مديرية الآثار بحلب تفتتح معرضاً للصور الضوئية حول البيوت ذات القباب الطينية

2009/01/12

افتتحت مساء يوم الخميس26 تشرين الثاني 2009 في متحف حلب فعاليات معرض توثيقي بعنوان «البيوت ذات القباب الطينية في قرى سورية الشمالية: العمارة التقليدية المشتركة بين الشرق والغرب»، وضم المعرض صوراً توثيقية حول البيوت ذات القباب الطينية والمنتشرة بشكل كبير في ريف مدينة حلب وصولاً إلى منطقة البادية. وقد أجرت الدراسة بعثة سورية – إيطالية مشتركة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وذلك على مدى عامين، لتختتم بالمعرض الذي أقيم مساء الخميس، حيث يقول السيد ثائر يرته معاون مدير آثار حلب للشؤون العلمية عنه: «هذا المعرض هو نتاج أعمال البعثة السورية – الإيطالية المشتركة التي قامت بدراسة عدة قرى طينية ضمن ريف محافظة حلب بدءاً من العام 2008. وتعتبر هذه القرى نموذجاً معمارياً هاماً يمكن أن يعد الأثر الباقي الوحيد لهذا النمط من العمارة في منطقة المشرق».

من جهته يقول البروفيسور سافاريو مككي عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة فلورانس بأن أهمية المشروع تمثلت في النظر إلى هذه البيوت ليس فقط من الناحية المعمارية إنما من الناحيتين التراثية والإنسانية أيضاً حيث يضيف قائلاً: «ما يميز عمارة القباب الطينية هو أنها تعكس الظروف المعيشية للسكان الذين عاشوا في تلك المناطق، حيث فرضت عليهم تلك الظروف تصميم مثل هذا النوع من النمط المعماري. هذا الأمر أفادنا من جهة في التعرف التراث السوري من الناحتين المادية واللامادية، ومن جهة أخرى التعرف على بعض الحلول التي وفرها هذا الفن خصوصاً بالنسبة لموضوع العزل الحراري مثلاً».

ويختم بالقول أن المعرض سيبقى لفترة أسبوع في مدينة حلب ومن ثم سينتقل إلى كل من إسبانيا وإيطاليا واليونان أيضاً ليتم عرض الصور والنتائج في هذه الدول.

أما البروفيسور فاسيليس كونيورودس ممثل الجمعية الهلنستية للتراث الثقافي فيقول بأن هذه البعثة تمثل المشروع الثاني الذي يموله الاتحاد الأوروبي في سورية مقدماً شكره وتقديره للجانب السوري تجاه كل ما قدمه من دعم وختم بالقول: «سنقوم خلال الفترة القادمة بإعداد عرض تقديمي عن واقع هذه البيوت الطينية ذات القباب، وسنقوم بتقديم هذا العرض إلى منظمة اليونسكو لإدراج هذه القرى على أنها «مواقع من التراث العالمي» ليتم حمايتها ورعايتها كما كان الحال مع مدينة سيرونيكو الأثرية في اليونان مثلاً».


من معرض البيوت ذات القباب الطينية

وقد ضم المعرض صوراً توثيقية مع شروح باللغتين العربية والإنكليزية تتحدث عن أهمية هذه البيوت والميزات التي كانت توفرها لسكانها مشيرة في الوقت ذاته إلى أن عمر هذه التقنية في البناء يعود إلى 8000 آلاف عام تقريباً، وأول ظهور لها كان في منطقة المشرق وسورية تحديداً وذلك على مستوى العالم. وقد شكلت هذه البيوت النقلة من السكن ضمن الخيام إلى السكن ضمن المنازل لتنتهي حياة التنقل ولتبدأ معها حياة الاستقرار بالنسبة لبعض القبائل العربية وقتها مثل قبيلتي بكر وتغلب مثلاً. كما قامت البعثة بدراسة ست قرى امتدت من منطقة شمال شرق حلب وصولاً إلى بادية حماة محاولة القيام بعملية توثيق شاملة لها من كل النواحي. ووفقاً للدكتور علاء الدين لولح الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة حلب، والعميد الحالي لمعهد التراث العربي في الجامعة فإنه كان وقد سبق لكلية العمارة إجراء مثل هذه الدراسات التوثيقية والتي يقول عنها: «قمنا في كلية الهندسة المعمارية في جامعة حلب بتوثيق هذا النمط من البناء في أكثر من مناسبة سواء عن طريق الأبحاث التي قام بها طلاب الدراسات العليا، أو عن طريق الأبحاث التي قام بها أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية. وأود أن أقول بأن معهد التراث العربي يحتوي حالياً على قسم مختص بدراسة التراث المعماري القديم إضافة إلى أنه تم عقد العديد من الندوات التي هدفت للحفاظ على هذا النمط من العمارة».

يذكر بأن هذا النمط من البناء كان وما مازال مثار اهتمام العديد من الباحثين والمصورين وحتى الأشخاص العاديين الأمر الذي نجده من خلال الأبحاث والصور والأفلام التي أعدت وما زالت تعد عن هذا النوع من المنازل.

.

حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض البيوت ذات القباب الطينية في متحف حلب

من معرض البيوت ذات القباب الطينية في متحف حلب

من أجواء معرض البيوت ذات القباب الطينية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق