أكبر منحوتة بازلتية في العالم سينجزها ملتقى النحت الدولي الثاني في السويداء

22 08

على مدى شهر وحتى 20 الشهر الجاري تواصلت فعاليات ملتقى النحت الدولي الثاني في تل جنجلة «شرق السويداء 3كم»، وهناك من النحاتين من قرر أن يبقى زمناً أطول لإتمام عمله ومنهم من قرر أن يُبقي هذا المكان مكاناً دائماً لعمله.

قبل انتهاء الملتقى الذي ضم 20 فناناً من مختلف دول العالم وأقيم بالتعاون بين مجلس مدينة السويداء ودار العوام للنشر وشركة آركو آرت الإيطالية، زار «اكتشف سورية» موقع تل جنجلة والتقى عدداً من الفنانيين:

النحات خالد فرحان من دولة البحرين يتحدث عن تجربته في الملتقى: «في هذا الملتقى حققت أول مشاركة لي وبالطبع أنا هنا لأمثل بلدي البحرين في سورية، التي تعرفت فيها على فنانين ونحاتين عرب وأجانب كان من الجميل التواصل معهم والاطلاع على تجاربهم الفنية».

أما النحات داريوش كوفالسكي وزوجته تيريزا كوفالسكا من بولندا يؤكدان أنهما أخذا انطباعاً رائعاً عن هذا المكان، خصوصاً وأنهما شاركا في الملتقى الأول للنحت الذي أقيم السنة الماضية في سيع، حتى أنهما راسلا الجهات المنظمة مؤكدان استعدادهما للمشاركة كل عام حتى ولو لم توجه لهما الدعوة نظراً لما لاقوه من حفاوة بين زملائهم السوريين أو من أهالي السويداء، وهنا يصر داريوش على ذكر حادثة وقعت معه قائلاً: «احتجت في أحد الأيام بعض الأقلام ودفاتر الرسم وعلب التلوين وكنت أمشي في شوارع السويداء، دخلت لإحدى المكتبات وهناك اشتريت ما أريد وعندما أردت أن أدفع النقود رفض الشاب صاحب المكتبة أن يأخذها ورحب بي مؤكداً أني ضيفه!! وأن عملي الفني هنا سيساهم في تزيين شوارع المدينة ولذلك هو لن يأخذ هذه النقود بل سيعتبر دفاتر الرسم والألوان هدية».

أما عن عملهما المشترك يتحدث الفنانان أنه قائم على فكرة حوار الحضارات وهو مقسوم لقسمين سينفذ داريوش القسم الغربي منه أما زوجته ستمثل الجزء الشرقي وسيوضع العملان بوجه بعضهما كي يظهرا حالة الحوار، وبما أن مجلس المدينة قرر أن توضع الأعمال في شوارع السويداء وساحاتها فقد اختارا مكاناً للعمل في إحدى ساحات المدينة.

من جهته الفنان العراقي أحمد محمد سليمان يقول: «هذه تجربتي الأولى في الملتقى الذي أعد بجهود كبيرة من قبل القائمين عليه فنحن شارفنا على نهاية الملتقى ولم يحصل معنا حتى الآن أي مشكلة تذكر».


النحات العراقي أحمد محمد سليمان
أمام عمله

أما عن مشاركته وعمله الخاص يضيف: «هذه تجربتي الأولى مع البازلت أعتقد أن الصلابة في هذه الصخرة لها خصوصية كبيرة ومؤثرة حتى في الفنان فكان في ذهني مشروع معين وعندما بدأت التعامل مع البازلت غيرت مشروعي وعندما عرفت الأهالي والتقيت بهم غيرت كل مشروعي الذي تحول إلى امرأة ترتدي الزي الشعبي لمحافظة السويداء وتحمل طاقة وردٍ تخرج من ضفائرها».

الدكتور النحات يوسف المليفي من الكويت يرى في الملتقى: «فرصة للقاء فنانين من سورية لأني لم يسبق لي أن التقيت نحاتين سوريين، وهذا الملتقى شكل فرصة مميزة بالنسبة لي كي أتعرف عليهم وأتعرف على أعمالهم عن قرب».

ويكمل المليفي حديثه عن عمله قائلاً: «تعاملت سابقاً مع البازلت في ملتقى مصر للنحت لذا ليس من الغريب علي أن أتعامل مع هذه الخامة وهذا العمل الذي أنجزه يعتبر تسلسل لما قمت به من أعمال سابقة ويعتمد الطريقة التجريدية وهو عمل يبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار».


من أجواء ملتقى النحت الثاني

من جهته الفنان الدكتور سمير رحمة من سورية يقول: «هذه مشاركتي الأولى في الملتقى، أعتقد أن المكان مجهز كما يجب وهذا سهَّل العمل، لكن ما لفتني أكثر هو إقبال الناس على زيارة المكان ليتطلعوا على عملنا وهذا بحد ذاته أمر مشجع».

ويتحدث رحمة عن عمله في الملتقى قائلاً: «هذه المرة الأولى التي أتعامل فيها مع البازلت وهو ثاني أقسى الصخور في العالم بعد الغرانيت وهناك خصوصية ممتعة للتعاطي مع هذه الخامة ويمكنك من الغوص في التفاصيل لأن من الصعب أن تتعاطى معه بسهولة، لكني حاولت أن أواصل العمل على مشروعي وأن أضيف عملاً بازلتياً إليه ومن هنا تعاملت مع فكرة الجسد الإنساني بحس المعماري وحاولت أن أوحي بلباس شرقي لكن بأسلوب معاصر مواصلاً بحثي عن هوية شرقية في العمل».

إلى جانب النحاتين زار بعض الفنانين أيضاً المكان وأنجزوا لوحاتهم هناك ومنهم الفنان حكمت نعيم وهو مسؤول أيضاً عن تصوير أعمال الملتقى وقد بذل جهود ملفتة في العمل وفي حديثه إلى «اكتشف سورية» يقول: «الملتقى عمل كبير وجميل يقوم به مجلس مدينة السويداء بالتعاون مع دار العوام .. فنياً يتميز بتنوع الاتجاهات والأساليب لدى النحاتين وقد حقق الغاية الأولى والأسمى وهي التقارب وتبادل المعارف والخبرات، ومن النحاتين من قام بتجربة حجر البازلت الصلب لأول مرة فكانت بذلك تجربة مفيدة له ذلك إلى جانب النحاتين المخضرمين في استخدامه، فحين ترى الأعمال تستطيع التعرف على الفنان من خلال طريقة المعالجة، وطريقة طرح الموضوع.

تنظيمياً: يحتاج الملتقى لمزيد من التنظيم وتوحيد الجهود للبلوغ للغاية المرجوة بأن يصبح عالمياً له حضوره العالمي.

وعن مشاركته يقول نعيم: «هي على هامش المهرجان إلى جانب بعض الفنانين المصورين وذلك مساهمة في إغناء المادة البصرية للملتقى .. وعملي عبارة عن مجموعة من اللوحات أحاول التعبير فيها عن بيئة الجبل بأسلوب تشخيصي متناغمة مع تلك الكتل النحتية الموجودة». وأشكر لموقع «اكتشف سورية» اهتمامه بنشر الوعي التشكيلي وللقائمين على الملتقى الشكر أيضاً.

من جهته الأستاذ حسين أبو ترابه مقرر اللجنة التنظيمية للملتقى يقول في حديث مع «اكتشف سورية»: «يختلف الملتقى هذا العام عنه في العام الماضي إذ تبنى مجلس مدينة السويداء الملتقى من ناحية الإشراف وهذه بادرة جيدة، وبالمقابل سيترك الفنانون أعمالهم هنا لتوزع على شوارع وساحات المدينة وحتى المناطق الأساسية في السويداء، وهناك خطة لتنال حصتها من الأعمال الفنية، كما أن هذا الملتقى أصبح مكاناً للتلاقي والتواصل الحضاري ونحن نسعى لتطويره بحيث يصبح واحداً من الملتقيات العالمية».

هذا وسيعمل النحاتون المشاركون في الملتقى على إنجاز عمل مشترك يعتبر أكبر منحوتة بازلتية في العالم وستقدم هدية للسيد الرئيس بشار الأسد.

هذا وقد شارك في الملتقى عشرون فناناً من: بولندا وألمانيا والأرجنتين وفرنسا وفيتنام واليابان والعراق والبحرين والكويت وسورية بالإضافة إلى طلاب كلية الفنون الجميلة في السويداء.


عمر الأسعد - السويداء

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء ملتقى النحت في السويداء

منحوتة للنحات العراقي أحمد محمد سليمان

من أعمال ملتقى النحت الثاني بالسويداء

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

فادي حمود الاشقر:

مشكورة كل الجهود المبذولة لانجاز هذا الملتقى كم كنت اتمنى ان اكون بينكم لاعانق بازلت السويداء الحنون الصامت الصامد ولكن هي الغربة فانا لا انساكي يا عروسة الجنوب ولكنكي نسيتنا عتبي عليكم كبير يا نقابة الفنانين التشكيليين و يا مجلس مدينة السويداء كنت اتمنى ان ارى الوجوه المبدعة التي تنتظر هذه الفرصة لترى مواهبهم النور لا ان يكون الملتقى حكرا على نفس الوجوه التي شاركت العام الماضي ارجو وهذا مجرد رأي ان تفسحوا المجال لفنانين لم يبصروا النور بعد فهذه السويداء ام الفن و الفنانين و شكرا

venezuela

venezuela

عمرو سلمان الأشقر:

كل الشكر لكل من ساهم في هذا العمل الجاد والمثمر والشكر الخاص للنحات فؤاد أبو عساف

سوريا