جوليا بطرس تغني في قلعة دمشق

23 10

مزيجٌ من صلابة المقاومة ورقة العاطفة

ألهبت الفنانة اللبنانية جوليا بطرس حماس الجمهور في قلعة دمشق مساء أمس بأغانيها الثورية المقاومة كما أطربتهم بأغانيها العاطفية العذبة. فغنى الجميع مع ألحان استثنائية لصوت من أندر الأصوات العربية.
بدأ الحفل الذي استمر ساعتين بتوجيه التحية لـسورية: «مسا الخير سورية. سورية الوطنية المقاومة والصامدة»، وخاطبت الجمهور: «أرجو أن تحبوا الجديد وترددوا معي القديم».
غنت من جديدها أغنية رومانسية بعنوان «خلص انتهينا» ووصفتها بأنها «أغنية رايقة وبدها سمع: خلص انتهينا، خلص الحكي، ما بقي بعينينا غير كمشة بكي».
كما غنت بمنتهى الروعة كلمات مستوحاة من رسالة سيد المقاومة إلى المقاتلين الأبطال في جنوب لبنان، وبلغ تفاعل الحضور معها حداً جعلها تعيد الأغنية مرة ثانية في الوقت الذي كانت الشاشة الخلفية تعرض صور الدمار والخراب الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان.
«أحبائي، استمعت إلى رسالتكم وفيها العز والإيمان، فأنتم مثلما قلتم رجال الله في الميدان، ووعد صادق أنتم، أنتم نصرنا الآتي..».
أبدعت جوليا بطرس في الانتصار لقيم الحق والعدل وحب الوطن وكان صوتها يعبر عن كل واحد فينا فصارت أنشودة «أحبائي» تحدياً واعياً لقوة الطغيان.
ردد الحضور مع جوليا أغنيات أحبوها وحفظوها عن ظهر قلب منذ بداية الثمانينيات حتى الآن، مثل: «يا قصص - أنا مش إلك - على شو بعدك بتحبو - شي غريب - متل العادة - أنا بتنفس حرية - لا تقطع عني الهوا».
حضورها الشامخ على المسرح وصوتها الهادر حيناً والهادئ أحياناً وكلمات أغانيها المنتقاة بعناية تختصر الشعر والتاريخ والجغرافيا ببساطة السهل الممتنع تكملها ألحان راقية لمؤلفين مبدعين. كل ذلك بوأها مكانة لا يستهان بها في قلوب محبيها على امتداد الوطن.
في ختام الحفل طالب الجمهور بأغنية «شمس الحق» التي اختارتها الأمانة العامة لاحتفالية دمشق لتكون عنواناً عريضاً لحفلات الفنانة جوليا بطرس في دمشق والتي غنتها جوليا لأول مرة وهي في السابعة عشرة من عمرها ليرددها حينذاك الكبير والصغير فاعتذرت جوليا بأنه لم يتم التحضير للأغنية إلا أنها غنتها سولو مع الجمهور في تناغم آسر سيذكره جمهور دمشق طويلاً.
يذكر أن جوليا بطرس من مواليد بيروت 1 نيسان 1968 بدأت مسيرتها الفنية منذ سن الثانية عشرة بأغنية فرنسية بعنوان «إلى أمي»، وفي سن الرابعة عشرة أطلقت ألبومها الأول تحت عنوان «هذه هي الحياة» من تأليف وتلحين الياس الرحباني.
كرست جوليا فنها للإنسانية والحضارة والمقاومة تحدوها رغبة في أن تكون صوتا للآخرين من أجل القضايا العادلة فأطلقت في عام 1985 أغنيتها الشهيرة «غابت شمس الحق» من تلحين شقيقها زياد بطرس الذي يقوم اليوم بتلحين معظم أعمالها وأرادت من خلال هذه الأغنية إيصال رسالة استطاعت نقلها بجدارة.
وبعد عدوان تموز رأت جوليا أن من واجبها أن تسهم بتعويض أضرار الحرب فأنشأت مشروع «أحبائي» وهو عبارة عن مجموعة من الحفلات التي أحيتها في كل من لبنان والإمارات وقطر وسورية، وعاد ريع هذه الحفلات إلى عوائل الشهداء لتصبح جوليا بطرس اليوم رمزاً وطنياً يجسد حب الوطن والمقاومة كما يجسد الرومانسية.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

حسان الحبحاب:

سيدتي ، لكم نحن فخورين بك ، أنت رمز خلود لبنان ، انت الوجه الأخر للمقاومة في هذا العالم .

لبنان