم 12 فناناً من الوطن العربي ومن تونس، والمكرمون من سورية هم الأستاذ أسعد فضة وأنا (جهاد سعد)، وذلك يوم الأربعاء 11 تشرين الثاني الجاري، وبعد عودتنا سنبدأ البروفات لعرض الدوحة.

هذا يقودنا إلى السؤال التالي، ما رأيك إذاً بوضع المسرح السوري وتطوره حالياً، وهل اهتمام الخليج أو المغرب العربي، بالمسرحيين السوريين، هو دلالة على حدوث نهضة مسرحية، أم أن الأمر مجرد إبداعات فردية، وأسماء لامعة هنا أو هناك؟
إبداعات فردية، لا نهضة مسرحية، إذ لا توجد نهضة مسرحية، لا في سورية ولا في الوطن العربي، إنما هي جهود شخصية وإبداعات فردية، قد يكون عددها أكبر أو ظاهراً أكثر في دولة معينة، مثلاً ظهر مبدعون مسرحيون في العراق وسورية وتونس، مما أدى إلى جزء من حركة، لا نستطيع القول أن هناك مسرحاً عربياً، بل مبدعون مسرحيون عرب في بعض الدول، مثل تونس، مصر، لبنان، العراق، سورية، وغيرها.

إذن أقول إنها إبداعات فردية في تاريخ المسرح المعاصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ولكن لم تتشكل هناك حركة مسرحية عربية، إلا نادراً حول المهرجانات، فقبل كل مهرجان هناك حركة تعود للهمود بعد انتهائه، فيما عدا بعض السنين التي شهدت نشاطات مسرحية، لا نستطيع القول عنها أنها حركة مسرح، والتي تعني غذاءً يومياً للشعوب، فالمسرح حتى الآن لم يتجذر في روح الشعب العربي، ولا يشكل غذاء يومياً له، كما في أوروبا مثلاً.


عمار حسن
محمد رفيق خضور
تصوير: عبد الله رضا
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
alaa:
انا من سوريا مقيم بقطر وانا سعيد جدا لتواجدي في الدوحة ويشرفني حضور افتتاحية الدوحة عاصمة الثقافة العربية ونأمل النجاح والتوفيق للمسرحية الافتتاحية للحفل وكلنا ثقة بذلك كون الفن السوري دائما في تألق ونجاح

qatar