معرض تشكيلي للفنان الحروفي صالح الهجر

21 تموز 2010

برعاية وزارة الثقافة، اُفتتح في غاليري فري هاند للفنون التشكيلية معرضٌ تشكيلي للفنان الحروفي صالح الهجر، ضم أكثر من 30 عملاً تشكيلياً قوامه الحرف العربي، ضمن تشكيلات لونية متعددة تتقاطع مع أفكار الفنان المستمدة من بيئته السورية التي أخذ منها أمجاد تدمر ودمشق وغيرها من المدن السورية، ليرنو حيناً آخر نحو فضاءات أكثر اتساعاً في تاريخ الحضارة العربية، ممثلة بالأندلس وغيرها من أمجاد العرب الغابرة.

من جهته يقول الدكتور محمد غنوم في مقدمته لمعرض الفنان صالح الهجر: «عمِلَ الفنان صالح الهجر مع خط الثلث رغم إدراكه لصعوبة هذا الخيار، فهو يعرف أن هذا الخط هو بمثابة "الجد" للخطوط العربية، ويقف في أعلى درجات الوقار والاتزان والأصالة. لذا تحدى الفنان صالح هذه المواجهة من خلال التعامل مع القوة التي يملكها هذا النوع من الخطوط، والذي يحتاج لزمن طويل ومتابعة ودراسة ولخبرة وافرة حتى تكون النتيجة ناجحة ومقنعة، فكان له ما أراد في الكثير من الأعمال وبخاصة في تلك اللوحات التي اجتزأ منها بعض حروف الثلث وأبرزها على مساحة اللوحة، وعمل على تنوع تكويناته ليتعرف على حلول تغني التجربة وهذا بحد ذاته بحث في طريق النجاح التشكيلي».


من أجواء المعرض

كما يؤكد الكاتب جمال العباس على خصوصية تجربة الفنان فيقول: «تعطي تشكيلات الفنان صالح الهجر انطباعاً أولياً واضحاً للبيئة التي ينتمي إليها، فهو يقف على مخزون تراثي ريفي تتشابك فيه الحروف مع صراحة اللون وشرقيته، لتعزز منمنمات زخرفية يخضعها الفنان بالطاقة التي يملك، إلى تكوينات متحركة ومفاهيم جمالية ترسم معالم لوحته دون أن يتخلى عن عفوية متأصلة فيه، لكنه يسيطر عليها ويسمو بها جنباً إلى جنب مع مفرداته وجغرافية بيئته».

التشكيلية ناديا الحلواني

عن رأيها بتجربة الفنان، تحدثنا الفنانة التشكيلية ناديا الحلواني: «لقد أعطى هذا الفنان بعداً تشكيلياً مميزاً للحرف العربي، فهو من الفنانين الذين أخرجوا الحرف من نطاق مقاعد الدراسة إلى الصالونات التشكيلية من خلال تجربته المستمرة والغنية بالتجريب، ليصل إلى هذه النتيجة المدهشة والتي حول بها الحرف العربي إلى مشهد بصري جمالي مفعم بالحياة، من خلال هذا العمق المذهل في ثنايا تفاصيل لوحته ذات الألوان المختلفة محولاً القصائد العربية للوحات تشكيلية حروفية مميزة».

أما الفنان الهجر، فيحدثنا عن تجربته التي استقى مواضيعها من جغرافية الأدب والتاريخ العربي، فيقول: «هي تجربة مختلفة عن ما سبقها، فهذه التجربة تتسم بالحروفية المجردة من الحالة اللفظية منتقلاً إلى حالة بصرية تشكيلية، وخاصة أنني أستوحي من القصيدة الشعرية مادة بصرية لهذه الأعمال فتشاهد التأثير البصري واللوني لقصيدة "أنشودة المطر" للشاعر بدر شاكر السياب، إضافة لبعض أشعار المتنبي، كما اعتمدت في هذه التجربة على خصائص المدينة على اختلافها كسمرقند وطشقند إضافة لمدن الأندلس كقرطبة وغرناطة».

التشكيلي الحروفي صالح الهجر

عن تأثره بالمدينة السورية، يشير صالح الهجر إلى عمق تاريخ المدن السورية على اختلاف حضاراتها فيقول: «لمدينة دمشق لوحة فنية أسميتها "حديث الأرض"، وهي تعبير عن هذه الأرض بما تحتويه من فسيفساء لونية غنية تدل على تاريخها الطويل. إضافة لبعض اللوحات التي كانت مستمدة من روح تدمر ودير الزور وخصائصهما اللونية». أما عن مدى تماثل الحرف العربي للمشهد اللوني والبصري للعمل التشكيلي فيقول الفنان: «تشهد الساحة التشكيلية السورية اهتماماً خاصاً بالفن الحروفي باعتباره عنصراً تشكيلياً قائماً بحد ذاته، وأجزم أن الفن الحروفي في سورية سينطلق نحو العالم أجمع. فحضور الحرف العربي في تجارب بعض الفنانين السوريين على اختلاف مشاربهم التشكيلية، شكل صوراً بصرية خاصة في أعمالهم، فلم يعد اللون مادة مجردة في العمل التشكيلي يكفي لبناء صورة بصرية. لذا نحن بحاجة إلى تكوين وتشكيل خاص وبمفردة الشرق والعرب وهذا ما أسعى إلى تقديمه في هذه الأعمال التي تراها».

الجدير ذكره أن المعرض مستمر لغاية 26 تموز 2010، من الخامسة وحتى التاسعة مساءً.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

معالي:

الشغل جامد مووووووووووت والوانه اكثر من رائعة

lمصر