صالح علماني في ثربانتس يحاضر حول رحلة إلى دمشق وبريد بغداد
10 03
علماني للأخبار: أن تكون مترجماً مهماً أفضل من أن تكون روائياً سيئاً
الكتابان «رحلةٌ من سيلان إلى دمشق» لمؤلفه التشيلي أدولفو ريفادينيرا و«بريد بغداد» لمؤلفه خوسيه ميغل باراس، هما موضوع المحاضرة التي ألقاها المترجم صالح علماني في معهد ثربانتس مساء أمس الاثنين.
وكتاب «رحلة من سيلان إلى دمشق» هو ما تأثر به المؤلف في طريقه إلى دمشق مروراً بعدة بلدان عربية وغير عربية، حيث يصف في كلّ فصلٍ من فصول الكتاب رحلته من مدينة إلى أخرى، فيصف لنا المدن وصفاً دقيقاً، ويوثق لنا بالأرقام عدد سكان أغلب المدن التي مر بها، كما يقدم صورةً واقعية عن نمط الحياة الاجتماعية في تلك المدن.
وحول الكتاب يقول علماني أنّ ريفادينيرا ورث عن أبيه حلم القيام برحلة من سيلان إلى دمشق، ولكنّ اعتلال صحة الأب دفعته للتخلي عن مشروعه، إلا أنّ الابن لم يتردد لحظةً واحدة في العمل بتعليمات أبيه مع ميله الطبيعي إلى الترحال.
وحول أسباب تأليف ريفادينيرا لكتابه ينقل علماني عن المؤلف قوله: «لم أحاول تأليف كتابٍ أهدف منه إلى التباهي بسعة العلم والمعرفة، وإنّما هدفي هو وصفُ ما رأيت، وقد كنت أكتب في أثناء سيري وجسدي منهكٌ في معظم الأحيان، وروحي ساهيةٌ على الدوام، ولم يتح لي كذلك القيام بعملٍ يتطلب تأملاتٍ مطولة، بل قدرتُ أنّه من الأفضل أن التزم بالقول العربي المأثور، أفضل وصفٍ يروي هو ذاك الذي يجعل من الأذن عينا».
ويشيرُ علماني إلى أنّ ريفادينيرا عمل في السلك الدبلوماسي في بيروت، والقدس، وسيلان، وطهران، وسنغافورة، والصويرة في المغرب العربي، ويضيف علماني إلى أنّ ريفادينيرا كان مغرماً إلى حد الهوس بشيئين هما: تعلم اللغات وجمع قطعٍ أثرية، وقد عرف الألمانية، والإنكليزية، والإيطالية، والتركية، وعدة لهجاتٍ هندية، ثمّ أتبع ذلك بالفارسية.
وقد ولد أدولفو ريفادينيرا في مدينة بالباريسو في تشيلي عام 1841م، وكان أبوه احد أهمّ الناشرين في القرن التاسع عشر، وتلقى دراسته في ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وانكلترا. وقد بدأ مسيرته الدبلوماسية بالتوجه إلى شرقي المتوسط عام 1863م، كشابٍ يُتقن عدة لغاتٍ وشغل مناصب عدة في بيروت، والقدس، وسيلان، ودمشق، وبلاد فارس.
وفي الجزء الثاني من المحاضرة ينتقل علماني إلى كتاب «بريد بغداد» الذي يروي قصة خيالية عن مخطوط قديم يصل مصادفة إلى يد الكاتب.
وقد عرف خوسيه ميغيل باراس بتعدد نشاطاته الأدبية والعمل كمذيعٍ ومقدم برامج في عدد من الإذاعات.
وفي حديثٍ للمترجم صالح علماني مع جريدة الأخبار اللبنانية يتحدث فيه عن عشقه للترجمة: «عندما عدت إلى دمشق نسيت الرواية في غمرة انشغالاتي. لكنّ ماركيز ظل يشدني، فترجمت قصصاً قصيرة له، ونشرتها في الصحف المحلية. ثمّ ترجمت "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" 1979. لفت الكتاب انتباه الناقد حسام الخطيب، فكتب أنّ شاباً فلسطينياً يترجم أدباً مجهولاً لقراء العربية. قلت لنفسي: أن تكون مترجماً مهماً أفضل من أن تكون روائياً سيئاً. هكذا مزقت مخطوط روايتي الأولى من دون ندم وانخرطت في ترجمة روايات الآخرين».
يذكر أنّ صالح علماني ولد في مدينة حمص عام 1949، و درس الأدب الإسباني. أمضى أكثر من ربع قرن في خدمة الأدب اللاتيني ليُعرّف القرّاء العرب على هذا النوع من الأدب. ترجم العديد من الروايات لغابرييل غارسيا ماركيز، وإيزابيل الليندي، وأشعار بابلو نيرودا، والعديد من الترجمات من اللغة الإسبانية واللاتينية.
اكتشف سورية