هالة الفيصل تعرض في المركز الثقافي الفرنسي

الفن عندي أناني ويحمل بعداً إنسانياً

فنانة خارجة عن المألوف والتقليد والعادات والأطر الأكاديمية، خارجة عن الفن المحلي والفنانين التشكيلين بالموضوع، تحمل جرأة متناهية في طرح موضوعها مباشرة بالفكرة وبتعبيرية الخط واللون واللعب على المساحة.
ما تقدمه الفنانة هالة الفيصل من لوحات ونتاج فني لم يعتَد أن يراه الجمهور السوري بهذه الصورة الفاضحة وهذه المباشرة المكشوفة، لذلك يتهيب الجمهور أحياناً وربما ينتابه شعور بالحرج.
من يعرف هالة الفيصل منذ تخرجها من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1983 وجميعَ معارضها التي أقامتها منذ تخرجها حتى معرضها اليوم في المركز الثقافي الفرنسي في الثامن من نيسان 2008، يعرف أن هذا هو لونها، فهي موجودة في لوحاتها كشخص وعنصر رئيس.
من الواضح للمتتبع والمتأمل في لوحاتها انحيازها للأنثى من منظورها، لا من منظور المجتمع الذي نعيشه وننتظم بقيمه وعاداته. ومن هنا جاءت لوحاتُها جريئة للغاية وتتمتع بحرية التعبير وشيء من التمرد، لدرجة أن المتلقي يتوقف ويتأملها ليضعها بين قوسين لكونها خارج الأطر التي تعوّد أن يراها.
المعرض كما احتوى على سبع عشرة لوحة من القطع الكبير فقد احتوى أيضاً على اختلاط فكري بين البعد الإنساني والجنسي فلا يمكن الفصل ميكانيكياً بينهما، هي ترى أن للأنثى أدوارُها الوظيفية في المجتمع -كاملة كإنسان- مع احتفاظها بدورها في متعة الرجل ومتعتها هي أيضاً في عالم الرجل، تكرس هذه المتعة بطريقة فنية وتعبر عنها باللوحة التي نشاهدها.
في هذا المعرض تقول الفنانة هالة: «المعرض جاء بالقطع الكبير، وقد أخذ مني الكثير من الوقت وتطلّب مني الانعزال فترة طويلة عن الناس من أجل إنجازه، ولم يكن الانعزال هنا من أجل الإبداع بل الوقت والعمل، فالفن أناني إذا لم نعطِه جُلّ وقتنا فإنه لن يعطيَنا نتاجاً حقيقياً».
تتابع هالة: «المرأة واضحة في لوحاتي ومشاهدي وهي تعكس شخصيتي، لم أقصد فيها تكريس حالة جنسية بل هناك بعد إنساني فهي أم الإنسانية، هي من تعطي وتنجب وهي رمز استمرار النوع البشري».
ضمن هذا الشد البصري اللوني والمباشرة في الطرح، هل هناك قوةٌ في الخط، وقوةٌ في التكوين؟ وهل استطاعت أن تعالج ألوانها بفهم ودراسة ومقدرة على التوصيل؟
الفنان النحات عبد الله أبو راشد يجد أنها «استطاعت تقنياً تحقيق عنصر القوة والجذب. ومن جانب اختيار الخط فالمساحة عندها موزعة على نحو صحيح والألوان فيها تجانس وتوافق بغض النظر عن فكرة الموضوع الذي تتحدث عنه. لأن هالة فنانة لها خصوصيتها، فإنك لا تجد من الفنانين والفنانات من يتناول الموضوع بالمنحى الموضوعي والمعنى الفني ذاته».
«ويمكنني أن أضيف هنا أن هذا المعرض عبارة عن خلائط تقنية لبقع لونية متناثرة على كامل مساحة اللوحة، فهي تعمل على سطح وتصنع الخط والفكر بتعبيراته الإنسانية، ثم تأتي عملية التراكم اللوني وإعطاء دسم لوني للوحة، بمعنى آخر تلك البقع اللونية المتناثرة على سطح اللوحة عبارة عن شكل إضافي على السطح يخيل للمتلقي أنها مجموعة طبقات، وهي شكل من أشكال التجربة التي تكون قد استهوتها في هذه المرحلة وتحاول تجربتها في لوحاتها».

رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق