مع افتتاح معهد غوته في حلب.. فعاليات ثقافية كثيرة ومميزة

21 كانون الأول 2010

تجعل من الشهر المنصرم شهر غوتة بامتياز

يستحق شهر كانون الأول أن يسمى شهر معهد غوته بامتياز، حيث شكلت الفعاليات التي نظمها معهد غوته – فرع حلب خلال هذا الشهر حصة كبيرة من مجمل الفعاليات التي أقيمت في مدينة حلب. وقد توزعت نشاطات المعهد بين حفلات موسيقية وعروض سينمائية ومعارض ونشاطات منوعة أخرى.

البداية كانت مع الافتتاح الذي جرى في الأول من كانون الأول الحالي، والذي حضره كل من وزير الثقافة السوري الدكتور رياض عصمت والسفير الألماني في سورية السيد أندرياس راينكه ومحافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة ورئيس مجلس مدينة حلب الدكتور معن الشبلي ومدير معهد غوته في سورية بيورن لولاي والقنصل الألماني الفخري في مدينة السيد بيير أنطاكي وغيرهم. عدد كبير من الحاضرين عبّر عن أهمية هذا الحدث وتأثيره في مدينة حلب، بعدها جرت جولة ضمن مقر المعهد والذي يتألف حالياً من غرفتين الأولى هي قاعة الدروس، في حين تحوي الثانية مكتبة تقول عنها السيدة ديانا جدعان حوكان مديرة المركز في حلب بأنها عبارة عن مكتبة وقاعة مطالعة فيها ما يزيد عن 400 عنوان باللغة الألمانية، إضافة إلى حواسب مع اتصال بشبكة الإنترنت وأقراص مدمجة تحوي أغانٍ وأفلاماً باللغة الألمانية.


من أمسية عازف العود رومان بوتكه

بعدها جرى تقديم أمسية موسيقية للعازف الألماني رومان بوتكه بمرافقة عدد من العازفين السوريين، حيث قدم العازف بوتكه ـ كما يقول لـ «اكتشف سورية» ـ مقطوعات غربية فيها بعض التوزيعات العربية، إضافة إلى بعض المقطوعات من تأليف العازف الألماني نفسه حيث تأتي هذه المقطوعات الموسيقية السورية - الألمانية المشتركة كحصيلة ورشة عمل استمرت لعدة أيام. وقد تم تقديم الأمسية نفسها في اليوم التالي في دعوة عامة للجمهور. ويعتبر عازف الغيتار والملحن الألماني رومان بوتكه أحد أبرز الفنانين الألمان في مجال العزف على آلة العود حيث قدم عدداً من الأمسيات الموسيقية المميزة على هذه الآلة سواء داخل ألمانيا أو خارجها.

كما رافق حفل افتتاح فرع معهد غوته في حلب إطلاق معرضين، الأول للمصور الضوئي ديتمار ريمان احتوى على صور من معرضين سابقين له حملا العنوانين «ألمانيا الشرقية- واجهة» و«ألمانيا الشرقية - أسوار وجدران»، قام فيها بتوثيق تفاصيل الحياة اليومية والاقتصادية والاجتماعية في جمهورية ألمانيا الشرقية سابقاً خلال الفترة التي سبقت الاتحاد بين الألمانيتين مطلع التسعينات من القرن الفائت، من خلال عدد من الصور الضوئية المعبرة التي منها ما كان بالأبيض والأسود، ومنها ما كان بالألوان. أما المعرض الثاني فكان المعرض الفني الخاص بالفنانة أندريا غوبيش والذي قدمت فيه عدداً من الأعمال الفنية المتنوعة، منها المرسوم على سطوح شفافة، ومنها المشغول يدوياً على الورق، إضافة إلى بعض الأعمال الكبيرة التي تم إخراجها ضوئياً والتي تصور بعض التأثيرات الموجودة على القماش. وتعتبر الفنانة غوبيش من الفنانات الألمانيات المميزات حيث درست الرسم وتخصصت في فنون الغرافيك وأقامت عدداً من المعارض داخل ألمانيا وخارجها. وقد سبق لهذين المعرضين أن أقيما في دمشق خلال الفترة الماضية وانتقلا إلى مدينة حلب كجزء من فعاليات افتتاح معرض غوته.


من أمسية العازف الألماني أكسيل تسينغربيرغر

البوغي ووغي في حلب:
حدث مميز آخر شهدته مدينة حلب ضمن نشاطات معهد غوته تمثل في الأمسية الموسيقية التي قدمها العازف الألماني أكسيل تسينغربيرغر في مديرية الثقافة في حلب في السابع من شهر كانون الأول الحالي، والتي تضمنت عدداً من المقطوعات الموسيقية التي تنتمي إلى نمط موسيقى البوغي ووغي. وقد عبر السيد تسينغربيرغر عن سعادته بالتواجد في سورية وفي مدينة حلب لأول مرة حيث يقول: «ترافقت زيارتي إلى مدينة حلب وحفلتي فيها مع حفلة للمطرب العالمي إلتون جون تقام في ذات الفترة في ألمانيا، ورغم طلبه الخاص والشخصي بأن أتواجد في الحفلة كأحد الحضور، إلا أنني اعتذرت وفضلت التواجد هنا في مدينة حلب. أنا سعيد جداً لوجودي هنا، وآمل أن تكون موسيقى البوغي ووغي قد أعجبت الجمهور».

ويعتبر العازف تسينغربيرغر من عازفي موسيقى البوغي ووغي المعدودين حول العالم حيث أصدر عدداً من التسجيلات الفردية الخاصة بهذه الموسيقى والتي كانت: «بوغي ووغي بريك داون»، «باور هاوس بوغي ووغي»، و«بوغي ووغي لايف»، كما أنه سجل ألبوماته الأخيرة مع عازف الطبل الشهير تشارلي واتس من فرقة الرولينغ ستونز والتي حملت عنوان «سحر البوغي ووغي» عام 2010، ومع ليلى آمونز تحت عنوان «ليدي تغني بوغي ووغي» 2009.

أما يوم الثامن من الشهر ذاته، فقد شهدت قاعة كنيسة اللاتين في مدينة حلب أمسية موسيقية على آلة الأرغن الموجودة فيها، قدمها العازف الألماني يوهانس لانغ والذي قدم فيها عدداً من المقطوعات الموسيقية لكل من يوهان سيباستيان باخ («ديتريش بوكستوده»، و«فيليكس مندلسون بارثولدي» المؤلفة خصيصاً لآلة الأرغن). ويعتبر العازف لانغ من العازفين الموسيقيين الألمان الشباب المميزين حيث حصل كعازف منفرد ولإحدى عشر مرة على الجائزة الأولى في مسابقة «موسيقيون شباب»، وثلاث مرات على الجائزة الثانية في نفس المسابقة، وعدد من الجوائز الخاصة الأخرى لإبداعه وإمكانياته الموسيقية غير العادية، كما حصل على جائزة تقدير من مؤسسة الحياة الموسيقية الألمانية، وحصل على عدد من المنح من مؤسسات عديدة وأقام الكثير من الحفلات الموسيقية داخل ألمانيا وخارجها.

ويعتبر الأرغن الموجود في كنيسة اللاتين في مدينة حلب أحد أندر هذه الآلات ليس فقط في سورية إنما على الصعيد العالمي حيث جيء بهذا الأرغن من ألمانيا إلى مدينة حلب في ثلاثينيات القرن الماضي ولا يزال موجوداً حتى اليوم داخل الكنيسة حيث تجري عليه بعض الأمسيات الموسيقية في كل حين وآخر من قبل عازفين عالميين مختصين بالعزف على هذه الآلة.


من معرض المصور الضوئي الألماني ديتمار ريمان

وأسبوع سينمائي ألماني – تركي:
أما النشاط الأخير الذي أقامه المعهد بعد سلسلة النشاطات المذكورة، فقد تضمن أسبوعاً سينمائياً للمخرج الألماني التركي الأصل فاتح أكين، عرضت فيه مجموعة الأفلام التي قدمها المخرج خلال تاريخه الفني، وهي: «سريع وبدون ألم» (1997-1998، 99 دقيقة)، ويتحدث عن قصة حياة ثلاثة أصدقاء، وكيف أثار الثلاثة الشغب في هامبورغ إلى أن زج بأحدهم السجن بعد حادثة قتل، يخرج بعدها ليبدأ حياة طبيعية . فيلم «في شهر تموز» (2000، 100 دقيقة) ويروي الرحلة التي قام بها المدرس المخلص من هامبورغ إلى إسطنبول من أجل لقاء حبيبته التركية الجميلة وذلك براً عبر كامل أوروبا. فيلم «سولينو» (2002، 124 دقيقة) ويروي قصة وصول البيتزا والمعكرونة إلى منطقة الرور في ألمانيا في ستينات القرن الماضي مع عائلة إيطالية وصلت إلى المنطقة واستقرت فيها. فيلم «عبور الجسر» (2005، 91 دقيقة) والذي يتحدث عن رحلة المخرج فاتح أكين نفسه برفقة ألكسندر هاسكه (العازف على آلة الباص في الفرقة الألمانية «الأبنية الجديدة المهدمة») إلى إسطنبول مزودين بكاميرا حيث يوثق الفيلم تفاصيل رحلتهما ضمن تلك المدينة التي تصل الشرق بالغرب، وأخيراً فيلم «على الجانب الآخر» (2006 - 2007، 120 دقيقة)، والذي يتناول قصص ستة أشخاص من ألمانيا وتركيا، تشاء الأقدار أن تتقاطع مسارات حياتهم دون أن يتعارفوا، فلا يجتمعون معاً إلاّ خلال مراسم وفاة بطل الفيلم، وهم في طريقهم إلى الغفران. حيث تم ترشيح الفيلم في عام 2007 لجائزة الأوسكار، وفي العام نفسه حصل على الجائزة الأولى لأفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان أنطاليا السينمائي في تركيا.

نشاطات معهد غوته كانت حافلة ومميزة في مدينة حلب، ووفقاً لتصريح السيدة ديانا حوكان مديرة المعهد، فإن هذه النشاطات تمثل مقدمة لفعاليات ألمانية ثقافية ستجري على مدار العام، وستحمل بصمة وجود معهد غوته في مدينة حلب بعد سنوات من فكرة إقامة فرع للمعهد في حلب.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

افتتاح فرع معهد غوته في حلب

من معرض المصور الضوئي الألماني ديتمار ريمان

من معرض المصور الضوئي الألماني ديتمار ريمان

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق