حسن عبد الله في صالة فري هاند بدمشق

04 11

ألوان تتجاوز حزن التكوينات التي تظهرها اللوحات، وتعبير يخالط التجريد في أغلب التفاصيل وأدقها، ليعرض كل ما يدور في ذهن الفنان السوري حسن عبد الله، هذه هي أبرز ملامح معرضه المقام في غاليري فري هاند للفنون التشكيلية بدمشق، من 3 وحتى 14 تشرين الأول 2009، وفيه يقدم عبد الله مجموعة من اللوحات التي يسير فيها ضمن مواضيعَ وأفكار مختلفة، محافظاً على أسلوب عمل راقٍ وخلاَّق.

وفي حديثه إلى «اكتشف سورية»، يقدم حسن عبد الله عرضاً عاماً عن لوحاته قائلاً: «لقد اعتمدتُ في هذه المجموعة من الأعمال التي أقدمها اليوم على التجريدية والتعبيرية اللتين امتزجتا في بعض الأعمال وقُدمتا بشكل خالص ومتفرد في أعمال أخرى. ومن خلال التجريد، الذي هو امتداد للواقع كما أراه، استطعتُ تقديم ما أصبو إليه في أعمالي هذه، واستطعت إنجازَ تفاصيلَ كنت دائماً أفضِّل العمل من خلالها بطريقة غير مباشرة. وفي النهاية لا يهم ما هو الأسلوب أو التقنية المتبعة، إنما بالنسبة لي أهم شيء هو أن تسِرَّ هذه الأعمالُ المقدمة المشاهِدَ، وأن يكون قادراً على تحسسها بشيءٍ من الجمالية».

تميل لوحات حسن عبد الله بشكل واضح إلى التجريدية التعبيرية من خلال تقديمها لتكوينات مختلفة عن الواقع. ويرى حسن أن هذا الميل طبيعي وامتداد لتجربته وتجارب الآخرين من كبار الفنانين، فيقول: «التعبير ليس جديداً في عالم الفن التشكيلي، أو بالأحرى في كل مجالات الحياة، فالتعبير موجود. إن أي حركة أو إشارة أو كلمة فيها شيء من التعبير بكل تأكيد. أما التجريد، فأنا أرى أننا نعيش في عصر انحطاط الأيديولوجيات والأفكار الكبرى الجامعة، وحتى إننا نعيش انحطاطاً في كثير من المجالات لا يليق ببني الإنسان أن يعيشوه. لذا يدفعني هذا الانحطاط للرسم بشكل تجريدي علّني أجرِّد ما حولي من بعض ما فيه. والتجريد بحد ذاته ليس طريقة أو أسلوباً جديداً أيضاً، بل هو أسلوب أصبح له جذور ممتدة إلى أكثر من ستين سنة في عالم الفن التشكيلي. ولو عدنا بنظرة خاطفة إلى الوراء، لوجدنا أنه في فترة الخمسينات من القرن الماضي كانت أعلى اللوحات سعراً في العالم وأكثرها شهرة وإتقان هي المرسومة من قبل فنانين اعتمدوا التجريد فيما يريدون أن يخرجوه للعالم من أعمال».

أما المرأة في لوحات عبد الله فتظهر كمحور أساسي يحاول من خلاله التعبير عن شيء يدور في خاطره. وعن هذا، يقول: «أنا شخصياً متأثر بشكل كبير بقضية المرأة، ومعاناتها، ومشاكلها، وكل ما تتعرض له من ضغوط في حياتها ضمن مجتمعاتنا الشرقية، وهذا التأثر لم يأتِ من فراغ أو من أحلام رومانسية، إنما لأني أرى في المرأة أمي وأختي وصديقتي، فكل هؤلاء اللواتي يتعرف عليهن الرجل في حياته يجدهن مضطهدات ضمن واقع الأعراف والعادات والتقاليد. ومن ناحية فنية، أرى أن الجسد الأنثوي هو مرن وقابل للتطويع وأكثر تعبيراً من الجسد الذكوري. كل هذا دفعني صراحةً لأن أستند إلى جسد المرأة في إنجاز أعمالي الفنية».

ثمَّ يحدثنا حسن عبد الله عن ألوانه الزاهية، رغم مأساوية الواقع ورغم مأساوية المواضيع التي يقدمها أحياناً، قائلاً: «هذه الألوان الزاهية التي اعتمدتُها ربما تترك شيئاً من الفرح في مكان ما وشيئاً من الخيال في واقع أكثر مأساوية. هذا كله ربما يرضيني ويرضي الآخرين في خلق جو أقل تشاؤماً. ومن جهة ثانية، فإن هذه الألوان ليست وليدة فراغ بل هي ابنة البيئة التي أحبها وأعشقها وهي بيئة الجزيرة السورية المليئة بالدفء والحميمية والحنان».

أما عن التقنيات التي يستخدمها في أعماله المعروضة، فيحدثنا عبدالله: «في هذه الأعمال فقط كانت الألوان بريشة الرسم العادية، فلم أستعمل أي تقنيات فنية أخرى سوى بعض الأعمال التي عالجتها بالكولاج، وهذا جزء من عملية البحث عن جماليات أوسع في العمل الفني».

الفنان حسن عبد الله في سطور:

مواليد الحسكة، 1956.

له مجموعة من المعارض في سورية وخارجها، منها: رومانيا، الكونغو، السويد، لبنان، ألمانيا، إسبانيا، وغيرها.

مدرس في جامعة الفرات.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

التشكيلي حسن عبد الله أمام أعماله في صالة فري هاند

من أعمال التشكيلي حسن عبد الله في صالة فري هاند

من أعمال التشكيلي حسن عبد الله في صالة فري هاند

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق