موسيقى على الطريق في أسبوعه الأخير

15/آب/2009

كان تأسيس أوركسترا الجاز السورية منذ ما يقارب أربع سنوات حدثاً مهماً وإنجازاً فنياً ومشروعاً ثقافياً حقيقياً في سورية، حيث ساهمت في زيادة الاهتمام بموسيقى الجاز في سورية باعتبارها واحدة من أهم الأنواع الموسيقية المعاصرة.

وقد ساعدت هذه الفرقة مجموعة من فرق الجاز السورية بصقل مواهبها وتشكيل مشروعها الموسيقي الخاص، كما هو الحال بالنسبة للمغنية السورية المعروفة لينا شاماميان التي شاركت معها منذ بداياتها، وفيما بعد أيضاً من خلال تقديم أغانٍ من التراث السوري عبر توزيع جديد خاص بموسيقى الجاز.

في حفلها الأخير مع مشروع «موسيقى على الطريق» بحديقة الجاحظ مساء الجمعة 14 آب 2009 «الأسبوع السابع لموسيقى على الطريق»، قدمت أوركسترا الجاز السورية العديد من الأعمال الكلاسيكية «ريبرتوار» للجاز العالمي، بالإضافة إلى أعمال خاصة بها تعبر عن هويتها كأوركسترا جاز سورية وعربية من التراث الموسيقي العربي والعالمي، فقدمت «نويت أسيبك» بصوت المغني أيهم أبو عمار و«سليمى» بصوت المغني ريبال الخضري، بالإضافة إلى العديد من الأغاني العربية والكلاسيكية، وبعض أغاني الراب وأعمالاً موسيقية ومقطوعات كلاسيكية اعتمدت على الارتجال وهي صفة من صفات موسيقى الجاز.


عازفو أوركسترا الجاز السورية يقدمون معزوفاتهم في حديقة الجاحظ

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بعض الموسيقيين في الفرقة ودارت معهم الأحاديث التالية:

ناريك عبجيان (قائد الفرقة): «الجاز نمط غربي من الموسيقى، ولد بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الزنوج الذين هاجروا من أفريقيا إلى أمريكا، ثم انتشر في كل أنحاء العالم، وأصبح الكل يمزج ما لديه بهذه الموسيقى، وحصل ذلك حتى في أوروبا أيضاً. وها نحن نحاول القيام بهذه التجربة، أي مزج موسيقانا بالجاز، بالإضافة إلى غناء تراثنا بمرافقة هكذا موسيقى لتكون لغة تنتشر في العالم ويتقبلها غيرنا».

وتابع الفنان ناريك قائلاً: «أما بالنسبة لتجربتنا مع موسيقى على الطريق، فقد سرنا بالاتجاه الذي تكلمت عنه لنصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وعموماً عروضنا في الحدائق لها نكهة خاصة لأننا نلتقي بشريحة لا تأتي إلينا في الصالات والمسارح، ولذلك نحن نذهب إليهم ونعرض ما لدينا».

أيهم أبو عمار (غناء): «إن أي فكرة من المفروض أن تعطى وقتاً لتتبلور وتفهم ويُشغل عليها عدة تجارب، وما نفعله بغنائنا مع الجاز هو تغيير القالب فقط، بمعنى أن الشيء الموجود لدينا منذ ألف عام نقدمه اليوم بقالب جديد ولون جديد وطريقة جديدة».

وتابع الفنان أيهم: «أعتقد أنها مرحلة جديدة للغناء، والأهم من هذا برأيي هو مشروع موسيقى على الطريق بحد ذاته، حيث تدخل الموسيقى على الناس بدون موعد مسبق، وبهذه الطريقة يمكن أن تدخل إلى الناس في حياتهم اليومية أكثر فأكثر، فالموسيقى ليست من الكماليات بل حاجة ملحة للحياة، والقالب الذي نقدم فيه الموسيقى مع أوركسترا الجاز السورية يجذب الكثير من الأذواق، وهنا أتذكر قولاً لشارلي شابلن عن الكوميديا حيث يقول: الكوميديا الجيدة هي التي تضحك ثمانية من عشرة. وفي النهاية تبقى أذواق الناس مختلفة وما هو جيد عن البعض سيء عن البعض الآخر».


نظرة عامة للفرقة والجمهور

ريبال الخضري (غناء): «عوّدنا المعهد العالي للموسيقى على عقلية منفتحة لكي نستوعب تجاربنا وتجارب الآخرين، وبها يجب أن نخوض الكثير من المحاولات كي نصل بالتالي إلى اختيار الأسلوب الخاص بنا، وما نقدمه مع أوركسترا الجاز السورية وغيرها من الفرق يعتبر شكلاً من أشكال دعم تجربتنا الفنية خاصة من خلال لقاء بجمهور غريب عن عروضنا».

وكان يجب أن نسأل ريبال عن جائزته التي حصل عليها في المهرجان الأخير للموسيقى العربية في القاهرة، حيث قال عن ذلك: «كان هناك العديد من المشاركات من الوطن العربي، وكانت المنافسة شديدة نوعاً ما، وأنا سعيد لأني حصلت على الجائزة الثانية وهذا دليل على السوية الجيدة للموسيقى والغناء في سورية».

ومن الجدير بالذكر أن مشروع «موسيقى على الطريق» تابع عروضه في أسبوعه الثامن مساء الجمعة 14 آب 2009، فعزف التخت النسائي الشرقي في حديقة المنشية وأوركسترا أطفال الشمس في حديقة زكي الأرسوزي وفرقة طويس بحديقة دمشق شرقي التجارة، وسبق لنا وألقينا الضوء على عروضها في الأسابيع السابقة.

وسيتابع «موسيقى على الطريق» فعالياته بعد شهر رمضان وذلك ابتداء من 2 تشرين الأول 2009.

.


إدريس مراد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
rima alatar:
أحلى شي كانت حفلة الجاز كثيررررررررررررر كانت حلوة ياريت دائما يعملوا هي فكر حلوة