ندوة حول هموم الترجمة وتشجيعها يستضيفها معهد غوته

13 11

تحت عنوان تشجيع الترجمة دعت المراكز الثقافية الأوربية الثلاثة في دمشق (المركز الثقافي الفرنسي، المركز الثقافي الإسباني، والمركز الثقافي الألماني) إلى ندوة حوار استعرض فيها ثلاثة من أهم المترجمين في سورية وهم الدكتور جمال شحّيد والدكتور عبدو عبود والأستاذ صالح علماني تجربتهم مع الترجمة أمام جمهور من المثقفين والمهتمين بهذا الشأن في قاعة المحاضرات بمعهد غوته المركز الثقافي الألماني بدمشق.

من جهته، تحدث الدكتور جمال شحيد المترجم من وإلى الفرنسية عن أهمية الترجمة في تاريخ الثقافات وأكد أن كبار الكتاب في العالم عملوا في الترجمة كجبرا إبراهيم جبرا الذي ترجم شكسبير وأدونيس الذي ترجم عن الفرنسية عدداً من الكتب الفكرية، ونجيب محفوظ الذي ترجم كتباً إنكليزية عن تاريخ مصر، وحسب رأي شحيد فإنه رغم هذه الأهمية الكبيرة للترجمة إلا أنها لا زالت تمتهن ويبخس ثمنها مادياً ومعنوياً، رغم أنها غدت دعامة تمر بها كل المؤلفات من علوم وفنون وفكر وأدب وحتى مقالات الصحافة عن جديد.

كما استطرد شحيد في حديثه ليتكلم عن التطورات في عالم الترجمة وظهور الترجمة الفورية منذ خمسينيات القرن الماضي حتى غدا الكمبيوتر اليوم يترجم ما يقارب 80 إلى 90 بالمئة من النصوص والباقي هو للتدقيق البشري، وهنا يضرب شحيد مثالاً على أن التعليمات على علب الأدوية وكتالوجات استخدام الآلات كلها اليوم تترجم بشكل آلي، لكن من سوء الحظ أن اللغة العربية لم تستفد كثيراً من هذه الترجمات الآلية لأنها تعتمد التشكيل مع الحروف فالكمبيوتر لا يستطيع التمييز بين كلمتي «عَلَم» و«عِلم».

أما عن تجربته الشخصية في الترجمة فقال شحيد: «أنا أترجم في المجالين الفكري والأدبي وأرى في الترجمة الحرفية ترجمة فاشلة لأنها لا تستطيع أن تغوص في المعنى المقصود من النص، وخلال 25 عاماً من العمل في هذا المجال ترجمت من العربية إلى الفرنسية وبالعكس ما يقارب 15 كتاباً».

بدوره أكد الأستاذ صالح علماني المترجم من وإلى الإسبانية أن الترجمة هي صلة وصل وليست جدار فصل بين الثقافات والشعوب منذ القدم وحتى هذا اليوم، ورأى أن للترجمة دوراً هاماً في بقاء واستمرارية اللغة وحماية الاختلاف والتمايز بين اللغات والثقافات.


الدكتور جمال شحيد والدكتور عبدو عبود والأستاذ صالح علماني في معهد غوته

لينتقل علماني بعد هذه المقدمة إلى الحديث عن هموم ومتاعب الترجمة من وإلى الإسبانية لأنها واحدة من أوسع اللغات في العالم ويتكلم بها نصف مليار إنسان وهي اللغة الرسمية في 20 بلداً بين أمريكا اللاتينية وإسبانيا، وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية هناك 32 مليون شخص يتكلمون الإسبانية ورغم هذا هي غير معترف بها كلغة رسمية هناك، ورغم الانتشار الواسع للغة الإسبانية بقيت الترجمة عنها إلى اللغة العربية حتى عهد قريب تتم عن طريق لغة وسيطة، فعرف أبناء العالم العربي لوركا مترجماً عن الإنكليزية والألمانية، وهذا على سبيل المثال يترك خللاً في الحصيلة النهائية للمادة المترجمة، لكن علماني يؤكد أن سورية قدمت في الفترة الأخيرة إسهامات مهمة على صعيد الترجمة من وإلى الإسبانية لكن هناك عدداً من المعوقات أهمها الافتقار إلى المعاجم اللغوية المختصة بين اللغتين وتعدد اللهجات المتكلمة باللغة الإسبانية في 20 دولة وعدم دفع دور النشر للمؤلفين حقوقهم عندما يقوم المترجم بترجمتها رغم أنها ليست مبالغ كبيرة.

أما هموم المترجمين من وإلى اللغة الألمانية فاستعرضها الدكتور عبدو عبود طارحاً عدداً من الأسئلة عن كيفية اختيار الكتب المراد ترجمتها، وهل هناك مترجمون حقاً؟ وهل هناك حركة دعم فعلية تتلقاها الترجمة، وهنا أكد الدكتور عبود على الدعم الذي يقدمه معهد غوته للترجمة، فخلال 35 عاماً مرت استطاع الألمان أن يترجموا 5 آلاف كتاب من كتبهم إلى 45 لغة في العالم وتقدمت العناوين المترجمة الكتب التي تتكلم عن مواضيع الديمقراطية ومقومات دولة القانون والمجتمع المدني والبعد الثقافي في الأدب الألماني ومجموعة من الكتب الأدبية الألمانية الكلاسيكية والمعاصرة. ورغم كل هذا الدعم الذي يقدم لترجمة الكتب الألمانية لم يكن نصيب اللغة العربية في النصف الأول من عام 2009 - ومن أصل 210 - كتب سوى كتابين فقط دعم المعهد ترجمتهما إلى اللغة العربية، كما لفت عبود إلى أن هناك مؤسسات في ألمانيا غير المعهد تقدم الدعم لعملية الترجمة من خلال منح تقدمها للمترجمين كي يقطنوا في ألمانيا طيلة فترة عملهم في ترجمة الكتب وذلك للاستفادة من الاحتكاك مع الثقافة الألمانية وسهولة تأمين المراجع اللازمة لهم أثناء قيامهم بعملهم وهذا مما احتسبه عبود للدعم الألماني المقدم لحركة الترجمة.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جانب من الحضور

جانب من الحضور في معهد غوته

الدكتور جمال شحيد والدكتور عبدو عبود والأستاذ صالح علماني في ندوة هموم الترجمة وتشجيعها

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق