الفنان التشكيلي جابر العظمة في غاليري أتاسي

08 02

الصورة الملتقطة جزء من كل

يأسره المشهد ويستولي على انتباهه، يستطيع مشاركة الآخرين به، لأنه اتصال وتعبير عن الذات. طريقة رؤيته للأشياء تعكس طريقة تفكيره وتعبر عنه. يحب إطلاع الآخرين على ما يراه كما لو كان يعيرهم عينيه ليروا بها.
لن ينسى الفنان جابر العظمة أبداً الحصان العربي الأبيض الكبير «بدر» الذي صوره وشعر أن صلة خاصة تربطه به كنوع من العرفان.

وقد افتتح الفنان جابر العظمة مساء السبت 7 شباط 2009 في غاليري أتاسي معرضه الأول للتصوير الضوئي تحت عنوان «مجازات»، يقدم فيه تجربة عن مجموعة من الخيول بالأبيض والأسود، والملون أيضاً. ويقول في تصريح لـ «اكتشف سورية»: «إن الخيول في لوحاتي ليست بالضرورة خيولاً، لأن التصوير بنظري هو عبارة عن طريقة أخرى يرى فيها المتلقي الأشياء حسب نظرته وخياله الخاص». وهو القائل أن الصورة الملتقطة هي دائماً جزء من كل، وكل شخص يرى فيها ما يريد أن يراه، فمتعة التفسير تخص المشاهد والفنان بكل بساطة يشاركه بها.

وحول انطباعه عن المعرض يقول الفنان التشكيلي خليل عكاري في تصريح لـ «اكتشف سورية» أنه متفاجئ بأعمال الفنان جابر العظمة وبحساسية لقطته عندما يأخذ التفصيل والجزء، فيقوم بالتركيز عليه ليعطيه الحضور القوي. وأضاف: «إن هذا الحضور القوي للأجزاء في لوحات الفنان يأخذ في بعض الأحيان منحى اللوحة التشكيلية، لأنه لا يقتصر على التفصيل فقط، بل لأن هناك علاقة بين الأبيض والأسود، ما يجعلها من الفن التشكيلي بحد ذاتها مع ما تضمه من تعبيرية».

وأشار عكاري إلى أن الفنان جابر العظمة يمتلك عيناً قوية متينة تعرف كيف تأخذ القطعة والتفاصيل بقوة وتعبيرية في آن واحد، الأمر الذي يزيد هذه الأعمال غنىً وذلك بالدرجات التي يتمتع بها الأبيض والأسود من خلال درجات توزيع الأسود في إطاراته، وهو ما يعطينا نفس الحساسية التي تتمتع بها اللوحة التشكيلية؛ أو بالألوان حيث نجد التناغم اللوني والتجانس والتكوين القوي، ولذلك فهو يستحق التهنئة على أعماله. وبيّن عكاري أن ما يسعده أكثر هو أننا بدأنا نرى في سورية، مصوراً فوتوغرافياً سورياً استطاع تسخير إمكاناته الفنية والمادية من ناحية الطباعة والإخراج من أجل إظهار عمل «تشكيلي» على مستوى فني رائع.

وقال الفنان رفيق الشيباني في تصريح لـ «اكتشف سورية» أن الفنان جابر العظمة نجح في معالجته للجزئيات في الصورة، وأنه لجأ إلى موضوع الحصان الذي يرمز إلى زمن المقاومة والانتصارات التي نعيشها حالياً.

حسان هاشم

اكتشف سورية

بقية الصور..