جهاد سعد يتابع التحضيرات النهائية لحفل افتتاح الدوحة عاصمة الثقافة العربية

10 01

بيت الحكمة : عرض مسرحي كرنفالي بمشاركة سورية قطرية

يتابع الفنان والمخرج جهاد سعد التحضيرات النهائية للعرض المسرحي الكرنفالي «بيت الحكمة» والذي سيقدم في الدوحة عاصمة دولة قطر، وذلك بمناسبة إعلان الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010. هذا وقد اعتمد القائمون على احتفالية الدوحة، نصاً للكاتب السوري ياسر الأيوبي بعنوان «بيت الحكمة» والذي تعود أحداثه لبدايات القرن التاسع الميلادي زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد وابنه المأمون، حيث كان بيت الحكمة يعتبر مكتبة شاملة لأهم الكتب المترجمة وبذلك كان بيت الحكمة خزانة كتب ومركزاً للترجمة والتأليف، ومركزاً للأبحاث ورصد النجوم، ومن أهم ما ميز بيت الحكمة هو تعدد المصادر، وهي الكتب القديمة والتراجم والكتب التي ألفت للخلفاء والكتب التي نسخت مما جعله مجمعاً علمياً، وظل بيت الحكمة قائماً حتى اجتاح المغول بغداد عام 1258، حيث تم تدمير معظم محتوياته في ذلك الوقت.

وفي لقاء لـ «اكتشف سورية» مع فريق العمل السوري الذي يتابع تدريباته المكثفة في دمشق، كانت لنا هذه الحوارات مع معظم الفنانين السوريين الذين سيشاركون في عرض الافتتاح.


المخرج جهاد سعد

بداية كان لنا هذا الحوار مع الفنان والمخرج المسرحي جهاد سعد، ففي سؤال عن وجه الاختلاف بين عمله في المسرح الكلاسيكي أو الدرامي وبين المسرح الراقص تحدث قائلاً: «أولاً يختلف المسرح الدرامي أو الكلاسيكي عن المسرح الراقص، وتحديداً المسرح الراقص الدرامي، فهناك بعض الرقصات كرقصة السماح في بلاط هارون الرشيد تتحمل لغة تعبيرية جسدية خاصة، وهي تعبر عن لحظة درامية تتم أثناء الحدث، لذلك جاء تعاوني مع فرقة إنانا حول الفكرة العامة لنص ياسر الأيوبي، ليتم من خلالهم تصميم الرقص بهذا الاتجاه، بما يتواتى مع مستوى التمثيل الحركي الذي يتعشق مع الراقص التعبيري، لذلك فالتجربة هي ما بين الرقص الدرامي التعبيري وما بين حركة الممثلين المرتبطة بشكل مباشر مع الرقص».

تنطلق في هذه التجربة من نص الكاتب ياسر الأيوبي وبتعاون مع فرقة إنانا، كيف ستجسد هذا التعاون على خشبة المسرح؟
كتب ياسر الأيوبي هذا النص بمناسبة افتتاح الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، ولكن في المحصلة أنا أراه كنص مسرحي، طبعاً عمل المخرج هي الكتابة الأخيرة للنص، فهناك النص المكتوب والنص البصري الذي يتجسد بجمالية المكان، والنص الحركي وهو حركة الراقصين والممثلين كلغة، بما في ذلك النص المحكي، كل هذه العناصر توصلنا إلى نوع خاص من العروض المسرحية.

بالمحصلة ومع كل هذه العناصر الفنية المتاحة لك هل سترتقي هذه العناصر لمستوى خيال الفنان جهاد سعد؟
أتمنى أن نصل بالتطبيق إلى أقرب مسافة من الفكرة والصورة المكونة عن العرض، والتي تعتمد أساساً على الارتجال المدروس، وبالعموم لا يوجد عرض فني في التاريخ يصل للفكرة أو الصورة النهائية، فالفكرة هي في تحرك ونمو مستمر، نحن وبجهود فريق العمل نسير في هذا العرض ليصل لمستوى معين ويكون لائقاً جمالياً وفنياً وإيقاعياً وهذا ما نتمناه. وبجهود فريق العمل ككل أقترب من الصورة التي أراها، وستكتمل الصورة أكثر بوجود التقنيات الأخيرة في الدوحة.

بوجود مقومات العمل المسرحي المتكامل، هل ستفتح لك هذه التجربة آفاقاً لرؤى إخراجية جديدة؟
كل تجربة مسرحية هي درس جديد بالنسبة لي، أنا أتعلم من أي تجربة أخوضها، ودائماً المسرح يعطي مساحة جديدة للمخرج أو الممثل، لذلك رجل المسرح يعمل لآخر لحظة من حياته.

الفنان غسان مسعود

وحول مشاركة الفنانين السوريين في حفل افتتاح احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 تحدث الفنان الكبير غسان مسعود: «ستكون الدوحة عاصمة ثقافية للعرب لعام 2010، لذا أقل ما يمكن أن يخدم به هذا العنوان الثقافي، هو أن نشارك كعرب سواء كنا من الخليج أو من سورية، وأن نقدم هذا الافتتاح بهوية عربية خالصة».

أما عن مشاركته فأضاف: «أجسد شخصية هارون الرشيد، والتي نركز من خلالها على الجانب المعرفي في العصر العباسي، ففي عصر هارون الرشيد شهدت الأمة العربية والإسلامية نهضة كبيرة على المستوى الثقافي والمعرفي والترجمة، وصناعة الساعة والخرائط وعلم الفلك، وبالنتيجة هو عصر مدني بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وقد جاء بعده ولده المأمون لكي يكرس هذه المسألة، لذا من المهم أن نضيء على هذه المرحلة من تاريخ العرب وخاصة بهذه المناسبة الثقافية».

وعن تعاونه مع الفنان والمخرج جهاد سعد فيقول: «وجود الفنان جهاد سعد كمخرج من الجانب الدرامي لهذا العمل، هو بالنسبة لي ضمانة حقيقة لأنه فنان كبير وله وجهة نظر ورؤية خاصة في المسرح السوري، وعبر تاريخه الطويل قدم مساهمات جلة في المسرح السوري، إضافة لوجود لغة مسرحية مشتركة، وفهم مشترك لوظيفة المسرح والثقافة، مما يجعلني أوافق على أي عمل مسرحي يقوم بإخراجه الفنان جهاد سعد، فليس من الضرورة أن تجدني مع مخرج آخر ولكن مع جهاد ستجدني بكل تأكيد».

من جانبه قال الممثل ومساعد المخرج بسام داوود: «نمثل في هذا العمل المشاركة العربية في افتتاح احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة 2010، فهو حفل عربي قطري سوري بوجود ممثلين من دولتي قطر وسورية، إضافة لفرقة عربية وسورية إلا وهي فرقة إنانا، ومن هنا يصبح حفل الافتتاح عملاً عربياً وبأيدٍ عربية خالصة. أما عن مشاركتي في هذه التجربة فأقوم بمهمتين كممثل وكمساعد مخرج، كممثل ألعب مجموعة من الأدوار، وخاصة أن الشكل المسرحي الذي ارتآه المخرج جهاد سعد يتحمل تعدد الشخصيات التي يجسدها ممثل واحد، لذا أجسد شخصية محمد بن علي الإسطرلابي إلى جانب شخصية الخوارزمي».


الفنان عبد المنعم عمايري والفنان زياد سعد

وفي حديثنا مع الممثل عبد المنعم عمايري حول هذا العمل وخاصة بوجود الفنان الكبير غسان مسعود تحدث قائلاً: «سبق وأن تبدلت المهام الفنية بيني وبين الأستاذ الكبير غسان مسعود وخاصة في المسرح، فقد عملت سابقاً تحت إدارته كممثل في بعض المسرحيات التي أخرجها، ليحدث العكس في مسرحية صدى التي قمت بإخراجها، في هذا العمل وللمرة الأولى نقف كممثلين على خشبة المسرح، وهي بالنسبة لي سعادة لا توصف، وأظن أنها سعادة متبادلة بيني وبينه.

في هذا العمل ألعب شخصية المأمون مع الاعتماد على الدلالة والرمزية، وأثر بيت الحكمة على شخصية المأمون وتفاعله مع الثقافة والعلم. وفي هذا العمل تتعدد العناصر الفنية فالموسيقى والرقص جنباً إلى جنب مع الدراما، لذا نستطيع أن نقول عنه أنه حفل كرنفالي، والممثل فيه عنصر من العناصر الفنية الموجودة، بعكس المسرح الكلاسيكي والذي يكون فيه الممثل العنصر الأساسي في العمل المسرحي».


الفنانة ميسون أبو أسعد

وعن مشاركتها في هذا العمل واختيارها من قِبل الفنان والمخرج جهاد سعد قالت الممثلة ميسون أبو أسعد: «يوجد تاريخ مشترك في تعاملي مع الفنان جهاد سعد، وخاصة أنني تعاونت معه في أكثر من ثلاثة عروض مسرحية، لذا توجد لغة مسرحية مشتركة، كما يشارك معنا في هذا العمل طلاب من المعهد العالي للفنون المسرحية، وبذلك يكون الأستاذ جهاد أستاذنا على اختلاف أجيالنا».

وعن شخصيتها التي تجسدها أشارت بالقول: «أجسد شخصية الفتاة التي يتزوجها المأمون، هي امرأة داعمة له وخاصة عندما يستلم سدة الحكم. درامياً لا يوجد شيء استثنائي بعلاقتها مع المأمون لوجود الاستقرار، ولكن الممتع في هذه التجربة هو الدخول إلى عالم فرقة إنانا الراقص والذي يشكل مع التمثيل والغناء المباشر والمسجل، مقومات تهيئ لعرض عربي ضخم وكبير».


الفنان نوار بلبل

من جهته قال الممثل نوار بلبل: «شرف كبير للسوريين أن يفتتحوا الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010. أما عن مشاركتي في هذا الحفل مع فرقة إنانا، فإنني أجسد شخصية إبراهيم الموصللي، وهذه هي تجربتي الثانية مع هذه الفرقة، بالإضافة للممثل رامز الأسود وحسام الشاه بعد عرض "صلاح الدين"، لقد تقاطعنا نحن الثلاثة بشكل أو بآخر مع هذه الفرقة لنكون كأعضاء جدد من فريق عملها».


الفنان أدهم مرشد

أما الممثل أدهم مرشد فيؤكد على أهمية الفن السوري الذي أصبح سفيراً حقيقياً لسورية: «رغم أن مشاركتي في هذا العمل الضخم هي مشاركة بسيطة إلا أنني سعيد بها، وخاصة أنني أشارك مع مجموعة من الممثلين السوريين في تجربة جديدة ومميزة على الصعيد الفني والثقافي، وأجسد في هذا العمل دور موسى ابن شاكر الذي يقوم بصنع الساعة التي يقوم هارون الرشيد بإرسالها إلى الملك شارلمان، إضافة إلى مجموعة من الأدوار الصغيرة».


الفنان جلال شموط

من جانبه قال الممثل جلال شموط: «بداية ألعب دور القائد العسكري ابن الفضل، ضمن توليفة هذا العمل، ونحن الآن في المراحل النهائية من البروفات، حيث نعمل بشكل مكثف للوصول إلى الصيغة النهائية المستمدة من نص الكاتب ياسر الأيوبي. بالعموم نحن نعمل ضمن تركيبة عربية من خلال مشاركتنا كممثلين سوريين وقطريين إضافة لفرقة إنانا السورية، وبهذه التركيبة العربية نساهم في فتح الأفق بشكل أوسع وأرحب باتجاه تعدد المشاركة العربية في افتتاح احتفالية ثقافية عربية كهذه الاحتفالية».


الملحن محمد هباش

وفي لقاء مع الملحن محمد هباش والذي نادراً ما يقوم بلقاء صحفي قال: «بدأت بورشة عمل مع الفنان جهاد مفلح ثم مع الفنان جهاد سعد لنرسم معاً خطوط العمل الأساسية. فكانت نقطة البداية بصياغة موسيقية أحاكي من خلالها المشاهد التمثيلية والمشاهد الراقصة، والشرط الموسيقي الأساسي هو ربط هذه الصياغة الموسيقية بتيم معين، فبدأت بدراسة تلك المرحلة من زمن هارون الرشيد، كي أصوغ لحناً موسيقياً يحاكي تلك المرحلة وباستخدام توليفة موسيقية عصرية».

وأضاف: «الشيء المهم في هذا العمل هو كيف سنقدم هذه المرحلة من زمن هارون؟ وبأي اتجاه سنقوم بتقديمها، هل باتجاه التوثيق لتلك المرحلة، أو أن نضيف من روح هذا العصر على الحكاية، وإذا كنا سنذهب باتجاه التوثيق لكنا سنكتفي بألحان إبراهيم الموصللي الذي يعود لعصر هارون الرشيد، لذا كان الخيار باستخدام موسيقي عصرية دون المس بروح تلك الحقبة من الزمن».

وفي ختام لقائنا كانت لنا وقفة مع الفنان جهاد مفلح مدير فرقة إنانا وحول تعاونه مع الفنان جهاد سعد تحدث قائلاً: «أقوم عادة بإخراج الأعمال الراقصة والتي تعتمد على الجسد كلغة تعبيرية، أما في هذه التجربة فالوضع مختلف، فالعمل هنا هو عمل درامي أكثر مما هو عمل راقص، فنحن أمام عمل درامي تعبيري قائم على الدراما وبذلك من الأجدى أن يكون مخرجه فناناً مسرحياً كالأستاذ جهاد سعد، وهي تجربة ممتعة سيكون لها الأثر الإيجابي على مسيرة فرقة إنانا».

وختم الفنان مفلح حديثه معنا بالقول: «هذا شرف كبير لفرقة إنانا أن تفتتح احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، لذا أشكر كل الجهات العربية التي تؤمن بفرقة إنانا، وعلى رأسهم وزارة الثقافة القطرية ممثلة بالدكتور حمد الكواري وزير الثقافة القطرية، الذي يؤمن بالفن السوري على اختلاف أجناسه، وهو صاحب فكرة حضور السوريين ليكونوا في افتتاح احتفالية الدوحة إلى جانب أخوتهم القطريين».

يذكر أن بطاقة العمل الفني تتكون من: إخراج العمل: الفنان جهاد سعد.
وكل من مدير مؤسسة إنانا: جهاد مفلح،
كاتب النص والسيناريو: محمد ياسر الأيوبي،
التأليف الموسيقي: محمد هباش،
مصممة الأزياء: فيكتوريا الطنجي،
مصممة اللوحات التعبيرية: ألبينا بيلوفا،
المادة العلمية والتاريخية: محمد قجة،
أشعار: علي الرواحي،
مصمم الديكور: سمير أبو زينة،
استشارة درامية: حمد الرميحي،
مصمم الإضاءة: سهيل جبري،
هندسة الصوت: عبد الله زيادة،
مكياج: ضياء الأشقر ونتاليا الطويل،
مساعد مخرج: بسام الطويل،
مدير العلاقات العامة: معتز أفغاني،
أداء اللوحات التعبيرية: فرقة إنانا.

أما الممثلون المشاركون في احتفالية الدوحة فهم: غسان مسعود، عبد المنعم عمايري، ميسون أبو أسعد، إياد أبو الشامات، زياد سعد، جلال شموط، غزوان الصفدي، رامز الأسود، نوار بلبل، حسام الشاه، بسام الطويل، أدهم مرشد، سلمان المري، فهد أحمد، راشد يوسف، إبراهيم البشري، أحمد عبد الله، ميساء عيسى «مغنية»، إبراهيم كيفو «مغني».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

فرقة إنانا أثناء التدريبات النهائية للعرض المسرحي بيت الحكمة

الفنان جهاد سعد أثناء التدريبات

أثناء التدريبات النهائية لعرض بيت الحكمة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

مطر:

السيد مازن كنت آمل لو أنك تعقبت مؤلف العمل كما تعقبت المشاركين الآخرين في العمل. مؤلف النص جزء مهم بل ومركزي في هذا العمل!!

سورية

تامر برغوث:

أنا تامر اريد ان أصبح فنانا أود بأن تجربوني بأي دور وثانيا"أنا بشكر أداء الفنان والمخرج الإستاذ الفنان والمخرج العظيم جهاد سعد على هذا الإخراج والإستاذ النجم والقمر الفنان غسان مسعود على هذه المشاركة ومشاركة بعض الفنانين المبدعين الله يعطيكن ألفففففففففففففففففففففففففففففف عافية سلام مع تحيات تامر للفن وللدراما وللإخراج والتمثيل

سورية

noor:

عمل بيت الحكمة مهم جدا ولقد أضاف أشياء جديدة في عالم الإخراج المسرحي الدرامي

syria