الدمشقيون أجادوا عمارة الحمامات

ولدت في أزمنة مختلفة وترعرعت في دمشق

01/آذار/2008


أينما وجد الماء وجدت الحياة وهو ضرورة لا بد منها، ومن أهم استخداماته الاستحمام، والحمّام بحسب المصادر اللغوية هو من الحمّة، والحمّة العين الحارّة، والحمّامي هو صاحب الحمّام، والمستحم هو موضع الاستحمام. وإذا رجعنا إلى التقاليد التراثية، فلا تزال شواهدها حاضرة بيننا بطراز معماري إسلامي متميز، فقد عرف الدمشقيون هذا الفن المعماري وأجادوا فيه فتركوا مآثرهم التي تتعاقبها الأجيال، وقد اشتهرت سورية -سيما دمشق- بحمّاماتها الموغلة في القدم والخصوصية.

بعض المؤرخين يرى أن حماّم قصر الحير من أقدم الحمّامات في سورية، فهو يعود إلى العهد الإسلامي، وثمة حمامات تنسب إلى العهود الأيوبية والمملوكية، ثم العهود العثمانية.

حمام القرماني
أسس في العهد العثماني، ويقع وسط منطقة تعرف باسم «سوق القرماني» القريب من ساحة الشهداء بدمشق، ويعد من أكبر الحمامات الدمشقية من حيث المساحة ‏

حمام قصر العظم
من الحمّامات الدمشقية العريقة، وجدرانه مزينة بالدهان العجمي وقد كتب عليها آيات قرآنية، وفيه صندوق مصدّف بزخارف، وخزانتان للمناشف مطعمتان بالذهب والفضة، وفي البراني ثمة بحرة مثمنة الأضلاع، وقبة فيها ثماني نوافذ يستند عليها أربع أقواس، والوسطاني مربع الشكل فيه قبة جصية نافرة وتمثال لشخص يرتدي ثياباً وقبقاباً عالية وقد لفَّ نفسه بالمناشف، أما أرض الإيوان فهي رخام مشقف بديع. ولقد حولته المديرية العامة للآثار إلى متحف شعبي كجزء من متحف التقاليد الشعبية.

حمام نور الدين
من أقدم الحمامات الدمشقية القائمة حتى يومنا هذا، وذكره ابن عساكر في تأريخه، ويُنسب إلى السلطان نور الدين محمود الشهيد. وسجلته المديرية العامة للآثار للقرن الرابع الميلادي، ورقّمته عام 1975. ويقع حمام نور الدين في سوق البزورية بجوار خان أسعد باشا، ويكون النزول إليه بواسطة خمس درجات حجرية من البازلت، وباحة البراني فيه رباعية الشكل تتوسطها بحرة عالية الأطراف من الحجر الوردي لها إثنا عشر ضلعاً وعلى أطرافها أصيص الورد ونباتات الزينة، بينما الجدران كلسية، والسقف نصف أسطواني ذو قمريات، وفي وسط البحرة كأس من الحجر الوردي فوقها كأسان من الرخام، أما الجواني فمحاط بأربع أقواس حجرية ورقية دائرية فيها إثنتا عشرة نافذة، وفيه مكان لحفظ الأمانات والمحاسبة، ومقصف، ومرايا، وآيات قرآنية، وسرير للمعلم، وأقسام أخرى.

حمام الشيخ حسن
يقع في حي السويقة في حارة المغاربة، وقد رمم من قبل آل عمر باشا، ونقش على مدخله أبيات من الشعر العربي.

حمام الورد
ذكره كثير من المؤرخين، ويقع في حي ساروجة-جادة الورد التي أخذت اسمها من الحمام، وهو من الأبنية الأثرية المسجلة لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف.

حمام السروجي
هو أحد الحمامات الدمشقية التي تعود إلى القرن السادس الهجري، ويقع في حي الشاغور، وينسب الى الشيخ أحمد السروجي.

ثمة حمامات أخرى مثل حمام المقدم وحمام الخانجي، وحمام الجديد، وحمام الزين، وحمام عز الدين، وغيرها. وهناك حمامات في أنطاكية وتدمر وأفاميا وشهبا وبصرى. وأول من تكلم عن الحمامات في دمشق كان المؤرخ الكبير ابن عساكر عام 571 للهجرة.




تشرين


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر