الإعلامية هيام الحموي تثني في العدوي على الإعلاميات السوريات

09 03

وردات يزهو بها حقل الإعلام السوري والعربي

«ورود للمرأة في عيدها» عنوان المحاضرة التي ألقتها الإعلامية هيام الحموي في المركز الثقافي «العدوي» بدمشق في التاسع من آذار 2008، وتطرقت فيها إلى أعلام من رائدات الإعلام تعلمت منهن وتأثرت بأسلوبهن وشخصيتهن في العمل، ولعل المحاضرة بمجملها تمركزت حول ذكر عدد من الأسماء والاعتراف بدورهن على صعيد تكوينها الشخصي أو على صعيد الحركة الإعلامية المحلية عامة مؤكدة ضرورة ووجوب تكرار مثل هذه المحاضرات على مسامع المتلقي لتبقى تلك الأسماء بمنأى عن النسيان.
تقول هيام الحموي «بالرغم من كل ما يقال عن هذا الزمن ما زلت على قناعة بأنه لم يفت الأوان للدفاع عن الوردة أو الحياة التي تساوي في نظري صيغة المرأة أو الحياة، وأرى أنها معادلة واحدة».
تقول هيام أيضاً «الأدباء والشعراء والمفكرون تحدثوا طويلاً عن المرأة الوردة فبات الكلام معروفاً حد الاستهلاك، لكنني أريد اليوم أن أهدي للمرأة عبق وردات رائدات قُدر لي أن أتنشق شذى أعمالهن في أزمان مختلفة فأصبح تأثيرهن جزءاً من كياني الإعلامي والشخصي، وأخون الأمانة أمام الملأ إن لم أقل إني ورثت جيناتهن الفكرية، ولولاهن لما كنت اليوم ما أصبحت عليه، وأنا مدينة لهن، وبدايةً يحضر في ذاكرتي وجه مذيعة ربما كان لها الفضل في اللاوعي الكامن عندي لأكون مذيعة، وكانت تقدم النشرات الإخبارية وكذلك برنامج الأطفال الذي قدمته بعد ذلك على شاشة التلفاز السوري، وهي الإعلامية هيام طباع، كذلك الإعلامية فردوس حيدر صاحبة البرنامج الأكثر جماهيرية على مر الأجيال "ما يطلبه المستمعون" الذي كرسه المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في فيلمه السينمائي الذي يحاكي بعنوانه عنوان البرنامج الإذاعي الشهير آنف الذكر، وأذكر أيضاً الإعلامية عواطف الحفار إسماعيل والسيدة سهام ترجمان، ولعل في ما قامت به ترجمان من إنجاز في جمع التراث الشامي في كتابها الشهير "يا مال الشام" ما يؤرّخ لها، وإذا كانت دمشق عاصمةَ سورية فإن سهام ترجمان عاصمة الشام، وأضف إليهن عبلة الخوري، وسكينة نعمة، وامتثال السمان».
لقد تطرقت الإعلامية هيام الحموي أيضاً إلى باقة من الإعلاميات العربيات مثل الأردنية عائشة التيجاني، واللبنانية ناهدة فضلي الدجاني، وآمال فهمي رائدة مدرسة فن الحوار العربي، ومن مصر الإعلامية سامية صادق التي ترأست التلفاز المصري فترة طويلة من الزمن اتسمت بالتشدد في الرقابة من حيث المحافظة على قيم الأسرة.
اليوم بعد مرور سنين طويلة من العمل وحرق أوراق العمر تكتشف الإعلامية هيام الحموي بحسب قولها «حقيقة أنه ليس من الضروري أن يكون تأثر الفرد (عادة) بشخصية ما عن طريق التتلمذ المباشر أو الاتصال المباشر معه وإنما قد نتأثر كثيراً وعلى نحو قوي عندما نقرأ لهذا الكاتب أو نستمع لذاك المحاضر، فكيف الأمر ونحن نستمع إلى جهاز يمنحنا الدفء والحميمية عند استقبالنا للصوت كأن الحوار موجه لنا بالتحديد، ولعلني التقطت الكثير من تعاليمهن وأفكارهن بمجرد متابعتي للمذياع فترسخت في اللاوعي هذه التعاليم، وكان يكفي أن أفتح مذياعي كي أشعر أنني أتواصل معهن، والأطرف أننا عندما نجتمع بهن لا نشبع من الحديث معهن».
تختم الإعلامية الحموي محاضرتها بقولها «تلك باقتي من الأسماء اللواتي أجدهن في الحقيقة وردات يزهو بها حقل الإعلام السوري والعربي».
الجدير ذكره أن هذه الإعلامية الكبيرة قد بدأت رحلتها في الإذاعة السورية بالقسم الفرنسي في أواخر الستينيات، ثم سافرت بعد أن تخرجت من قسم الأدب الفرنسي في  جامعة دمشق إلى باريس ونالت هناك درجة الماجستير، وعملت في مكتبة إذاعة مونتي كارلو في البداية وأجلّت الدكتوراه حتى يسمح لها الوقت، إلا أن الوقت سرقها وخسرت الدكتوراه لكنها ربحت محبة الملايين.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق