فرقة حرارة عالية تبشر بأغنية سورية جديدة قوامها قصيدة النثر

2008/26/11

أغنيةجاهرت بقصيدة النثر كحالة فنية متفردة

يتابعُ الموسيقي معن خليفة ما بدأه مع فرقته «حرارة عالية»، من عمل على إنعاش الأغنية السورية الغائبة عن ساحة الغناء العربي، ومحاولة تقديم تجربة مختلفة على مستوى الصوت واللحن والكلمة.
جاء الحفل الفني بحرارة عالية على مسرح الدراما في دار الأوبرا في دمشق، وبالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، المعنون «طفلة في الحب»، ليشهر مغامرته الجديدة بتقديم قصيدة النثر كـ«ثيمة» حديثة للغناء الطربي، سواء على مستوى الجملة الشعرية التي لحنها خليفة من قصائد «أندلوثيا» للشاعر «أحمد تيناوي»، أم بالعودة إلى ألبوم «مطرز» الذي يقف خليفة من خلاله في وجه مصطلح «الموسيقى البديلة»، التي أرادها البعض لتنحية القيمة التي يضفيها التراث على المغنى العربي، فمعن يريد التجديد في جسد الأغنية السورية ذاته، لا نسفه لتقديم الجاز والتكنو بلا ملمح شرقي شعري أو إيقاعي يطعّم بنية اللحن المازج للثقافات.
اشتمل برنامج الحفل على ثلاث عشرة مقطوعة قدَّمها على التوالي كلّ من:
الفنانة الشابة «هالة الصباغ»، التي أدَّت بشكلٍ لافت أغانيَ كانت «ليندا بيطار» قد أنشدتها في ألبوم مطرز، إلا أنَّ هالة غنّت «صار الكلام غالي» بحساسية عالية ومتفردة.
وأدَّت الشابة «رغد العنزي» أغنيات ذات موضوعات جريئة بالنسبة إلى عمرها الفني، فمقطوعة «وحدنا والليل حبيبي» التي قدَّمتها رغد أكثر من مرة في حفلات «حرارة عالية»، تؤكد على موهبتها الفتية المبشّرة بصوت سوري أنثوي على درجة جيدة من الأداء الطفولي الممزوج بالأنوثة الماكرة.
وغنى «عماد رمال» ولأول مرة مقطوعات شعرية من «أندلوثيا» للشاعر «أحمد تيناوي»، وكانت قصيدة النثر أيضاً من نصيب خليفة اللحني، عندما مزج بين الجملة الشعرية الدافئة في أندلوثيا تيناوي وبين موسيقى الكيتار الكلاسيكي عزف طارق صالحية وأيمن بيطار بأسلوب «التشي تاتيف» أو الترتيل الموسيقي. إلا أنَّ المزج بين الليالي التطريبية وبين هذا النوع من تلحين الكلمة الشعرية، جعل اللحن المبتكر مناخات متداخلة، كان حرياً بخليفة أن يستفيد من عطاء القصيدة وتعدّد أصواتها بدلاً من أسرها في جمود الإنشاد الرتيب، الذي تناقض مع روح الغيتار الجامحة، ولاسيما أنَّ صوت «عماد رمال» كذلك من الأصوات القوية التي تستطيع أن تقوم بتوصيل أدق التموجات اللحنية في الكلمة المغناة.
الجميلُ في فرقة خليفة - خريج المعهد العالي للموسيقى في كل من دمشق، وليون - تقديمها أصواتاً شابة جديدة في كل حفل، لكن تبقى المغامرة التي خاضها معن في أمسية «طفلة في الحب» عند تلحين القصيدة الحديثة والعصية على التأطير، من المغامرات التي تحسب لـ«حرارة عالية»، وإذا ما استطاعت هذه الأغنية الجديدة، التي جاهرت بقصيدة النثر كحالة فنية متفردة، أن تقرَّب القصيدة وتنفخ فيها الأمل والصوت، فإنَّ حياة أرحب كتبت للأغنية والقصيدة السورية معاً.
الفرقة الشابة «حرارة عالية»، سطع نجمها حين أحيت حفلتين موسيقيتين يوم المسرح العالمي مع مؤسسها خليفة، الذي اشتهر هو الآخر لجرأته في التجريب ومحاولته إدخال أفكار جديدة تكسر رتابة الأغنية السورية المختبئة وراء التراث كدرع يحميها من النقد المرافق للجديد المبدع بطبيعة الحال. فكان خليفة في آخر أعماله «نور على نور»، الذي لحن فيه أشعار «ابن عربي» و«ابن الفارض»، مجدداً بإدخال الصوفية ذات اللحن الإيقاعي الحداثي، بمرافقة البيانو، في نسيج النمط الغنائي السوري الجامد.

ليال حسن

بلدنا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق