اللغة العربية ودورها في تعزيز الهوية والانتماء عند الطفل

19 11

يأتي احتضان سورية لمناقشة إستراتيجيتي تنمية لغة الطفل وإستراتيجية المبادئ التوجيهية حول ترسيخ الانتماء ودعم مقومات الهوية العربية لدى الطفل إيذاناً باعتمادهما اليوم في إعلان دمشق لترسيخ ودعم مقومات الهوية العربية لدى الطفل «وطني: هويتي واعتزازي»، متزامنا مع اجتماع وزراء الثقافة ووزراء الإعلام والاتصالات العرب في دمشق واجتماعات مجمع اللغة العربية.
وبالتزامن أيضاً مع احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية وغيرها من الفعاليات ذات البعد العربي، متوجة برئاسة سورية للقمة العربية، وتعبيراً عن الجهود التشاركية العربية الحقيقية والمثمرة التي عملت عليها الأمانة الفنية للجنة الطفولة العربية، إدارة الأسرة والطفولة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية والهيئة السورية لشؤون الأسرة وغيرها من مؤسسات العمل العربي المشترك الذين اجتمعوا يوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2008 في فندق أمية لمناقشة الإستراتيجية العربية لتنمية لغة الطفل.
الهوية تعرضت لمحاولات تشويه:
وفي تصريح لها حول الطريق نحو إعلان دمشق قالت المهندسة سيرا أستور رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة: «إن الطريق نحو إعلان دمشق لترسيخ ودعم مقومات الهوية العربية لدى الطفل مرّ عبر جهود كبيرة بذلها خبراء ومفكرون وباحثون ومثقفون واختصاصيون في سورية والوطن العربي على مدى عامين وفي أكثر من موقع حيوي وهام، سكنتهم مسؤولية كبيرة بحاضر الأمة ومستقبله، وخاصة على صعيد الهوية العربية انطلاقاً من اللغة العربية وعاءً، ومن أجيال الناشئة العربية حاملاً ينضح بالانتماء لحضارة عربية متجذرة وراسخة، وخاصة أن الثقافة العربية من حيث الهوية تعرضت لمحاولات تشويه تهدف إلى إضعاف الشعور بالانتماء في إطار غزو ثقافي يطول الأمة العربية بكل مكوناتها». مضيفة أن: «إعلان دمشق هو إضافة قيّمة ومهمة لكون دمشق رئيسة للقمة العربية ولكونها عاصمة للثقافة العربية للعام 2008»، وأشارت رئيسة الهيئة إلى تزامن هذا الإعلان مع اجتماعات وزراء الإعلام والاتصالات العرب في دمشق، وكذلك اجتماعات وزراء الثقافة واجتماعات مجمع اللغة العربية معتبرةً ذلك «فألاً حسناً» متمنيةٍ أن تولي الفعاليات العربية على اختلاف اهتماماتها ومستوياتها هذا الإعلان، ولاسيما الإعلاميين العرب، عناية خاصة مستدامة نظراً لأهميته الكبيرة ومردوده الحيوي على أجيال الناشئة العربية تربوياً وسلوكياً ومنعكساً يعطي للطفل العربي شخصيته انتماءً وولاءً واعتزازاً بالهوية العربية، وتوجهت سيرا أستور في ختام تصريحها بالشكر لكل من أسهم بالجهود بفكرة وخط كلمة وأضاف عبارة في إطار هذه الوثيقة على امتداد الدول العربية أفراداً ومؤسسات، معبرة عن سعادتها واعتزازها بالمساعي الحثيثة المقترنة بإدراك مسؤول لنبل المهام ووعي استشرافي لسمو الهدف.
مناقشة إستراتيجية تنمية لغة الطفل العربي:
بعد أن رحبت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالضيوف والخبراء المشاركين في المناقشة، منوهة بأهمية هذه الخطوة لكونها جهود عربية لها أثرها الطيب على المجتمعات العربية ولاسيما الشريحة الأهم والأوسع ومحط الاهتمام الأطفال، ومدى أهمية تنمية لغة الطفل العربي انطلاقاً من هويته العربية وتعزيزها وترسيخها بما يليق بمكانة الأمة العربية وحضارتها.
وفي عرضها لمسار إعداد الإستراتيجية قالت الدكتورة سهير عبد الفتاح - منسق فريق إعداد الإستراتيجية: «إنه وحرصاً من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على الحفاظ على اللغة باعتبارها أحد أهم مكونات الهوية والانتماء، أكد إعلان دمشق الصادر عن مجلس الجامعة على مستوى القمة في دورته العشرين - دمشق 2008، على إقرار مشروع النهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة، وأكد على أهمية إيلاء اللغة العربية اهتماماً ورعاية خاصة باعتبارها وعاءً للفكر والثقافة العربية، وذلك لارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا، لتكون مواكبة للتطور العلمـي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات، ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التخريب والتشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربية. وبعد جهود امتدت لسنتين قام بها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 2005،حيث أعد إستراتيجية تنمية لغة الطفل العربي بمبادرة من الأمير طلال بن عبد العزيز الذي أكد ضرورة إعداد الإستراتيجية، وكان المجلس العربي للطفولة والتنمية قد عقد بمكتبة الإسكندرية وبمشاركة من جامعة الدول العربية مؤتمر الطفل العربي الذي كانت اللغة العربية موضوعاً لإحدى توصياته، وبمشاركة مع الأمانة العامة ومساهمة من منظمات أخرى عربية وعالمية لمؤتمر الطفل العربي صدر عنه في الجلسة الختامية بيان يحدد الأهداف الرئيسية لإستراتيجية تنمية لغة الطفل العربي. وبناءً على ما تم دعا المجلس عدداً من الخبراء والمفكرين والإعلاميين من دول عربية مختلفة انضموا إلى اللجنة التي ناقشت الإطار المقترح، وبعد ذلك كلف المجلس بعض الخبراء لإعداد دراسات وبحوث. وقد واصلت اللجنة اجتماعاتها حتى انتهت من إعداد هذه الإستراتيجية بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والمجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية لإطلاقها من دمشق عاصمة الثقافة العربية هذا العام، آملين أن نتمكن من التعاون جميعاً في تحقيق أهداف هذه الإستراتيجية وتحويلها إلى خطة قابلة للتنفيذ».
بدورها الأستاذة ندوة النوري - المحرر الرئيس للإستراتيجية، استعرضت محاور الإستراتيجية ومكوناتها التي تشمل الجانب النظري والجانب العملي من أجل تحقيق هذه الإستراتيجية للاستفادة منها على أرض الواقع، كالتنظيمات العملية لمواجهة تحديات لغة الطفل، واللغة العربية والطفولة، والإجراءات العلاجية لاضطرابات التواصل اللغوي. كما ركزت الإستراتيجية على لغة الطفل العربي في المهجر والسياسات اللغوية وغيرها من السياسات أو الآليات التطبيقية التي تضمن توثيق العلاقة اللغوية وتنميتها لدى الطفل، ولفتت النظر إلى أنها لم تتلق أية ملاحظة من الخبراء العرب على الإستراتيجية سوى من اليمن والبحرين، وأن هيئة شؤون الأسرة ستقوم بطبع وتوزيع هذه الإستراتيجية على جميع الدول العربية.

مداخلات ممثلي الدول العربية:
فلسطين:

لفت الخبير الفلسطيني المشارك في المناقشة إلى عدم التطرق إلى مشكلة أطفال فلسطينيي 48 الذين يعانون من الاحتلال ومحاربة لغتهم العربية والذين خرج من بينهم «محمود درويش» و«سميح القاسم»، وتساءل عن آليات متابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية.
اليمن:
شكرت الخبيرة اليمنية اهتمام سورية باللغة العربية كبلد وحيد عرب لغة العلم في كل المراحل التعليمية، وعلى رأسها العلوم الطبية وتمنت أن تخرج الإستراتيجية خالية من الأخطاء اللغوية. وتوقفت الخبيرة اليمنية عند بعض المفردات اللغوية من حيث الصياغة متمنية أن ترد بعض المفردات إلى أصلها اللغوي مثال: «يساهم أصلها يسهم، طرق جمعها طرائق، ومفردة (هام) هي كلمة غير عربية».
السعودية:
ليس لدينا اعتراض على وجود الموسيقى في مناهج التعليم ولكن أين دورها في تطوير اللغة العربية؟ أما تأجيل تدريس اللغة الأجنبية إلى المراحل المتوسطة في التعليم فنحن نطبق هذا الكلام في السعودية ولكن هذا موضوع خلاف كبير.
سلطنة عُمان:
هل هناك مقياس زمني لتنفيذ هذه الإستراتيجية أم إنها مفتوحة؟ الأهداف ليست واحدة بالنسبة للدول العربية فبعضها قد يكون محققاً لبعضها، وأن تكون حدود الإستراتيجية متفقة مع الخطط الوطنية.
البحرين:
استبعاد الكلمات غير العربية من الإستراتيجية مثل «بروسس».
لبنان:
في المحور السابع كان هناك كلام حول الإجراءات العلاجية، لا أعتقد أن الإستراتيجية يجب أن تتضمن مسائل علاجية وأقترح التركيز على لغة الطفل العربي المغترب وأن تطالب القمة العربية بملحق تربوي لتعليم اللغة العربية لكوننا نعاني في لبنان من هذا الموضوع، أنا كلبناني لا أستطيع أن أقبل اقتراح الإستراتيجية بأن يبدأ في المرحلة الثانية.
قطر:
يجب أن يكون هناك قياس لتطبيق هذه الإستراتيجية وأن نعرف ما الخطوة التي بعدها ولست مع تأجيل دراسة اللغة الأجنبية إلى المرحلة المتوسطة لمواكبة الواقع الحالي لأنه أجنبي ولا نستطيع أن ننكر واقترح إزالتها أو تعديلها.
السودان:
يرجى الأخذ بعين الاعتبار خصوصية بعض الدول العربية وعندنا في السودان موضوع «الرطانات» اللهجات المتعدد في السودان التي يفرض عليها اليوم الكتابة باللغة اللاتينية ونحن ضد التعليم باللغة الأجنبية ولكن مع تعلمها. وأشارت إلى أن ما سمعته في هذا الملتقى لم تشهده في ملتقى آخر وأن هذه الإستراتيجية ما كانت لتنجز قبل عشر سنوات لو أوكلت لغير هذا الفريق. وقد ناقش يوم أمس عدد من الخبراء العرب من الدول الأعضاء لجامعة الدول العربية «الإستراتيجية العربية لتنمية لغة الطفل» ويعكف اليوم الأربعاء الخبراء العرب من عدد من المؤسسات العربية والسورية على متابعة المناقشة للخروج بالتوصيات.
فجاء عرض موضوع إعداد إستراتيجية عربية لتنمية لغة الطفل خلال اجتماعات الدورة الثانية عشرة للجنة الطفولة العربية دمشق2006، وتنفيذاً لتوصيات هذه الدورة عقد مؤتمر «لغة الطفل في عصر العولمة» في شباط 2007 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية كأحد أشكال التعبير عن الحوار العربي الصحيح بين المؤسسات الناظمة للدولة وبين المجتمع.
وذلك ضمن التوجهات التي تعمل عليها سورية مع منظومة جامعة الدول العربية والتي تمثل حلقة من حلقات النشاط الذي تشهده عاصمة الثقافة العربية دمشق والذي يكرس جل اهتمامه في قضايا اللغة والهوية العربية.
أهمية لغة الطفل:
وجاء الاهتمام بإعداد إستراتيجية عربية لتنمية لغة الطفل انطلاقاً مما تشكله مرحلة الطفولة من مرحلة مفصلية تتكون فيها مقومات شخصية الطفل وتتحدد ملامح هويته عدا ما تشكله فئة الطفولة ما يقارب من نصف المجتمعات العربية وتأتي اللغة لتمثل في عالم الإنسان الولاء والانتماء والوطن والهوية والثقافة والشخصية وأداة في صنع المجتمع حاضراً ومستقبلاً.
إن انجاز هذه الوثيقة هو ثمرة وقد سبق حفل الإعلان يوم الثلاثاء18 تشرين الثاني اجتماع الخبراء من الدول الأعضاء لجامعة الدول العربية لموضوع «الإستراتيجية العربية لتنمية لغة الطفل» في فندق أمية.
إذ يشكل الحفاظ على اللغة أحد أهم مكونات الهوية والانتماء، ومن هنا جاء الاهتمام باللغة العربية اهتماماً خاصاً ومسؤولاً باعتبارها وعاءً للفكر والثقافة العربية ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا، لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التخريب والتشويه والغزو الثقافي الذي تتعرض له ثقافتنا العربية.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

العيناوية:

شكرا على هذا التقريرالرائع

الإمارات

استاذ جامعي جعفر المعايطه:

اللغه وان كانت المحكيه الا ان اللغه العقليه اي لغة الفكر هي الاهم ،ولو فكر العرب بعقلية الوحده لكانت اللغة تحصيل حاصل.

Jordan